وهران تستضيف بداية من اليوم البطولة العربية لألعاب القوى
250 رياضي من 12 بلدا على خط الانطلاق

- 169

تنطلق، اليوم الأربعاء، فعاليات النسخة 24 للبطولة العربية لألعاب القوى، والتي تحتضنها مدينة وهران بين 30 أفريل و04 ماي، وينظمها الاتحاد العربي بالتعاون مع الاتحادية الجزائرية. وتجري هذه البطولة للمرة الأولى، على مضمار ملعب المركب الأولمبي "هدفي ميلود ".
وتشارك في البطولة العربية 12 دولة عربية يمثلها 250 عدّاء وعداءة، يتنافسون في 34 مسابقة، ويسعون إلى انتزاع المراكز الأولى، والصعود فوق منصة التتويج. ويأتي الوفد الجزائري على رأس الوفود المشاركة بـ 64 رياضيا. ثم وفد المملكة العربية السعودية بـ53 فردا.
ورحّب ياسين لوعيل رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، والمنتخب حديثا عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لألعاب القوى، بجميع المشاركين العرب في البطولة، متمنيا أن تظهر البطولة بصورة مبهرة، تعكس تطور رياضة ألعاب القوى العربية، وتؤكد توفرها على خزان وافر ونوعي من الأبطال المستقبليين. كما أكد على جاهزية النخبة الجزائرية لكسب تحدي نيل اللقب العربي.
وقال لوعيل في تصريح له: "مدينة وهران جاهزة من كل النواحي لاستضافة البطولة العربية، التي تُعد استحقاقا هاما يعزز مكانة الجزائر على الصعيدين التنظيمي والرياضي. نهدف إلى إعطاء الصورة الحقيقية للجزائر. والبطولة العربية ستكون عرسا حقيقيا، لأن المضمار مصنَّف الخامس عالميا. كما إن القرية المتوسطية تحوز على كل المرافق؛ من أجل مبيت، وإطعام، وتنقُّل الوفود العربية المشاركة".
من جهته، أكد الطاهر ريغي، المندوب الفني للاتحاد العربي لألعاب القوى، جاهزية مدينة وهران لاستضافة الحدث العربي الهام. وجاء في تصريح له عقب زيارته لمرافق البطولة وخاصة مضمار ملعب "هدفي ميلود"، قوله: " وقفنا على سير حسن لكل الأمور. والاتحاد الجزائري لألعاب القوى وضع كل المتطلبات لإنجاح هذه التظاهرة. وهو يملك خبرة اكتسبها من تنظيمه مواعيد سابقة هامة؛ كالألعاب المتوسطية، والألعاب العربية اللتين جرتا بذات الملعب " . وأضاف :"فنيّا، سجلنا مشاركة 250 عدّاء وعداءة في المنافسة. وكل مستلزمات الإقامة المريحة للوفود العربة المشاركة، وكذا أعضاء الاتحاد العربي لألعاب القوى، متوفرة، وبجودة، فهذه البطولة ستكون عرسا آخر في وهران".
استعدادات حثيثة باكرة وأدق التفاصيل في البال
وكانت مدينة وهران دخلت في جو الاستعدادات للموعد العربي باكرا، بتنصيب لجنة وطنية للتحضيرات، مشكّلة من الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، ومديرية الشباب والرياضة، ورابطة وهران للعبة، والسلطات المحلية. وهي الأطراف المنظمة للنسخة 24 للبطولة العربية، حيث كثفت من خرجاتها التفقدية، واجتماعاتها لضبط كل الترتيبات الخاصة تنظيميا وفنيا. وكان الارتياح السمة الغالبة على تصريحات كل تلك الأطراف المعنية، بأن وهران ستنجح في تنظيم البطولة، مستندة على خبرات مفيدة اكتسبتها من استضافتها مواعيد دولية سابقة كبيرة، كالألعاب المتوسطية، والألعاب العربية، وتظاهرات أخرى في اختصاصات رياضية مختلفة؛ ككأس إفريقيا للاعبين المحليين، والمرحلة الأولى من كأس العالم للمبارزة، والبطولة العربية للجمباز، والبطولة العربية للسباحة، بالإضافة إلى منافسات وطنية، جعلت من وهران قطبا رياضيا بامتياز، ووجهة مفضلة للتباري والتنافس.
