تساؤلات بخصوص جدوى التحضيرات "المونديالية" لـ"الكان"

5 أسباب وراء تعثر المنتخب الوطني أمام أنغولا

5 أسباب وراء تعثر المنتخب الوطني أمام أنغولا
  • القراءات: 699
مبعوث "المساء" إلى بواكي: توفيق عمارة مبعوث "المساء" إلى بواكي: توفيق عمارة

فشل المنتخب الوطني في تسجيل بداية مثالية في كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، واكتفى بتعادل بطعم الخسارة أمام أنغولا، بهدف لمثله، في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة، كما أخفق في التخلص من كابوس إخفاقي عام 2022، الأول في "كان" الكاميرون، والثاني في فاصلة مونديال 2022 بقطر، ما يرفع من الضغوط المفروضة على زملاء بن ناصر، قبل مواجهة بوركينافاسو، الجمعة المقبل، في وقت تعددت أسباب التعثر غير المتوقع لـ"محاربي الصحراء"، في خرجتهم الإفريقية الأولى، والتي نلخصها في القائمة التالية.

عجز بلماضي عن إيجاد الحلول الهجومية

لا يزال الناخب الوطني، جمال بلماضي، عاجزا عن إيجاد الحلول الهجومية، وعلى وجه التحديد، حل مشكلة التنشيط الهجومي، خاصة عندما يلعب "الخضر" أمام منتخبات تتكتل في الخلف، وتعتمد على الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين، رغم أنه كان يراهن على عودة الثنائي بن طالب وبن ناصر إلى خط الوسط، من أجل القضاء على هذه المشكلة المزمنة، لكن على ما يبدو، فإن الأمر غير مرتبط بالأسماء أكثر منه بفلسفة بلماضي في هذه النقطة بالتحديد، بدليل أن الأداء الهجومي في الشوط الأول أمام أنغولا، يرجع إلى تألق الثنائي بلايلي وبونجاح فرديا، على اعتبار أن خط الوسط كان غائبا، بن طالب، وحتى شايبي لم يكن في المستوى، (رغم تحصله على جائزة أفضل لاعب في اللقاء)، دون الحديث عن محرز، بدليل أنه بمجرد تراجع مستويات بلايلي وبونجاح البدنية واستبدالهما، غاب الأداء الهجومي لـ"الخضر"، رغم تغييرات بلماضي

تمسكه بخطته الثابتة وكشف أوراقه للمنافسين

لا تتوقف مسؤولية بلماضي عند حدود عجزه عن إيجاد الحلول الهجومية، بل تتعداها إلى تمسكه بخطته الثابتة (4ـ3ـ3)، رغم توفر المنتخب الوطني على خيارات قوية، تسمح له باللعب بعدة خطط تكتيكية، وفي مقدمتها خطتا (4ـ4ـ2) أو(3ـ5ـ2)، ما جعله كتابا مفتوحا لمنافسيه، علما أن المنتخب الوطني قدم مستويات جيدة، عندما كان يلعب بمهاجمين في خطة (4ـ4ـ2)، ورغم دفاع بلماضي في العديد من المناسبات، عن خياراته الفنية وتبريرها، بتفسير أنه لا يلتزم بخطة واحدة، إنما يعتمد على تنشيط مختلف الاختيارات، تبعا لأسماء اللاعبين الذين يوظفهم، إلا أن غالبية الجزائريين والمحللين غير مقتنعون بذلك، بالنظر إلى تكرار نفس الصعوبات الفنية منذ فترة طويلة، وعلى وجه التحديد، منذ تصفيات مونديال 2022.

