نجحت تشكيلة جمعية وهران في نيل تأشيرة المرور إلى الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجزائر، عقب فوزها على غريمها التقليدي أولمبي الشلف بهدف بدون مقابل في معقلها الرئيس (ملعب الحبيب بوعقل)، الذي شهد، بالمناسبة، حضورا جماهيريا كثيفا مقارنة باللقاءات السابقة التي لعبتها الجمعية بطولة وكأسا، وهو ما كان سندا معنويا مهمّا للاعبيها في ظل تضرر نفسيتهم جراء تخاذل الإدارة في تلبية مطالبهم المالية المشروعة.

كسبت جمعية وهران ”الداربي” الثالث لها في الجبهتين، وأثبت لاعبوها علوّ كعبهم أمام جيرانهم مهما كانت قوّتهم والقسم الذي ينشطون فيه، وأحيانا يواسيهم الحظ بنتائج إيجابية، يرمّمون بها معنوياتهم المنحطة، ويضاعفون الضغط على مسيّريهم المتقاعسين في تحفيزهم بتسديد مستحقاتهم المتأخرة. وأول أمس استغلت الجمعية الوهرانية غياب العديد من العناصر الأساسية التي تُعد مفاتيح لعب فريق الشلف، التي تخلفت لهذا السبب أو ذاك، أو ترقبا للمقابلات القادمة من البطولة الوطنية أكثر من منافسة الكأس بالنظر إلى الوضعية غير المريحة للأولمبي في لائحة الترتيب، لكي تبسط سيطرتها على أغلب مجريات اللعب عموما، والدليل الإهدار المتتالي لفرص بالجملة من قبل زملاء الظهير علي العربي العائد إلى التشكيلة الأساسية بعد استنفاده العقوبة، والذي كان، كالعادة، صاحب صولات وجولات في المباراة، وهو ما منح دفعا للتشكيلة وخاصة خط الهجوم.

غير أن أول فرصة جاءت في الد1 من قدم الشلفاوي بن زازة، الذي رد القائم كرته القوية الزاحفة، ليرد عليه الظهير الأيسر الوهراني بن الشيخ، بخطر أبطل مفعوله حارس الأولمبي وايدي في الد22. ونفس اللاعب (بن الشيخ) ضيّع فرصة مواتية أمام براعة حارس عرين الزوار في الد36. وحتى شباك الجمعية سلمت من الاهتزاز في الد 42 بعد فرصة سانحة ضيّعها المهاجم هلال، الذي لم يحسن استغلال تواجده وجها لوجه أمام الحارس الوهراني هنان، فضيّع فرصة تقدم الأولمبي في النتيجة، عكس مهاجم ”لازمو” حيتالة، الذي لم يتوان في لدغ الجيران ”الشلفاوة” في الدقيقة 45، عندما حوّل بنجاح برأسه، كرة مخالفة مباشرة نفّذها زميله برملة بإتقان داخل الشباك، معلنا عن أسبقية مؤقتة في النتيجة للمحليين أمام فرحة عارمة للأنصار ”الجمعاوة”، المدعومين من الجيران ”الحمراوة”.

وسار الشوط الثاني كالأول سجالا في صنع الفرص وتضييعها بين الفريقين؛ بداية بأولمبي الشلف، الذي نفّذ لاعبه فلاحي في الد60، مخالفة بجودة، استخرج حارس لازمو ”هنان” كل براعته، حتى يمنع كرته من ولوج مرماه، ليأتي الدور على الشلفاوي قدور شريف، الذي علت كرته الرأسية العارضة الأفقية بقليل بعد مخالفة من تنفيذ زميله فلاحي، وكان ذلك في الد69، ليختتم لاعب الجمعية الشاب بلعريبي محمد، سجلّ الفرص المهدَرة في المباراة في الد90، بأخيرة من تسديدة قوية من خارج منطقة العمليات، تصدى لها الحارس ”الشلفاوي” وايدي بصعوبة كبيرة.

ورغم محاولة أشبال المدرب زاوي استغلال الوقت بدل الضائع للمباراة عسى وعلّ يأتي بالمفرح لهم، إلا أنهم كانت تنقصهم الفعالية الهجومية. وتأكد للحضور فعلا أن عقول ”الشلفاوة” هي في أمر، وهدف آخر غير السعي للذهاب بعيدا في منافسة السيدة الكأس، عكس الوهرانيين، الذين كانوا يبحثون عن التأهل حتى يرفعوا به معنوياتهم، ويزيدهم دفعا في مشوارهم الحسن في البطولة الاحترافية الثانية..

العوفي: تأهُّلنا مستحَق وأخشى الإرهاق في البطولة

أكد العوفي مدرب جمعية وهران، أهمية الفوز الذي حققه فريقه أمام الشلف، حيث اعتبره مكافأة للاعبيه على جهودهم رغم مشاكلهم المالية، ومحفزا للمقابلات المقبلة في البطولة الوطنية، مضيفا: ”لقد سعينا خلال التدريبات الأخيرة، إلى تحضير عناصرنا نفسيا؛ حتى نرفع معنوياتهم المنخفضة بفعل مستحقاتهم المالية التي لم يحصلوا عليها. ورغم ذلك كان لاعبونا عند حسن ظننا عندما لعبوا بإرادة وتركيز كبيرين أمام فريق الشلف العريق. وتأهُّلنا هو أحسن تحضير لنا للمباراة القادمة الهامة ضد شبيبة سكيكدة”.

زاوي: لاعبونا سبب الإقصاء

أما سمير زاوي مدرب أولمبي الشلف، فلام لاعبيه على الإقصاء؛ ”ليس من عادتي تحميل لاعبيَّ المسؤولية في أي تعثر، لكن الإقصاء هم من تسببوا فيه لتضييع فرص بالجملة؛ لأن الكرة أهداف، وهذا لا يُنقص من تأهل ”لازمو” الذي كان مستحقا، فسنركز أكثر على البطولة الوطنية، خاصة أنه تنتظرنا مواجهات قادمة صعبة، وسنتبع استراتيجية مقابلة بمقابلة لتحسين وضعية فريقنا في البطولة”، يقول زاوي