ينوي نادي برشلونة الاعتماد على نهج مختلف في المستقبل في ما يخص التعاقدات التي سيبرمجها تزامنا مع الأزمة الاقتصادية التي يُعاني منها، وتجاوز برشلونة الحد المسموح به للإنفاق بمقدار 270 مليون يورو. ومن المفترض أنه سيعمل على بيع اللاعبين لسد العجز في ميزانية النادي المالية؛ تفادياً للوقوع تحت طائلة قواعد اللعب المالي النظيف، التي سنّتها رابطة الدوري الإسباني.

ومنذ عام 2020 واجه النادي صعوبات في الالتزام بتقليل نفقاته، ولكن البلوغرانا يريد تجنب هذا الأمر في المستقبل؛ إذ يعتزم - بجانب ضم صفقات جديدة - الاستفادة من التكنولوجيا في الاستثمار بالمواهب الشابة.

وفي ظل صعوبة التعاقد مع نجوم كبار نظرا لارتفاع قيمتهم السوقية، يبدو أن النادي سيتجه إلى الاعتماد على اللاعبين الشباب والمواهب الشابة؛ إذ من المنتظر أن يعتمد النادي على التكنولوجيا، وتحليل البيانات؛ من أجل جلب أفضل المواهب الصاعدة، وتطويرها. وفي هذا السياق، أكد أسطورة البلوغرانا والمدير الرياضي الحالي للنادي، ديكو، أن العثور على المواهب الكروية في العصر الحالي، أصبح "في غاية السهولة" بفضل التكنولوجيا، لكنه أقر بأنه مايزال هناك هامش للتحسن في ما يتعلق بتحليل عقلية اللاعبين، ومدى توافقهم مع مجموعة معيّنة، مشيرا إلى وجود منصات تكتيكية تسهّل عمل المدربين ومدربي اللياقة البدنية ومكتشفي المواهب، لكنه أشار أيضا، إلى الجوانب التي مازال هناك هامش لتحسينها. وأوضح: "الصعوبة الأكبر تكمن في معرفة كيف سيتكيف اللاعب مع الضغط وطبيعة النادي؛ بمعنى كيف سيكون رد فعلهم تجاه الضغوط أو الحاجة لتحقيق الفوز، كما هي الحال مع برشلونة، الذي ينافس دائما من أجل الألقاب"، مشيرا إلى أن الأدوات التكنولوجية تساعد في معرفة خصائص اللاعب، لكنه اعتبر أنها ليست المقياس الأساس لتحديد قيمته الاقتصادية، التي اعتبر أنها تمتثل لقواعد السوق؛ مثل العمر، واهتمام الأندية الأخرى.

ويبدو أن النادي الكتالوني سيكون لديه توجه في الفترة القادمة، نحو الاعتماد على البيانات لإبرام صفقات جديدة في ظل معاناته الاقتصادية، وهو ما أكده خوان لابورتا أيضا في تصريحاته عن التكنولوجيا في الرياضة خلال المؤتمر نفسه؛ قال: "التكنولوجيا الآن يتم تطبيقها على كل جانب من جوانب الرياضة. ونحن حظينا في الأيام الأخيرة بشرف الاستماع إلى بعض العروض من الأشخاص الذين لديهم قدرة رائعة على توسيع آفاقهم، ومساعدة النادي في هذا المجال".