أدوار محرز الثانوية وتأثيره السلبي على "الخضر"

بات رياض محرز، المستهدف الأول من طرف الجماهير الجزائرية والمحللين، بما فيهم الأجانب، وفي مقدمتهم النجم المصري السابق، محمد أبوتريكة، حيث هناك إجماع على أنه لا يقدم المستويات المأمولة منه، وبات عبئا ثقيلا على المنتخب الوطني، أكثر مما يخدمه، ولم ينجح لاعب الأهلي السعودي في ترك بصمته على أداء المنتخب الوطني، منذ فترة طويلة، وأصبح تألقه مع "الخضر" قصصا من الماضي فقط تروى، كقصة هدفه الشهير في مرمى نيجيريا، في نصف نهائي كأس إفريقيا عام 2019، وتطالب الجماهير الجزائرية بلماضي، بإعادة النظر في طريقة معاملته لمحرز ومحاسبته كباقي اللاعبين، وليس بصفة النجم الأول غير القابل للانتقاد والتغيير.

غياب قائد فعلي على أرض الملعب

يرى الكثير من المحللين والمتابعين، بأن المنتخب الوطني يفتقد أيضا إلى قائد فعلي داخل أرض الملعب، فنيا ونفسيا، من منطلق أن رياض محرز، افتقد إلى تأثيره الفني، ولا يملك أصلا الصفات القيادية التي تجعله يخرج المنتخب من الصعوبات التي يواجهها، خلال المباريات الصعبة والمعقدة، عندما يكون جميع اللاعبين خارج الإطار، ويحتاجون إلى لاعب يخرجهم من نفق الضياع على أرض الملعب، وهي كلها معطيات، تجعل بعض اللاعبين يبحثون عن الحلول الفردية غير المجدية، التي تجعل "الخضر" يظهرون في صورة غير مشرفة تماما، لهذا فإن بلماضي مطالب بمراجعة حساباته بهذا الخصوص، قبل إعادة النظر في فلسفته التكتيكية.

المشكلة النفسية المزمنة بعد إخفاق عام 2022

من جهة أخرى، يبدو أن لاعبي المنتخب الوطني القدامى والجدد، لم يتخلصوا تماما من كابوس الإخفاق في عام 2022، سواء عاشوه من قرب أو من بعيد، ما يفسر عجزهم عن فرض أنفسهم في المواجهات المفصلية، التي تتطلب رد فعل قوي، وهو ما ظهر جليا أمام أنغولا، حيث كان أداء زملاء زروقي وكأنه مرتبط مباشرة بكل ما حدث في كأس إفريقيا بالكاميرون، رغم أنهم تحصلوا على كل شروط التحضير الجيد والمثالي لهذه البطولة، إلى درجة أن البعض وصف ما تحصل عليه المنتخب الوطني، من إمكانيات تحضير وظروف إقامة بتصنيف خمسة نجوم، الأمر الذي يستدعي من الطاقم الفني للمنتخب، القيام بعمل نفسي كبير بهذا الخصوص.

 


 

ركز على الاسترجاع خلال حصة أمس المغلقة.. بلماضي يغير توقيت التدريبات بسبب "الخيول"

قرر الناخب الوطني، جمال بلماضي، تغيير موعد تدريبات "الخضر" ابتداء من يوم أمس، تحسبا لمواجهة بوركينافاسو يوم السبت المقبل، في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات لـ"كان 2023"، والتي ستلعب على الساعة الثانية زوالا، بتوقيت كوت ديفوار، والثالثة زوالا بتوقيت الجزائر، والتي تعرف فترة الذروة، لارتفاع درجات الحرارة، على عكس الظروف التي لعب فيها زملاء بونجاح، في اللقاء الأول أمام أنغولا.

وقد قرر بلماضي، برمجة الحصص التدريبية، ابتداء من اليوم على الساعة الثانية زوالا، على ملعب الثانوية الكلاسيكية، ليتزامن بذلك مع التوقيت الرسمي لمواجهة "الخيول" والظروف المناخية المتوقعة، وفي مقدمتها الحرارة العالية، بعد أن تدرب "الخضر" منذ وصولهم إلى بواكي على الساعة الخامسة والنصف مساء (السادسة والنصف بتوقيت الجزائر)، حيث حاول آنذاك مدرب "المحاربين" تعويد اللاعبين على الظروف المناخية بدرجة تدريجية، قبل أن يقوم بالاعتماد على توقيت الثانية مساء، وهو التوقيت الذي سيقوم بتغييره مرة أخرى، بعد لقاء بوركينافاسو، وقبل مواجهة موريتانيا الأخيرة، التي ستلعب على الساعة الثامنة ليلا.

