عز الدين صخري لـ "المساء":

أرشح الأوغندي جاكوب كيبليمو للفوز بماراطون طوكيو

أرشح الأوغندي جاكوب كيبليمو للفوز بماراطون طوكيو
  • القراءات: 653
حاوره: ع .اسماعيل حاوره: ع .اسماعيل

لا زالت رياضة "الماراطون" في الجزائر لصيقة باسم عز الدين صخري، الذي أفنى كامل مشواره الرياضي في هذا الاختصاص، ومثل من خلاله الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية الرياضية، فكان له شرف إهداء أول ميدالية ذهبية في هذا الاختصاص لبلده في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1992 بمدينة باري الايطالية. عز الدين صخري كان أيضا من بين المتنافسين في أكبر التجمعات الدولية، منها بطولة العالم سنة 1997" للماراطون"، التي احتل فيها المركز الثامن، كما نال بعد ذلك المرتبتين السابعة والتاسعة في بطولتي العالم للعدو الريفي لطبعتي 1998 و1999، لكن أكثر ما يتأسف عليه اليوم عز الدين صخري؛ غياب الاهتمام بهذا الاختصاص الرياضي، مثلما قال لنا في هذا الحوار، الذي أجريناه معه، ساعات قليلة من انطلاق دورة طوكيو الأولمبية.

❊ ما هي نظرتك لدورة الألعاب الأولمبية 2021، التي تجري أطوارها في طوكيو عاصمة اليابان؟

❊❊ لأول مرة في تاريخها، تجري هذه الألعاب في ظروف غير عادية، بسبب انتشار وباء "كورونا" عبر العالم، وكان السبب المباشر في تأخير انطلاق دورة 2020 بسنة كاملة، هي دورة فارغة من محتواها الحقيقي، المتمثل في الجمهور الذي يعطي عادة النكهة الحقيقية لهذه الألعاب، من خلال تقديم تحفيزاته وتشجيعاته للرياضيين، ويخلق أجواء مناسبة لنجاح المنافسات في شتى الاختصاصات الرياضية، كل الرياضيين المشاركين في أطوار هذه الألعاب يدركون بدون شك، الوزن الحقيقي لحضور الجمهور.

❊ بصفتك عداء دوليا سابقا في "الماراطون"، كيف تنظر إلى غياب الرياضيين الجزائريين في هذا الاختصاص بدورة طوكيو؟

❊❊ هذا الغياب لا يعني فقط الجزائر، بل الكثير من البلدان لا تشارك في هذا الاختصاص في دورة طوكيو، عادة يتم تحديد الحد الأدنى في "الماراطون"، لخوض الألعاب الأولمبية أثناء تنظيم البطولة العالمية، لكن منافسات هذه الأخيرة الخاصة "بالماراطون"، ألغيت هذه المرة بسبب "كوفيد 19". وقد أقرت اللجنة الدولية الأولمبية بعض الاستثناءات، من خلال فتح أبواب المشاركة في دورة طوكيو  للرياضيين الذين تخطوا الحد الأدنى في سنة 2020، أو الذين حققوا توقيتا زمنيا في سباقات "الماراطون"، يصل إلى ساعتين وثمانية عشر دقيقة أو أقل من ذلك التوقيت الزمني بدقيقتين، بل وذهبت إلى حد السماح لرياضيين بارزين عالميا في "الماراطون" المشاركة في دورة طوكيو، الرياضيون الجزائريون المختصين في "الماراطون" لم يسعفهم الحظ لتحقيق التوقيت الزمني الذي أقرته اللجنة الأولمبية الدولية، بعدما ألغيت كل سباقات "الماراطون" التي كانت مبرمجة في كل من إنجلترا وإسبانيا وفرنسا. الجزائر إذن غائبة في "ماراطون" طوكيو، للأسباب التي ذكرتها آنفا، كنت قد حضرت رياضيا في "الماراطون"، وهو الشاب معمر بن قريبة بطل الجزائر، وله أحسن نتيجة على مستوى الوطن في نصف "الماراطون". تمنيت حضوره في منافسة طوكيو، لكن للأسف الشديد، ألغيت كل "الماراطونات" الدولية المؤهلة للدورة الأولمبية.

