يتواجد مدرب اتحاد البليدة محمد باشا في حيرة من أمره لإعداد التشكيلة المناسبة لمواجهة اتحاد تبسة بملعب هذا الأخير، في إطار الدور السادس عشر من كأس الجمهورية، حيث يشهد تعداده غيابات كثيرة، قد يكون لها تأثير سلبي على مردود التشكيلة البليدية في هذا الموعد الهام بما أن إدارة النادي جعلت هذه المنافسة الشعبية أحد أهدافها الأساسية.

وقد أحدثت الأزمة المالية الحادة التي يعيشها اتحاد البليدة منذ بداية الموسم، شرخا كبيرا داخل الفريق الذي تأثر لاعبوه من هذا الوضع؛ ما جعل الكثيرين لا يعملون بجدية في التدريبات، بل إن البعض اختاروا التغيب عنها بصفة إرادية، والبعض الآخر فضّلوا استغلال فترة الميركاتو للبحث عن أندية أخرى؛ فمثلا قلب الهجوم الغيني سيلا، قرر، بمحض إرادته، الرحيل عن الفريق بعد سوء تفاهم وقع بينه وبين إدارة النادي، التي لم تسارع إلى تسديد مستحقاته المالية التي لم يقبضها منذ أن حط رجليه باليلدة، وزاد من تذمره عدم إقحامه من طرف المدرب باشا في كثير من مباريات البطولة؛ شأنه شأن زميله نوبلي، الذي أحس بالإهانة بعد تعرضه للسب والشتم من قبل الأنصار، الذين أعابوا عليه ضعف مردوده، وتعرُّضه فيما بعد لعقوبة اتخذتها ضده إدارة النادي نظير رد فعله السلبي تجاه الأنصار؛ حيث اختار نوبلي الرحيل عن الفريق في فترة الميركاتو مثلما فعل أيضا زميله مسفار.

وإلى جانب غياب هذه العناصر سيكون المدرب باشا مضطرا لتفادي الاعتماد على العناصر الأساسية التي غابت في الأيام الأخيرة عن التدريبات، وفقدت كثيرا من إمكانياتها البدنية. وقد اتخذ باشا هذا القرار بالرغم من المعارضة الشديدة التي تلقّاها من بعض المسيّرين والأنصار، الذين رأوا في قراره إنقاصا من حظوظ الفريق في انتزاع التأهل أمام فريق تبسة، لا سيما أن هذا الأخير يستقبل منافسه بملعبه المحلي، إلا أن باشا لم يبال بهذه الانتقادات، وقرر إحداث تغييرات كبيرة في التشكيلة الأساسية؛ من خلال استدعاء، إلى هذه المباراة، لاعبين من فئتي الأواسط والآمال، يوجد من بينهم المهاجم قوزاير، الذي تدرّب طيلة الأسبوع الفارط مع فريق الأكابر، وشارك في المباراة الودية ضد اتحاد بومدفع، وكان مسجل الهدف الوحيد الذي فاز به اتحاد البليدة في تلك المواجهة.

واستدعى المدرب باشا أيضا وسط الميدان عيسى باي، الذي أبان أمام فريق بومدفع عن إمكانيات كبيرة في الجانب البدني، وهو الآن مستعد للمشاركة في مباراة اليوم ضد تبسة في حالة ما إذا استفاد من ثقة مدربه محمد باشا، الذي اختار أيضا اصطحاب معه إلى تبسة، الشاب حلو المنتمي لفئة الآمال، حيث يريد هذا اللاعب استغلال هذه الفرصة من أجل تثبيت تواجده نهائيا مع فريق الأكابر. وقال المدرب باشا بخصوص خياراته الجديدة إنه من الأفضل بالنسبة له الاعتماد على لاعبين مستعدين من الناحيتين البدنية والنفسية عوض إقحام لاعبين لا يفكرون سوى في استلام مستحقاتهم المالية.