إلى ذلك، ركز الطاقم الفني لـ"الخضر"، خلال تدريبات أمس، التي جرت على الساعة الثالثة والنصف مساء بتوقيت كوت ديفوار، على ملعب الثانوية الكلاسيكية، على الاسترجاع ومحاولة تصحيح الأخطاء، حيث خضع اللاعبون، الذين لم يشاركوا في لقاء أنغولا، لعمل مكثف، في وقت بقي اللاعبون الذين شاركوا بصفة أساسية بمقر الإقامة، وخضعوا لعمل في صالة تقوية العضلات، للاسترجاع والتعافي، كما خضع بعضهم لحصص علاجية حتى يكونوا في أفضل جاهزية  للمواجهة المقبلة أمام بوركينافاسو.

 


 

بعد الأداء المتواضع للكثير من اللاعبين في اللقاء الأول.. تغييرات أمام بوركينافاسو وعمورة وفيغولي سلاح جديد

يتجه الناخب الوطني، جمال بلماضي، إلى إجراء تعديلات على التشكيلة الأساسية، خلال المواجهة المقبلة أمام بوركينافاسو، في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات لـ"كان 2023" بكوت ديفوار، بالنظر إلى المردود المتواضع لبعض اللاعبين، في المواجهة الأولى أمام أنغولا، وبدرجة أكبر بعد استنفاذ محمد الأمين عمورة للعقوبة التي حرمته من المشاركة في المواجهة الافتتاحية.

أكدت مصادر "المساء"، بأن جمال بلماضي لن ينتظر كثيرا، من أجل إجراء التغييرات المناسبة، حتى يظهر"الخضر" بمستوى جيد أمام بوركينافاسو، ليحقق الفوز الذي يضمن له التأهل إلى الدور المقبل، ومن أبرز التغييرات المتوقع أن يجريها مدرب "الخضر"، إشراك سفيان فيغولي في خط الوسط، بدلا عن فارس شايبي، بحثا عن إضافة الروح القتالية، التي افتقدها في المواجهة الأولى، خاصة أن بن طالب لم يكن في المستوى، رغم أن بلماضي سيجدد فيه الثقة بنسبة كبيرة جدا، لأن، حسبه، نجم ليل لم يكن جيدا أمام أنغولا، بسبب المراقبة التكتيكية اللصيقة عليه، في وقت أن شايبي، ورغم المجهودات التي بذلها واختياره رجل المباراة، فلا يزال يفتقد للخبرة اللازمة، خاصة أن لقاء بوركينافاسو، يستدعي توظيف لاعب بثقل خبرة سفيان فيغولي، المطالب بتنشيط خط هجوم المنتخب الوطني.

إلى ذلك، يراهن بلماضي كثيرا على عودة عمورة في لقاء "الخيول"، حيث سيشارك أساسيا على الجهة اليسرى، بدلا من يوسف بلايلي، الذي سيعتمد عليه كبديل، لاسيما أنه ليس لائقا للعب كل أطوار المباراة، رغم تحقيقه تقدما كبيرا من الناحية البدنية، ويسعى بلماضي إلى الاستفادة من سرعة وقتالية عمورة وتوهجه الكبير في الفترة الحالية، لإنهاء مشاكل "المحاربين" الهجومية، علما أن الشراكة بينه وبين آيت نوري على الجهة اليسرى مثالية، ولا يعرف إن كان بلماضي سيتمسك بخطته التقليدية (4ـ4ـ2)، أو اللجوء إلى نهج تكتيكي آخر، يفاجئ به الجزائريين والبوركينابيين معا.

