بعد أن صنعت مجد الرياضات الجماعية قاريّا ودوليّا

أيّ مستقبل تريده الوزارة للاتحاديات الرياضية؟

أيّ مستقبل تريده الوزارة للاتحاديات الرياضية؟
  • القراءات: 487
 ع. إسماعيل ع. إسماعيل

الجميع لاحظ أنّ الاتحاديات الرياضية فقدت من بريقها في السنوات الأخيرة، ويظهر ذلك من خلال الفتور الكبير الذي تشهده منافساتها التي لا يتابع أطوارها جمهور كبير مثلما كانت الحال في السابق.

حيث إنّ البعض منها كرياضة كرة اليد توصلت إلى خطف الأضواء على حساب كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في البلد، بعد سيطرتها المطلقة على المستوى الإفريقي وبروزها اللامع في البطولات العالمية التي شاركت فيها؛ شأنها شأن رياضة الجيدو التي بلغت عناصرها مع مختلف الأجيال، أدوارا متقدمة في المنافسات العالمية بنيلها ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية. 

وفي كلتا الرياضيتين لازال الجميع يتذكّر الإنجازات الكبيرة التي كان يصنعها دحماني وحركات وسواكري ويعقوبي وبلعواد (بطل عالمي) وبن يعقوب (ميدالية ذهبية أولمبية)، والقائمة طويلة بالنسبة لهذه الرياضة التي، للأسف الشديد، تراجع مستواها لأسباب عديدة، مثلما هي الحال أيضا مع كرة اليد التي كانت مثلا يُقتدى به دوليا فيما يتعلق بطريقة الدّفاع التي كان يستعملها فريقها الوطني، والتي أحدثت ثورة عالمية في هذه الرياضة.

لكنّ الوضع تغير كثيرا في كلا الفرعين اللذين فقدا من بريقهما بسبب غياب سياسة واضحة المعالم، لا سيما في مجال تدعيمهما من طرف السلطات العمومية المكلفة بمساعدات مالية تسمح لهما بضبط برنامج عمل قصير وطويل المدى. وقد زاد من متاعب هاتين الرياضتين ترحيل اتحاديتهما من مكانهما المفضل المعروف بدار الاتحاديات، نحو أماكن لا تتوفر بتاتا على ظروف التطور الحقيقي لهاتين الرياضتين. 

رياضات أخرى سعت في السنوات الأخيرة إلى تحسين أدائها على المستوى الدولي، منها كرة السلة والكرة الطائرة التي شاركت نخبتها في البطولة العالمية، وتوصلت إلى توسيع رقعة الممارسة فيها؛ حيث تعدى عدد المنخرطين فيها 24 ألف ممارس. 

والأمثلة كثيرة على تلك الفروع الرياضية التي تجتهد في هذا الاتجاه لكنّها تواجه صعوبات كبيرة، منها المتعلقة بالإمكانيات المادية، ومنها ما لها علاقة بظروف العمل القاسية التي تعمل فيها، وأكثرها موجودة حاليا بدار الاتحاديات الموجودة في وسط المركّب الرياضي الأولمبي محمد بوضياف، ومقرّها موجود بقرب المركز الطبي مقران معوش. 

مقرات هذه الاتحاديات مصنوعة من الخشب، وقد تآكلت هياكلها بسبب ظروف الطقس، حتى إنها أصبحت غير صالحة للعمل فيها. 

وأكثر ما زاد من مصاعب ومتاعب كثير من الاتحاديات الرياضية هو تأخر استلامها ميزانية الموسم الرياضي 2015 - 2016 فيما اقتربت بداية الموسم القادم. وقد تساءل رؤساء الهيئات الفيدرالية الذين تحدّثنا إليهم في الموضوع، عن سبب رفض الوزارة الوصية الإسراع في تسوية هذه الوضعية، التي دفعت كل الاتحاديات الرياضية المتضررة إلى إلغاء جزء كبير من نشاطاتها، ولم يبق لها سوى الاعتماد على مداخيل التمويل لضمان تواجدها كهيكل يمثل الفرع، على حدّ تعبير أحد رؤساء هذه الاتحاديات.