دعا المشاركون في الندوة التاريخية الوطنية حول "الرياضة والثورة الجزائرية في القطاع الوهراني "الرهانات والتحديات"، إلى مد جسور التواصل بين جيل اليوم من المؤرخين والرياضيين، وجيل الأسلاف الذين ضحوا من أجل القضية الوطنية حتى نشعر بعظمتهم. جاء في التوصيات التي توجت هذه الندوة التاريخية، دعوة إلى وضع بليوغرافيا تاريخية عن أهم المجاهدين الرياضيين الذين خدموا القضية الجزائرية قبل وبعد الاستقلال، وإنشاء هيئة وطنية  لاستدامة العطاء الرياضي في الجزائر لأجل مد جسور التواصل يين الأجيال، واقتراح إنشاء متحف خاص بالرياضة والرياضيين الذين كان لهم الدور الريادي في خدمة القضية الوطنية، وإعلاء الرياضة الجزائرية في المحافل الدولية.

كما تضمنت التوصيات فتح جسور التعاون والتواصل ما بين الجامعة، ممثلة في مخبرها التاريخي، ومصادر وتراجم مع كل الناشطين في مجال الرياضة، بالتنسيق مع الباحثين والأكاديميين والأسرة الثورية والإعلامية. وفي السياق ذاته، شدد المشاركون على أهمية إبراز مآثر الجيل الذي خدم الثورة التحريرية بالرياضة، والتعريف بها للجيل الحالي؛ حفاظا على قيم الثورة السامية ومثلها العليا. ومن بين التوصيات التي توجت الندوة التاريخية بعد العروض التي تقدم بها الأكاديميون والأساتذة الباحثون من جامعتي وهران (1)ومعسكر ضمن الجلستين العلميتين وسماع شهادات أبناء وأقارب بعض هؤلاء الرياضيين، ضرورة تنظيم ندوات علمية بصفة دورية، وعلى مستوى كل بلديات القطاع الوهراني.

وشارك في هذه الندوة التي نظمها مخبر البحث التاريخي مصادر وتراجم بكلية العلوم الإنسانية والتاريخ بجامعة وهران (1) بالتنسيق مع إذاعة وهران الجهوية، والكونفيدرالية الجزائرية لتنمية المجتمع والاستثمار المستدام، ومنظمة المجاهدين لولاية وهران، ومحافظة ألعاب البحر الأبيض المتوسط (وهران 2022)، والتلفزيون الجزائري (محطة وهران)، شارك فيها أبناء وأقارب بعض الرياضيين الذين برزوا أثناء الثورة التحريرية، كسمير وقادة ابني أسطورة الملاكمة الوهرانية شراكة بشير، وابن أسطورة فريق جبهة التحرير الوطني قدور بخلوفي، وشخصيات رياضية عديدة، كالمدرب السابق للفريق الوطني محمد حنكوش.

وحملت هذه الندوة شعار الترويج للألعاب المتوسطية القادمة. وتضمنت أيضا عرض شريط مرئي ترويجي لألعاب وهران، بحضور محمد حسان دواجي رئيس ديوان محافظ الألعاب المتوسطية، والسلطات المحلية، والأسلاك الأمنية، لتتوالى بعدها المداخلات، التي ركزت، بالأساس، على الدور الذي لعبته الحركة الرياضية أثناء الثورة التحريرية في خدمة القضية الوطنية، بداية بفريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، وأساطير الملاكمة الجزائرية؛ كشراكة بشير، وقوديح الهواري، وشهيد الملاكمة المعسكرية يخلف بلعيد، وعبد الله يزيد من غليزان، والسباح محمد بوعبورة من وهران، والمجاهدة بلالطة خيرة في رياضة الدارجات الهوائية من تيارت، ونهار من تلمسان وغيرهم.

كما استحضرت المداخلات المبرمجة أمجاد وبطولات الثوار الرياضيين، ونضال الأندية الكروية ضد المستعمر الفرنسي، بداية برمز الكشافة الإسلامية ومهندس ألعاب نادي الترجي الرياضي الإسلامي الوهراني (ليمو)، الشهيد حمو بوتليليس، وشهيد المقصلة أحمد زبانة مع جمعية وهران، ومولودية وهران التي فدت الوطن الغالي بأكثر من 200 شهيد. وختم الحاضرون هذه الندوة التاريخية بالدعوة إلى رص الجهود، والوقوف وقفة رجل واحد من أجل إنجاح العرس المتوسطي الذي تنظمه مدينة وهران، بعد أيام قليلة؛ خدمة للرياضة الجزائرية، وصورة الجزائر أمام العالم.