 


 

أصداء 

خيبة أمل قوية لدى أنصار "الخضر" ببواكي

قضى أنصار المنتخب الوطني المتواجدون في مدينة بواكي، أو حتى أولئك الموجودون بمدينة ياماسوكرو، ليلة "تعيسة"، بعد الأداء والنتيجة المخيبتين لـ"المحاربين" أمام أنغولا، وهم الذين كانوا يتوقعون ظهور زملاء بن سبعيني بمستوى أحسن، ينسيهم الخيبات الماضية، ويمنحهم جرعة الأمل المناسبة للتطلع إلى تحقيق "الخضر" مشاركة مشرفة في النسخة الحالية من "الكان"، تنسيهم خيبتي "كان" الكاميرون وفاصلة المونديال 

 احتفالات وتحضيرات ذهبت أدراج الرياح

على عكس الأجواء الاحتفالية والاستثنائية، التي صنعها أنصار "الخضر" قبل لقاء أنغولا، فإن الوضع كان مختلفا بـ360 درجة بعد نهايتها، حيث عاد هؤلاء إلى مقرات إقامتهم في هدوء تام، ووسط إحباط كبير جدا، مؤكدين في حديثهم إلى موفد "المساء"، بأنهم سئموا الشعور بالضغط دائما، قبل المواجهات القوية، وبأن الشك تسرب حقا لأنفسهم هذه المرة، بخصوص قدرة "الخضر" على التخلص من كابوس الإخفاق، الذي يلاحقهم في الفترة الأخيرة، في المنافسة القارية. 

 شايبي غير سعيد بجائزة رجل المباراة

اعترف الوافد الجديد على "الخضر"، فارس شايبي، بأنه غير سعيد بحصوله على جائزة أفضل لاعب في المباراة، لأن المنتخب الوطني تعثر، وقال نجم انتراخت فرانكفورت الألماني، بخصوص التعادل أمام أنغولا: "نشعر بالإحباط، لقد سيطرنا في الشوط الأول، لكننا لم نستغل تفوقنا بطريقة مثالية، ولم نقتل المواجهة"، مضيفا: "أنغولا عادت في الشوط الثاني وعادلت النتيجة، لا يمكننا إلا أن نلوم أنفسنا، نحن سبب هذا التعثر"، وختم: "نحن منتخب الجزائر ومن المفروض أن نسيطر على اللقاء من البداية، إلى غاية صافرة الحكم النهائية". 

 بونجاح يتحسر على هدفه الرائع ويعد بالتدارك

تحسر بغداد بونجاح على عدم احتساب هدفه الثاني الرائع، في مرمى أنغولا، بحجة التسلل، وقال في تصريحات بالمنطقة المختلطة: "الحظ لم يكن معي في الهدف الثاني، وسنتيمترات قليلة تسبب في عدم احتسابه"، قبل أن يعد الجزائريين بالتدارك في مباراة بوركينافاسو، قائلا: "كنا نتطلع إلى الفوز لكننا فوتنا ذلك، مصرينا مازال بين أيدينا، سنعمل إن شاء الله على تصحيح الأخطاء وتقديم أفضل ما لدينا، في مباراة بوركينافاسو"، وختم: "إن شاء الله، الأخطاء التي ارتكبناها اليوم (أول أمس)، لن تتكرر ولدينا الوقت الكافي للعودة بقوة وإسعاد الأنصار". 

 بلايلي يعد بالفوز على بوركينافاسو

وعد يوسف بلايلي الجماهير الجزائرية، بالفوز في المباراة المقبلة أمام بوركينافاسو، وتدارك التعثر أمام أنغولا، وهو الذي بدا متأثرا عندما أدلى بتصريحات مقتضبة لوسائل الإعلام، بعد نهاية مباراة أنغولا، حيث قال: "لقد لعبنا بطريقة جيدة في الشوط الأول، وتقدمنا بهدف، لكن لم ننجح في تسجيل أهداف أخرى"، قبل أن يضيف: "منتخب أنغولا أدرك التعادل عن طريق ضربة جزاء، على كل حال، سنبذل كل جهدنا في المواجهة المقبلة من أجل الفوز وإسعاد الشعب الجزائري".