كما لم تنس اللجنة المنظمة نقاطا أخرى فنية ذات صلة بالحدث، حيث كانت اجتمعت الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، بالوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات، من أجل ضبط المهام من قبل فريق العمل، وتفعيل إجراءات التوعية والرقابة على المنشطات لإنجاح الموعد العربي، وكذلك التأكيد على الالتزام باللوائح والقوانين الدولية الخاصة بالوكالة العالمية الخاصة بمكافحة المنشطات.
70 حكَما لتأطير الموعد العربي
سيؤطر البطولة العربية 70 حكما. وكانت الاتحادية الجزائرية قامت من قبل برسكلة الحكام المنضوين تحت لواء رابطة وهران، والمرشحين للانضمام إلى الطاقم التحكيمي المشارك في الموعد العربي. وسبق لهم أن جربوا قدراتهم في بطولة النخبة والمواهب الشابة التي احتضنها مضمار ألعاب القوى ملعب "هدفي ميلود "، يوم 26 أفريل الماضي.
عمار بنيدة: سجاتي ملتزم ويتطلع لتحطيم رقم عالميٍّ
لا ريب أن البطولة العربية لألعاب القوى ستكون مثيرة، كون الدول المشاركة دفعت بأفضل رياضييها للتنافس على الألقاب، منها مصر التي حلّ كل رماتها المختصين بوهران، وكذا بطلتها وصاحبة ميداليتين ذهبيتين في الألعاب المتوسطية الأخيرة بوهران، في سباقي 100م و200 م، العدّاءة بسنت حميدة، والتونسية مروى بوزياني في سباقات 1500م و5000م و3000م موانع، ونائب بطل العالم للأواسط أبا بوبكر في سباق 110م حواجز، والمنتخب السعودي الذي استعد بجنوب إفريقيا.
وطبعا الجزائر التي يمثلها منتخب وطني، يعج بأسماء بارزة وأخرى واعدة، جميعها ستكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن الألوان الوطنية، إلا من الثنائي جمال سجاتي وسليمان مولى، الملتزمين بعقود احترافية ومواعيد عالمية، يجري التحضير لها من الآن، بحسب الاتحادية الجزائرية ومدربيهما، ومنهم عمار بنيدة مدرب البطل جمال سجاتي، الذي برر لـ"المساء" أسباب غياب عدّاءه، قائلا :" أشعر بخيبة أمل لغياب بعض عدائينا الدوليين عن البطولة العربية، لأسباب تقنية بحتة، وكذلك امتثالا لعقود احترافية، ومواعيد وتجمعات دولية وعالمية، كحال العدّاء جمال سجاتي.
كان يمكن أن نغامر بالمشاركة في هذه البطولة العربية، ولكن رأينا من الأفضل وبالاتفاق، أن نكون حكماء من أجل تفادي نتائج سلبية". وتابع: " بطلنا جمال سجاتي في أفضل حالاته، ويتطلع لتحطيم رقم قياسي عالمي. يجب أن نعلم أن برنامج سجاتي مكثف بالعديد من التجمعات الدولية شهر جوان، في أوسلو وباريس واستوكهولم وموناكو، قبل خوض بطولة العالم في اليابان. سنستمر في تحضير سجاتي في جنوب إفريقيا إلى غاية شهر جوان القادم".
إدريس حواس : لا نرضى بديلا عن اللقب العربي
هذا الغياب لن يؤثر على معنويات الرياضيين الجزائريين ومسؤوليهم، ويهز من طموح النخبة الوطنية التي وضعت اللقب العربي غاية لها، خاصة أن أسماء بارزة أخرى تشكل قاطرة الأبطال الجزائريين، ستكون على خط الانطلاق للمساهمة في بلوغ هذا الطموح؛ كلحولو وشنيتف هيثم ومحمد علي قواند وتريكي ياسر وضياء بودومي وبولنوار وغيرهم. ولا يُستبعد أن تبرز عناصر شابة ستشق طريقها نحو التألق، من بوابة هذه البطولة العربية.
