الدراجة الجزائرية تحتضر في ظل غياب رئيس منتخب

الاتحاد الدولي يطالب بالإسراع في عقد الجمعية

الاتحاد الدولي يطالب بالإسراع في عقد الجمعية
  • القراءات: 440
❊ع. إسماعيل ❊ع. إسماعيل

ما الذي جعل عجلة رياضة الدراجة في بلادنا تسير بلا هدف، وتتحول إلى فرع مشلول لا قيمة له في الحركة الرياضية الوطنية، بعد أن كان أحد أبرز ركائزها؟، السؤال جدير بطرحه، كون هذا الفرع أصبح يسير من أزمة إلى أخرى تكاد تقضي على آمال الألاف من ممارسيه، في الوقت الذي يتساءل عشاقه ومحبوه عن الصمت المفروض حول مستقبل الهيئة التي تسيره، في ظل التأخر الكبير الذي تسجله لانعقاد جمعيتها العامة.

عاشت اتحادية الدراجات انتعاشا حقيقيا بعد إجراء عملية تجديد الهيئات الفيدرالية الرياضية خلال شهر أفريل 2017، حيث اعتلى رئاستها الدراج السابق في المجمع البترولي مبروك قربوعة، الذي انتخب من قبل أعضاء الجمعية العامة برفع الأيدي، بسبب غياب منافسه الوحيد في تلك العملية رشيد فزوين، وهو الرئيس السابق للاتحادية الذي رفضت له الوصاية التقدم لهذه العملية، بعد اتهامه بسوء التسيير وإحالة ملفه على القضاء. لكن سرعان ما قدم مبروك قربوعة استقالته بداعي المرض، بعدما قضى فترة قصيرة على رأس الهيئة الفيدرالية، في الوقت الذي أكدت الأوساط القريبة من هذه الأخيرة، أن قربوعة شعر بصعوبة المهمة، بعدما اكتشف ثغرات كبيرة في جانب التسيير، لاسيما المالي، الذي يخص التركة المالية التي استلمها من الاتحادية السابقة، فقرر الانسحاب بنصيحة من بعض المقربين منه، أكدوا لـ«المساء" مرارا، أن قربوعة جاء إلى الفرع بنية خدمته وإعطائه دفعا قويا يخرجه من الركود الذي كان واقعا فيه.

بالفعل، استطاع قربوعة أن يجر رياضة الدراجات في الاتجاه الصحيح، لاسيما أنه وجد الترحاب والمساندة من قبل قدامى هذه الرياضة، الذين تم إبعادهم عن تسيير الفرع، ومنهم من كان عرضة لعقوبات قاسية رفعها عنهم قربوعة، وكان ذلك أول إجراء اتخذه عند انتخابه رئيسا جديدا للاتحادية.

كانت وزارة الشباب والرياضة قد وافقت منذ ثلاثة أشهر على عقد جمعية عامة انتخابية جديدة، من أجل ملء الفراغ الحاصل على رأس الهيئة الفيدرالية، حيث فتحت مجال الترشح وقدم كل من خير الدين برباري (رئيس رابطة باتنة وعضو فيدرالي) وإسماعيل دوزي (مدير رياضي بالمجمع النفطي) ملفيهما للترشح لرئاسة الاتحادية، ورافقتهما في هذه العملية أطراف أخرى ترشحت لعضوية المكتب الفيدرالي، في حين قامت الوزارة بصفتها الوصاية عن الهيئات الفيدرالية الرياضية بتعيين أمين عام جديد على مستوى الاتحادية كي يشرف على العملية الانتخابية.

بعد دراسة ملفات المترشحين، رفض ملف المدير الرياضي بالمجمع البترولي إسماعيل دوزي، بحجة أن فترة تواجده في منصبه غير كافية للترشح، مثلما تنص عليه المادة 2 من القانون الداخلي للاتحادية، وألغت الوزارة بعد ذلك العملية الانتخابية، وهذا القرار مستمر إلى غاية اليوم، في الوقت الذي يتعطل من يوم إلى آخر، عمل تسيير الاتحادية، لاسيما من الناحية المالية التي تعتبر عصب كل إجراء تسييري، سواء فيما تعلق بتنظيم المنافسة أو التكفل بالمنتخبات الوطنية بمختلف أصنافها.

كشف مسؤول من داخل الاتحادية، رفض الكشف عن اسمه ،أن دراجي المنتخبات الوطنية، لاسيما التابعون لصنف الأكابر، يتنقلون إلى الخارج للمشاركة في المنافسات الدولية بنفقاتهم الخاصة، وفي بعض الأحيان يقوم أعضاء من الاتحادية بدفع هذه النفقات من مالهم الخاص، كون الاتحادية لم تتلق الميزانية الخاصة بها. لا شك في أن تواجد هؤلاء الدراجين في المنافسات الدولية يرمي إلى حفظ ماء وجه الدراجة الجزائرية التي أصبحت تئن لماضيها المجيد، لما كانت قوية بتسييرها الكفء الذي سمح بالرفع من مستواها وبروزها على أعلى مستوى دولي.

علمت "المساء" أمس، أن الاتحاد الدولي للدراجات يتابع عن كثب تطور أزمة الاتحادية الجزائرية، وينتظر أن تقوم السلطات العمومية المكلفة بالرياضة بإعداد وتنظيم الجمعية العامة الانتخابية لرياضة الدراجات، ويكون ـ حسب مصدرنا ـ قد راسلها في هذا الموضوع عن طريق نائب رئيسه الأول المصري وجيه عزام، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الكونفيدرالية الإفريقية لهذه الرياضة، ولا يستبعد أن يحضر وجيه عزام إلى الجزائر من أجل متابعة تنظيم هذه العملية.

نحو تأجيل دورة الجزائرية الدولية

لاشك في أن دورة الجزائر الدولية للدراجات هي أكبر المتضررين من أزمة الاتحادية، وهي المسجلة في البرنامج التنافسي للاتحاد الدولي للفرع على أساس تنظيمها خلال شهر مارس القادم، لكن استعدادات تحضيرها في الموعد المحدد لها غائبة تماما لدى الهيئة الفيدرالية الجزائرية للفرع، فضلا عن أن تنظيمها يتطلب تواجد رئيس منتخب على رأسها، مما يستدعي الأمر تأجيلها إلى موعد لاحق سيتم الاتفاق عليه سويا مع الاتحاد الدولي.