طباعة هذه الصفحة

تناولُ اللاعبين المخدرات

الأندية الرياضية مسؤولة عن تفشي الظاهرة

الأندية الرياضية مسؤولة  عن تفشي الظاهرة
  • القراءات: 330
 ع. إسماعيل ع. إسماعيل

حذّر عبد الكريم عبيدات، رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب الجزائريين، من تفشي ظاهرة تناول المخدرات والمنشطات في الوسط الرياضي ببلادنا، موضحا أن اللجوء إلى هذه الآفات الضارة بجسم وعقل الإنسان، بلغ شوطا  كبيرا وخطيرا في آن واحد ولا يمكن التستر عليه، بل يجب الاستمرار في مكافحته بشتى الوسائل المسموح بها.

عبيدات كان الخميس الفارط ضيفا على المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين بالمركب الرياضي محمد بوضياف بدالي إبراهيم، لإلقاء محاضرة عن تفشي هذه الظاهرة في الوسط الرياضي، فدقّ ناقوس الخطر، وطلب من السلطات العمومية الاهتمام بالموضوع أكثر من أي وقت مضى. وتمنى أن تبادر بإنجاز مراكز خاصة تسمح بتدعيم الإجراءات السابقة، التي سمحت بالتقليل من اللجوء إلى هذه الآفات الضارة وتوعية الشباب. وركز عبيدات على غياب روح المسؤولية عن النوادي الجزائرية بمختلف اختصاصاتها وفروعها، موضحا أن مسيّري الأندية ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر، في تفشي الظاهرة داخل الفرق، قائلا: لا يخفى اليوم على أحد أن كرة القدم في بلادنا مسها هذا الفيروس الخطير، فكثير من اللاعبين يتعاطون المخدرات والمنشطات. ووقفنا على 14 حالة لدى لاعبي كرة القدم، والعدد ربما أكبر من ذلك. كما اتسعت رقعة استهلاك الكوكايين التي تباع بأثمان باهظة؛ فغرام واحد ونصف غرام منها يباع بـ 1.5 مليون سنتيم؛ فمن له هذه القدرة على اقتنائها بهذا السعر ما عدا الذين يملكون أموالا طائلة؟!”، علّق عبيدات.

وحمّل المحاضر كل الأطراف المعنية بتأطير اللاعبين هذا الواقع، موضحا أن لا المسيّر ولا المدرب ولا حتى الطبيب يقوم بدوره تجاه اللاعب. واستطرد يقول إنه ينبغي اليوم التساؤل عن الدور التربوي للنوادي الجزائرية بمختلف اختصاصاتها، والبحث عن الأسباب التي جعلتها تتراجع عن القيام بواجبها تجاه الشباب الموجودين تحت مسؤوليتها؛ فالجميع أصبح بالنسبة له غير مبال بما يفعله اللاعب خارج النشاط الرسمي للنادي؛ كل هذه الأطراف التي ذكرتها مسؤولة اليوم عن المستقبل الصحي للاعبين؛ فالرئيس لا يهمه هذا الجانب بقدر ما يبحث عن حصول فريقه على النتائج الإيجابية؛ إذ يعيش تحت ضغط الجمهور، ويخاف على منصبه، وهي حال المدرب، الذي يبقى همه الوحيد تفادي الإخفاقات، بينما الطبيب رغم كفاءته المهنية، لا يريد استدراك الوضع البدني الذي يتواجد فيه اللاعب قبل كل مباراة، أو التفطن له.

وأشار عبيدات إلى أن الجمعية التي يرأسها مهتمة بمكافحة تناول كل أنواع المخدرات. وقامت بالتنسيق مع بعض المخابر الطبية، لمراقبة الوسط الرياضي من 2015 إلى 2018، وشُخّصت 14 حالة إيجابية. وقال: عادة من السهل التفطن للاعب متعاطي المخدرات؛ فهو يتصرف بشكل يخرج عن الإطار الرياضي؛ كعدم الانضباط فوق أرضية الميدان، وتصرفاته غريبة وبعيدة عن مبادئ احترام الروح الرياضية، وهذا النوع من اللاعبين يلجأ إلى تناول هذه الممنوعات للتحرر من ضغط الجمهور، لا سيما قبل نهاية الموسم ببعض الجولات، حيث يدركه التعب، فيلجأ إلى تناول شتى أنواع المنشطات للرفع من مردوده فوق أرضية الميدان. ويسمح له ذلك بجلب اهتمام المناجرة المختصين في تحويل اللاعبين. وتأسف عبيدات لاستئجار بعض الأندية سكنات للاعبيها بدون فرض رقابة عليهم؛ بصفتهم ملزَمين باتباع سلوك رياضي، يحافظون من خلاله على صحتهم البدنية والمعنوية؛ كالامتناع عن السهرات الليلية خوفا من الانحراف الذي وقع فيه كثير من اللاعبين في الفترة الأخيرة، والامتناع أيضا عن التدخين الذي لا يمكن أن يتجه إليه الرياضي. ونبّه إلى أن كثيرا من الرياضيين يحبّذون اقتناء أدوية ومكملات غذائية من الصيدليات وحتى من محلات تجارية، لكنهم يجهلون أن بعضها تحتوي على مواد منشطة تعرّضهم للإقصاء.