❊ شوارع طوكيو ،ستكون ناقصة من الجمهور المتعطش لسباقات "الماراطون"، بسبب وباء "كورونا"، وقد ينصاع إلى تعليمات اللجنة الدولية الأولمبية التي طلبت من سكان طوكيو، تفادي التجمع قرب مسالك مرور المتنافسين، كيف ترى هذا الوضع؟

❊❊ لا أدري إذا كان سيحضر الجمهور بقوة، أم سيغيب تماما عن متابعة هذه المنافسة الشعبية، حضور الجمهور بقرب مسالك مرور المتسابقين هو في حد ذات إحدى التقاليد المغروسة في "الماراطون"، منذ تأسيسه في 1924، في بعض البلدان لا زال "الماراطون" يحتفظ بتقاليده الشعبية، تشارك في سباقاته كل الطبقات الشعبية، سواء الراقية أو غيرها، في "ماراطونات" إسبانيا شهدت شخصيا وزراء وقضاة ورؤساء بلديات يخوضون غمار هذه المنافسة الشعبية، بل يعرف السباق مشاركة ما لا يقل عن مائة وعشرين متسابق. ربما ستتراجع شعبيته بسبب فيروس "كورونا"، لكن أنا متأكد من أن "الماراطون" سيستعيد شعبيته بعد زوال هذا الوباء بصفة نهائية.

❊ من ترشح للفوز "بماراطون" مدينة طوكيو؟

❊❊ أنظار الاختصاصيين والمتتبعين لأطوار هذه المنافسة، متوجهة إلى صاحب اللقب الأولمبي والرقم القياسي الأولمبيي الكيني إيليود كيبكوج، البالغ من العمر 36 سنة، وإلى الإثيوبي بيكيلي، صاحب الخبرة الطويلة في "الماراطون"، الذي سيطر عليه لعدة سنوات، لكن بالنسبة لي، أفضل ترشيح الأوغندي جاكوب كيبليمو، الذي سيلقى خلال السباق مساندة قوية من زميله جوشنة شيبتيجاي، بصفة عامة، سباق "ماراطون" طوكيو، سيكون مفتوحا على مصراعيه، بسبب وجود طموح كبير لدى كل المتنافسين للفوز بالسباق.

❊ نصل الآن إلى "الماراطون" في الجزائر، كيف هي وضعيته حاليا؟

❊❊ سباق "الماراطون" في الجزائر يتجه نحو الانقراض، كلمات قاسية، لكن هذه هي الحقيقة المرة التي يجب أن نقولها أمام تقاعس وتأخر المكلفين بالرياضة لبعثه من جديد، عدة صعوبات تواجه تطور هذه الرياضة، منها المادية واللوجيستيكية، يجب أن نعلم أن تحضير موعد دولي في "الماراطون"، يتطلب القيام باستعدادات كبيرة وقاسية في آن واحد، من خلال قطع مسافة 45 كلم في اليوم. المتسابق اليوم في "الماراطون" بالجزائر، لا يجد المسافات الطويلة للقيام بتدريباته، مثل الطرقات، ولا يخضع للتربصات التي تتطلب صرف 7 ملايين في اليوم على الرياضي الواحد. أتذكر لما كنت أتسابق في هذه الرياضية، قطعت ما يقارب 65 كلم. التدريب في "الماراطون" يحتاج إلى المثابرة والقوة البدنية، وهما عاملان أساسيان لتحقيق النجاح. العداء الذي يتدرب على "الماراطون"، يجب أن يكون بحوزته ما لا يقل عن ستة أزواج من الأحذية، وهو دائما بحاجة إلى تناول الأغذية الغنية بالفيتامينات، ومعاجين البروتين، فضلا على ضرورة ممارسة رياضة رفع الأثقال.

❊ ماذا تنتظر من الاتحادية لبعث هذه الرياضة؟

❊❊ الاتحادية يتواجد على رأسها رياضي بأتم معنى الكلمة، ملم بكل المشاكل التي تتخبط فيها رياضة ألعاب القوى، الخطوة الأولى التي يجب أن يقوم بها السيد واعيل لإنقاذ "الماراطون" من الضياع؛ تكوين عدائين في مسافتي 5000م و10.000 م، وتمكينهم من المشاركة في التربصات والمنافسات الدولية، من خلال إعداد منتخب وطني في اختصاص "الماراطون"، الكل يعرف أن رياضة ألعاب القوى هي التي ترفع كثيرا من شأن بلدنا على مستوى المشاركات الدولية، لكن للأسف الشديد، اليوم نرى أن فروعها مهمشة.