إثر تسجيل إصابات في صفوف ”بلوزداد”

أيُّ حلول لضمان صحة اللاعبين؟

أيُّ حلول لضمان صحة اللاعبين؟
  • القراءات: 558
ع .إسماعيل ع .إسماعيل

نسي، ربما، المتسرعون إلى عودة بطولات كرة القدم والمشتاقون لمعايشة أطوارها، أن فيروس كوفيد 19” لم يرحل بعد، فجاءت الإصابات التي أوقعها هذا الأخير في صفوف شباب بلوزداد، لتذكرهم بأن النشاط الرياضي يتطلب، هو الآخر، اتخاذ إجراءات وقائية، قد تكون أكثر صرامة من القطاعات الأخرى بسبب الاحتكاك الذي يقع بين اللاعبين في المباريات.

هنا تبرز مدى قوة الوعي الذي يجب أن تتحلى به الأندية المطالبة ليس فقط بحماية لاعبيها، بل أيضا بحماية منافسي فريقها، من التعرض لهذا الداء الخطير. فالمنافسات الرياضية عادت منذ فترة إلى النشاط في البلدان الأكثر تضررا من بلدنا؛ فلماذا نحن لا نأخذها كمَثل في جعل البطولات بمختلف اختصاصاتها، خالية من هذا الفيروس؟!

اُنظروا إلى الخطأ الجسيم الذي ارتكبه نادي شباب بلوزداد؛ لما تغافل مسيّروه عن إجراء فحوصات طبية للاعبي فريقهم عند وصول هذا الأخير إلى مستغانم لإجراء التربص، حيث يُردَّد أن شباب بلوزداد لم يجد في ولاية مستغانم الهيئة المختصة التي تقوم بمثل هذه الفحوصات الطبية، وكان ذلك سببا في انتشار الوباء في صفوف الفريق البلوزدادي.

ما حدث لهذا الفريق بمستغانم سيدفع كل الأندية المحترفة منها بشكل خاص، إلى إعادة حساباتها واستراتيجيتها في الاحتراز من داء فيروس كوفيد 19. الأندية التي ستلعب خارج ملعبها مطالَبة بإجراء الاختبارات الطبية للاعبي فرقها قبل التنقل، بل يتعين عليها إعادة نفس العملية لدى وصولها إلى مدينة الأندية المستقبلة، المطالَبة هي الأخرى بتمكين الفرق الزائرة من إجراء الفحوصات الطبية في عين المكان. والأمر يعني أيضا حكام ومراقبي المباريات. مثل هذه الإجراءات ستمنع حدوث الإصابات، أو على الأرجح ستقلل من وقوعها، لكن هل ستجبر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة الوطنية المحترفة، الأندية على اتخاذ إجراءات من هذا النوع؟ الإجراءات الخاصة بالاحتراز من فيروس كورونا لا تعني فقط اللاعبين ومرافقيهم بقدر ما تفرض خلوّ أرضية الميدان ومحيطها من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالرسميين المعنيين بالمباراة.

إن تطبيق هذه الإجراءات الصحية ليس له علاقة فقط بالمباريات الرسمية، بل يتعين على الأندية إجراء اختبارات طبية على فرقها أثناء التدريبات الأسبوعية، لكن من المؤكد أن تطبيق كل هذه الإجراءات يتطلب توفر إمكانيات مادية كبيرة لدى الأندية، وما أكثرها تلك التي ليس لها أدنى شيء للالتزام بكل هذه الشروط التي تسمح لها بالاستمرار في المنافسة، لاسيما الأندية الهاوية، التي يكفي أنها تعاني من أجل توفير المداخل المالية للاعبي فرقها، وضمان تنقّل هذه الأخيرة خارج ديارها للمشاركة في مباريات البطولة!

ولا شك أن اهتمام الاتحادية والرابطة الوطنية الاحترافية سينصبّ بشكل خاص، على المنافسة المحترفة، لإدراك هاتين الهيئتين الرياضيتين ضرورة الحفاظ على النشاط العادي للبطولة المحترفة، التي يبقى فيها الفرق شاسعا في مجال توفر كل ناد على الإمكانيات المادية.

تطبيق الإجراءات الصحية الخاصة بالاحتراز من فيروس كوفيد 19، قد لا يشكل عائقا كبيرا بالنسبة للأندية المموَّلة من طرف شركات كبيرة مثل شباب بلوزداد، ومولودية وهران والجزائر، وشباب قسنطينة وشبيبة الساورة؛ فما هو إذاً الحل في هذا المجال بالنسبة للأندية التي لا تتوفر على تمويل كبير؟ هل يتعين تخصيص لها بسرعة شركات وطنية، أم تركها لحالها؟ تساؤلات يصعب الإجابة عنها في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب فيروس كورونا.

من بين الملاحظين من يقترح إجراء بطولة بيضاء في حال ما إذا استمر الوضع الصحي المرتبط بانتشار هذا الفيروس، بل إن هناك من يقترح إلغاء المنافسات برمتها؛ خوفا على الصحة العمومية، ذلك أن التنافس في البطولات الرياضية يقع فيه اختلاط كبير بين اللاعبين في التدريبات وفي المباريات الرسمية، لا يمكن فيها احترام، مثلا، تباعد المسافة، إلا أن هذه الاقتراحات لا تتوافق مع الواقع في ظل استئناف البطولات في كثير من دول العالم؛ فأي حلول يتعين، إذن، اتباعها لضمان صحة اللاعبين في المنافسة؟