تفوقوا على الفلسطينيين وديا

التمركز الجيد والضغط العالي نقطة قوة المحليين

التمركز الجيد والضغط العالي نقطة قوة المحليين
  • 150
سميرة عوام سميرة عوام

أبدع المنتخب الوطني للمحليين لكرة القدم، في فرض سيطرته على مجريات اللقاء الودي الذي جمعه بنظيره الفلسطيني، مساء أوّل أمس على ملعب "19 ماي 1956" بعنابة، محققّاً فوزاً مستحقاً بثلاثية نظيفة (3-0) أمام جماهيره الغفيرة، التي زيّنت مدرجات الملعب بالألوان الوطنية.

سجّل أهداف المباراة كلّ من رضوان بركان الذي وقّع ثنائية في الدقيقتين (13 و26)، وعديل بولبينة في الدقيقة (35) عن طريق ضربة جزاء. ومنذ صافرة البداية فرض أشبال المدرب الوطني إيقاعا مرتفعا، مستعرضين جاهزيتهم الفنية، والبدنية، ومؤكّدين علوَّ كعبهم على أرضية الميدان. التمركز الجيّد، والضغط العالي، وسرعة التمرير بين الخطوط مكّنت "الخضر" من تسجيل أولى الأهداف مبكرا في الدقيقة 13 من الشوط الأوّل عبر المهاجم رضوان بركان، الذي استغل هفوة دفاعية، مباغتا الحارس الفلسطيني ياسين عبد الهادي بتسديدة خاطفة، مانحا المنتخب الوطني الأفضلية النفسية والفنية طوال أطوار المباراة.

وواصل المنتخب الجزائري المحلي أداءه المتوازن بين الخطوط الثلاثة؛ حيث برز الانسجام الكبير بين لاعبي الوسط والهجوم مع يقظة دفاعية، حالت دون تشكيل أيّ خطورة حقيقية من قبل المنتخب الفلسطيني، الذي رغم بعض المحاولات لم يتمكّن من اختراق الدفاع الجزائري الصلب. وخلق أشبال بوقرة عدّة فرص سانحة للتهديف خلال هذه الفترة من اللقاء، مكّنت المهاجم رضوان بركان مرة أخرى، من توقيع الهدف الثاني في الدقيقة 26 بعد عمل جماعي جميل. وفي الدقيقة 35 تحصّل المنتخب الوطني على ضربة جزاء بعد عرقلة واضحة نفّذها اللاعب عديل بولبينة بنجاح، معزّزا بذلك تفوّق "الخضر" بثلاثية نظيفة، أنهوا بها الشوط الأوّل.

الشوط الثاني حمل نفس النسق تقريبا، مع استمرار سيطرة المنتخب الوطني وفعاليته الهجومية، مؤكّدا تفوّقه الفني والتكتيكي، والجاهزية العالية للاستحقاقات المقبلة. وواصل المنتخب الوطني تحكّمه في مجريات اللقاء بفضل انضباطه التكتيكي، وتمريراته الدقيقة، في حين لم يتمكّن المنتخب الفلسطيني من اختراق الدفاع الجزائري المتماسك.

واستمرت محاولات المنتخب الفلسطيني دون تغيير في النتيجة، لينتهي اللقاء بفوز مستحق للمنتخب الوطني، مؤكّدا تفوّقه، وأداءه الجماعي، المتميز طيلة أطوار المباراة. واللافت في اللقاء كان الروح الرياضية العالية بين الطرفين، والتي عكست عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين والمنتخبين، وسط تحية متبادَلة من الجماهير لكلا الفريقين. هذا الفوز لا يمثل مجرد انتصار في مباراة ودية، بل يعكس مدى تطوّر مستوى اللاعبين المحليين وقدرتهم على تمثيل الجزائر بأفضل وجه في ظلّ الاستعدادات المتواصلة للمواعيد القارية القادمة، وعلى رأسها بطولة إفريقيا للاعبين المحليين.

الجمهور العنابي كان، أيضا، نجما من نجوم الأمسية، بحضوره الكثيف، وتشجيعاته المتواصلة؛ في مشهد يليق بمكانة كرة القدم الجزائرية، ويُثبت أنّ ملاعبنا لاتزال تنبض بالحياة، والانتماء. للإشارة، يلتقي المنتخب الوطني المحلي بالمنتخب الفلسطيني في 13 من الشهر الجاري؛ في ثاني مباراة ودية بينهما خلال هذه الفترة.

يُذكر أنّ قرعة كأس العرب فيفا 2025 المقرّرة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل بقطر، قد أوقعت المنتخب الجزائري المتوّج بالنسخة الأولى من كأس العرب فيفا، في المجموعة الرابعة رفقة العراق، بالإضافة إلى الفائزين في المباريات الفاصلة البحرين - جيبوتي ولبنان - السودان. وفي المقابل، سيلعب المنتخب الفلسطيني مباراة فاصلة أمام نظيره الليبي في نوفمبر المقبل بالدوحة. وسيتأهل الفريقان الأوّلان من كلّ مجموعة، لمرحلة خروج المغلوب، التي ستشمل ربع النهائي، ونصف النهائي، وبالطبع النهائي.