برشلونة والريال في "الميركاتو"

إستراتيجية محسوبة أم مغامرة ؟

إستراتيجية محسوبة أم مغامرة ؟
رئيس ريال مدريد، فلورينتينو بيريز
  • 368
القسم الرياضي القسم الرياضي

انتهى سوق الانتقالات الشتوية، دون أن يجري ريال مدريد أو برشلونة أي تعاقدات جديدة، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات، حول الأسباب التي دفعت الناديين إلى تبني هذا النهج، ومدى تأثيره على ما تبقى من الموسم.

يأتي ذلك، في الوقت الذي عززت بعض الفرق الأوروبية صفوفها، وفضل العملاقان الإسبانيان الاعتماد على القوائم الحالية، دون ضخ دماء جديدة.

يرفض ريال مدريد، تحت رئاسة فلورينتينو بيريز، فكرة التدعيم خلال سوق الانتقالات الشتوية، في السنوات الأخيرة، ضمن استراتيجية جديدة انتهجها الميرنغي، ورغم تعرض دفاع الفريق لأزمة حقيقية، في ظل إصابات كارفاخال وإيدير ميليتاو، إلا أن إدارة ريال مدريد قررت عدم اللجوء إلى صفقات طارئة في الشتاء، ويعود هذا القرار إلى عدة عوامل، أبرزها التزام الملكي بسياسة تعاقداته، تركز على الانتظار حتى الصيف، للحصول على أهداف رئيسية، بدلا من التسرع في جلب لاعبين، قد لا يكونون ضمن الخطة طويلة المدى.

من جهتها، لم تتمكن إدارة نادي برشلونة من إبرام أي صفقات جديدة، ويعود ذلك بشكل أساسي، إلى الأزمة المالية المستمرة التي يعاني منها النادي، وتعزى هذه الأزمة إلى التزامات النادي بالامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف، التي تفرضها رابطة الدوري الإسباني، مما حد من قدرته على تسجيل لاعبين جدد، بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن النادي من تخفيض فاتورة الأجور المرتفعة، حيث لم يوافق بعض اللاعبين على مغادرة الفريق، وعلى رأسهم أنسو فاتي، الذي يُعتبر صاحب ثالث أعلى راتب في الفريق، بعد ليفاندوفسكي وفرينكي دي يونغ، مما زاد من تعقيد الوضع المالي.

وعلى الرغم من تصريحات خوان لابورتا رئيس برشلونة، التي أشعلت التكهنات في الساعات الأخيرة، قبل نهاية السوق حول اقتراب النادي من إتمام "عملية"، إلا أنه أوضح لاحقًا، أن الأمر يتعلق بعمليات مالية، وليس بتعاقدات لضم لاعبين.

عقبات منتظرة

قرار ريال مدريد وبرشلونة، بعدم إبرام أي صفقات خلال فترة الانتقالات الشتوية، قد يترتب عليه عدة آثار سلبية، تؤثر على أداء الفريقين فيما تبقى من الموسم.

بالنسبة لريال مدريد، يعاني الفريق من نقص في الخيارات الدفاعية، بسبب الإصابات المتكررة لمدافعيه الأساسيين، وينتظر ريال مدريد فترة حاسمة، إذ سيخوض منافسات الملحق المؤهل للدور 16 لرابطة أبطال أوروبا ضد بطل البريميرليغ مانشستر سيتي، في مواجهة نارية، وسيسبق تلك المباراتين، مواجهة حاسمة ضد ليغانيس بكأس الملك، ولقاء حاسم ضد أتلتيكو مدريد في "الليغا"، ولا بديل عن الفوز للميرنغي، للحفاظ على فرصه في البطولات الثلاث، والتي يأمل في التتويج بها جميعا.

أما برشلونة، فيسعى إل استعادة صدارة "الليغا" من جديد، بعدما قلص الفارق إلى 4 نقاط مع الغريم التقليدي والمتصدر ريال مدريد، كما أن الفريق الكتالوني، سيخوض مواجهة ليست سهلة ضد فالنسيا في ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، حيث سيسعى الخفافيش إلى تعويض الهزيمة الثقيلة بسباعية ضد البارصا في "الليغا"، وسينتظر برشلونة، لمعرفة منافسه في دور 16 لرابطة الأبطال، بعد نهاية مواجهات الملحق. 

ختاما، قرار عدم إبرام صفقات مدفوعا بأسباب مالية واستراتيجية، إلا أنه يضع ريال مدريد وبرشلونة أمام اختبار حقيقي لقدرة تشكيلتيهما الحالية على الصمود والتألق، في ظل التحديات المتزايدة خلال ما تبقى من الموسم.