أصبح مدرب مولودية الجزائر نبيل نغيز يدرك أن المباراة المتأخرة ضد شباب مقرة، لها أهمية قصوى؛ فالانتصار فيها سيعيد الروح للاعبيه، ويسمح لفريقهم بالقفز إلى المركز الثاني في ترتيب البطولة. ويقر نغيز بأن الخسارة الأخيرة أمام أهلي برج بوعريريج كانت قاسية، بل ذهب إلى حد القول إن تلك المواجهة أعادت تشكيلته إلى نقطة الصفر، وكشفت عن نقاط ضعف كثير من الجوانب، يتعين استدراكها في أسرع وقت.

يعي المدرب نغيز بعد تقريبا شهر من تسلّمه العارضة الفنية، أن عناصر فريقه يعانون كثيرا من الناحية البدنية رغم المجهودات الكبيرة التي بذلها لتحسين أدائهم فوق أرضية الميدان؛ فلا يمكن بالنسبة له الاعتقاد أن فريق العميد وجد ضالته بمجرد توصله إلى تحقيق انتصارين متتاليين ضد شبيبة الساورة واتحاد الجزائر؛ فقد وجد صعوبات لإعادة الكرة في اللقاء الذي استقبل فيه مولودية وهران بملعب ”5 جويلية” (1 – 1)، وتلا ذلك انهياره في برج بوعريريج؛ ما جعل أنصاره يراجعون حساباتهم بخصوص قدرة تشكيلتهم على التنافس على لقب البطولة، لكن المهم بالنسبة لهم في الوقت الراهن هو توصل زملاء بلخير إلى البقاء في كوكبة المقدمة، واستغلال تعثر الرائد شباب بلوزداد لتحسين موقع تشكيلتهم.

وبعد كل الملاحظات التي سجلها في لقاء البرج قرر المدرب نغيز رفع حجم العمل في التدريبات انطلاقا من الأسبوع الجاري؛ من خلال استغلال فترة الراحة القصيرة التي ستشهدها البطولة؛ ”عندما انطلقتُ في عملي مع الفريق صارحني لاعبوه بأنهم كانوا متقاعسين عن العمل بقوة في التدريبات، لأسباب يعرفها الجميع، وكان لا بد لي كأول مرحلة، من الرفع من معنوياتهم؛ لأن ما كان يهمني كثيرا في تلك الفترة هو تجديد روح العمل في نفسيتهم، هذا لقول إن بداية مهمتي لم تكن سهلة بقدر ما كانت صعبة، وكان لا بد من التحدث مع اللاعبين وتشجيعهم على ضرورة وضع الثقة في أنفسهم لاجتياز المرحلة الصعبة التي كانوا يعانون فيها”، قال مدرب العميد في تصريحاته الأخيرة.  الذين يتابعون عن قرب فريق العميد أصبحوا متأكدين أن المدرب نغيز سيتطلع لمرحلة أخرى، للاعتماد على الاستراتيجية التي وضعها في الحسبان عند وصوله إلى مولودية الجزائر؛ فلا يمكن بالنسبة له الاعتماد على نفس اللاعبين في المباريات القادمة للبطولة، ويهمه كثيرا الذهاب نحو خلق روح التنافس فيما بينهم؛ من أجل رفع درجة أداء التشكيلة فوق أرضية الميدان، ودفع كل عناصرها إلى مزيد من العمل في التدريبات.

وقالت مصادر قريبة من فريق العميد في هذا الشأن، إن المدرب نغيز يواجه ضغوطا قوية، قد تدفعه إلى تغيير تعداد التشكيلة الأساسية بنسبة كبيرة؛ من خلال منح فرص اللعب لكل اللاعبين الذين بقوا على كرسي الاحتياط في المباريات الأربع الأخيرة. ولا يُستبعد قيام الطاقم الفني بتغييرات جذرية، لا سيما أن الضعف الذي يعاني منه الفريق موجود في خطوطه الثلاثة، على غرار حراسة المرمى التي لم تعد آمنة للتشكيلة بعد الضعف الذي أظهره الحارس توال في اللقاء ضد أهلي برج بوعريريج، وسوء التفاهم الذي حصل بين الثنائي مرواني وميباركو في وسط الدفاع، فضلا عن العقم الذي أصاب خط الهجوم في تلك المباراة؛ فلا يُستبعد إقصاؤهما من التشكيلة الأساسية وإدخال مكانهما صلعة ولعمارة؛ فالأول أبان عن إمكانيات بدنية كبيرة في لقاء الكأس العربية ضد الرجاء البيضاوي، ويبقى إقحامه في اللقاء القادم ضد شباب مقرة ضروريا، في حين يعود لعمارة تدريجيا إلى مستواه الحقيقي. كما لن يشكل الخط الأمامي الاستثناء في مجال التغييرات التي ينوي المدرب نغيز القيام بها.

وكل ما يتمناه أنصار العميد هو توصل المدرب نغيز إلى تحقيق التوازن بين الخطوط الثلاثة للفريق؛ كي يتمكن من إيجاد ضالته في ما تبقّى من عمر البطولة.