توفيق خبابة (رئيس النجم السطايفي لكرة الطائرة):

أنديتنا ليست فضاءات للتسلية والترفيه

أنديتنا ليست فضاءات للتسلية والترفيه
  • القراءات: 411
 ع . اسماعيل ع . اسماعيل

لم يستفق بعد مسيرو ورياضيو نادي النجم الرياضي السطايفي للكرة الطائرة، من صدمة إدخال تعديلات على المادة السادسة من المرسوم التنفيذي 15 - 75 المتضمن القانون العضوي الأساسي للنوادي الهاوية، والتي تمنع هذه الأخيرة من صرف على لاعبيها ومدرّبيها الإعانات التي تتلقّاها من الدولة.

إنّ المادة المذكورة دخلت حيز التنفيذ انطلاقا من شهر فيفري الفارط، ولم يسمح هذا الإجراء الجديد لمسيري النّجم السطايفي للكرة الطائرة المنتمي لبطولة المستوى الممتاز، من تسديد المخلّفات المالية للاعبين والتقنيين والخبراء على حدّ ما أكّده لـ«المساء" رئيس النادي، توفيق خبابة، الذي قال عن الوضعية الجديدة التي يتخبط فيها فريقه "أظنّ أنّ الذين قرّروا إدخال تعديلات على هذه المادة كان تفكيرهم ناقص وعبثي ولا يستند إلى أيّ منطق، اللّهمّ إلاّ، إذا كانوا يدركون أن من وراء تطبيق هذا الإجراء هناك نيّة مبيتة ترمي إلى القضاء على النّوادي الهاوية من خلال إفراغ محتواها الحقيقي، والذي يمثله اللاعبون والمدرّبون والخبراء، فهؤلاء غير مستعدّين في هذه الحالة للمشاركة في المنافسات الرسمية لأنّ الرواتب الشّهرية التي كانوا يقبضونها هي أساس معيشتهم، فكيف بهم يتعاقدون مع النّادي دون تلقي مقابل مالي ؟ فمنهم من هو متزوج وله أطفال وآخرون بطالون".

ومعروف عن النّجم الرياضي السطايفي للكرة الطائرة، أنه يلعب منذ عدة سنوات الأدوار الأولى في القسم الممتاز لهذه الرياضة التي نال فيها عدّة ألقاب وطنية، فضلا عن مشاركته سبع مرات في البطولات والكؤوس الإفريقية، وكيف يمكن قطع الإعانات المالية على نادي يضم في صفوفه عدّة لاعبين دوليين، أليس هذا الإجراء منافيا للمصلحة الرياضية في بلادنا ؟ تساءل محدّثنا.

النادي يضطر إلى الاستدانة لإكمال الموسم

كما أكّد السيد توفيق خبابة، أنّ ناديه يعاني دوما من العجز المالي، موضحا أنّ الميزانية السنوية التي يتلقاها من الصندوق الولائي والبلدية لا تتعدّى قيمتها المليار سنتيم ونصف المليار يستغلّها في تسديد المرتبات الشهرية للاعبيه ومدربيه ويضمن بها تنقلات الفريق خارج قواعده، وفوق ذلك يضطر إلى الاستدانة لإكمال الموسم، حيث تتراوح الديون بين 400و500 مليون سنتيم، وعادة ما يضطر هذا النّادي إلى تسوية هذه الدّيون من خلال إقتطاع مبالغ مالية من الميزانية السنوية الموالية حسب محدّثنا.

وتابع توفيق خبابة قائلا: "قبل بداية كل موسم نجبر اللاعبين على إبرام عقد يربط الطرفين يقبضون من خلاله بين 5 و6 ملايين سنتيم في الشهر، وعادة ما نسلّم لهم تحفيزات مالية عند تحقيق انتصارات هامة أو حاسمة . لقد أقنعناهم بصعوبة البقاء مع الفريق و إنهاء مشوار بطولة الموسم المنصرم بالرغم من عدم تلقيهم مستحقّاتهم المالية منذ شهر فيفري الفارط ، لكن اليوم يرفضون العودة إلى النّادي بسبب استمرار تطبيق المادة السادسة من المرسوم التنفيذي الخاص بالقانون العضوي للنوادي الهاوية، كيف يمكن للاّعب الموافقة على المشاركة في البطولة وهو غير متأكّد من تلقي مستحقّاته المالية ؟ وأنا على علم أنّ هناك تفاهم كلّي بين كل لاعبي الأندية الهاوية في الشرق للدّخول في إضراب عن المنافسة الرسمية في حالة ما إذا تأكدوا من وجود إصرار لدى وزارة الشباب 

والرياضة لتطبيق المادّة السادسة بحذافرها، بل حتى أنا سأضطر في هذه الحالة إلى الانسحاب من رئاسة النّادي".

وتساءل محدّثنا قائلا: "في حالة ما إذا أصرّوا على عدم صرف الرّواتب والتحفيزات على اللاعبين، هل يريدون منّا أن نحوّل أنديتنا إلى مكان للترفيه والتسلية أم أنّ الأمر لا يعجبهم حينمّا يرون أنّ هذه الأندية هي مصدر تكوين أجيال من الرياضيين وأبطالا صنعوا مجد الرياضة الجزائرية، ليس فقط في الرياضات الجماعية مثل كرة السلّة وكرة اليد 

والكرة الطائرة بل في رياضات أخرى مثل كرة القدم والجيدو والمصارعة . إذا كفوا عن قطع حبل التكوين في هذه الأندية التي تستحق التشجيع وليس تحطيم الإرادات".

وتمنى رئيس النّجم السطايفي للكرة الطائرة لو تصرفت وزارة الشباب والرياضة مثلما فعلت مع الأندية المحترفة لكرة القدم حينما أمهلت هذه الأخيرة إلى غاية 2018 لتدبّر أحوالها في الجانب المالي بعد إنقطاع مساعدة الدولة لها ابتداء من تلك السنة. وقال محدّثنا في هذا الشّأن: 

«الأندية المحترفة لكرة القدم تستفيد من مزايا التمويل العمومي والخاص الذي يكفيها لسدّ بعض النقائص المالية، بينما الأندية الهاوية ليس بوسعها جلب الممولين، وإذا حصل ذلك فإنها لا تستفيد أكثر من 150 مليون، وهي تستمر في نشاطها بفضل ميزانية الدولة التي لا تتعدّى مليار سنتيم و نصف في الموسم الواحد".

وأشار رئيس النجم السطايفي إلى أنّ بعض الأندية مثل المجمع البترولي ونادي بجاية ونادي برج بوعريريج، لها ميزانية أكبر بكثير من ميزانية أندية هاوية تتواجد معها في القسم الممتاز، وهذا يعني بالنسبة إليه أن هذه الأخيرة توجد في حاجة إلى مساعدات مالية إضافية.