وهذا الطموح يؤكد عليه المدير الفني الوطني بالاتحادية الجزائرية إدريس حواس؛ قال: "نحن نتوقع حضورا رياضيا كثيفا، وتغطية إعلامية كبيرة وهامة، وندّية كبيرة فوق المضمار بين أبرز العدائين العرب. المنتخب الوطني متأهب للموعد.
ورياضيونا كلهم حاضرون باستثناء سجاتي ومولى. هدفنا واضح، ولا نغيره، وهو نيل المركز الأول. وكل الإمكانيات مسخّرة لتحقيق هذه الغاية" . وواصل: " مؤكَّد أن البطولة العربية ستحفل بالإثارة الكبيرة، والتنافس الشديد في ظل الندّية التي ننتظرها من منتخبات قطر وتونس ومصر والسعودية. لكن أنا متفائل بفرض منطقنا في البطولة ".
جاهزية تامة للحدث
المدير الفني الوطني إدريس حواس تطرق لتحضيرات ممثلينا، فقال: " تحضيراتنا كانت مكثفة. وتوزعت بين الاستعداد في داخل الجزائر وخارجها. وتبعا لتواجد رياضيينا ومنهم من داوم على التحضير بالخارج. والباقي استعد ضمن تربصات أقيمت بالعديد من ولايات الوطن كبجاية ووهران والجزائر العاصمة.
والرياضيون المختصون في السباقات الطويلة ونصف الطويلة، تأهبوا في منطقة تيكجدة". وختم: " أتمنى أن تكون تحضيراتنا في مستوى تطلعاتنا بنيل الصف الأول في البطولة، وأن تنجح البطولة تنظيميا وفنيا، لأن صورة نجاح مدينة وهران في الألعاب المتوسطية الأخيرة، لاتزال راسخة. ونعمل كي تمتد لأمد طويل إن شاء الله ".
ضبط برنامج المنافسة وحذف مسابقتين
وكانت الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى ضبطت برنامج الطبعة 24 من البطولة العربية، بعد استكمالها الترتيبات التنظيمية، وإغلاق منصة التسجيلات بالنسبة للمشاركين. فعلى هذا الأساس وحسب الاتحادية، فإن طبعة 2025 من هذه المنافسة العربية، ستعرف تواجد 340 مشارك من بينهم 250 عدّاء وعداءة، و80 مشكلين للطواقم الإدارية والطبية ومسيّرين ومرافقين، و70 حكما. وهؤلاء الرياضيون موزعون على أكثر من 35 مسابقة لرياضة ألعاب القوى خلال خمسة أيام من التنافس والندّية؛ من أجل الظفر بالألقاب والتتويجات.
وحسب البرنامج المضبوط، فقد حُدد موعد افتتاح البطولة العربية اليوم (الأربعاء 30 أفريل)، حيث سيتم خلاله إجراء 09 نهائيات. والمستهل بسباقات الطريق، والمسافات الطويلة ك20 كلم مشيا (رجال ) (بداية من الساعة 08 صباحا). ثم سباق 10كلم مشيا (سيدات)، فانطلاق مسابقة السباعي بسباق 10م حواجز والوثب العالي. وفي اليوم الثاني (01 ماي) سيجرى 12 نهائيا، موزعة بين سباقات السرعة، والتتابع ونصف الطويلة، واختصاصات الرمي كالجلة والزانة والرمح والقرص والوثب العالي، مع استمرار مسابقة السباعي (سيدات).
وتتواصل البطولة العربية في يومها الثالث (02 ماي)، بإقامة07 نهائيات، موزعة بين سباقات التتابع (رجالا وسيدات )، ونصف الطويلة وسباق 3000 متر موانع. وسيعرف هذا اليوم انطلاق مسابقة العشاري (رجال)، لتختم فعاليات النسخة 24 من البطولة العربية، يوم الأحد 04 ماي بإجراء 14 نهائيا باستكمال مسابقة العشاري (رجال). ورسميا، فقد تم حذف مسابقتين؛ نهائيين من البرنامج المعد للبطولة العربية، بسبب نقص عدد المنتخبات المشاركة. ويتعلق الأمر بنصف الماراطون (سيدات)، و10 آلاف متر (سيدات)، فيما تم الاحتفاظ بباقي المسابقات التي صودق عليها رسميا في الاجتماع التقني عشية انطلاق الموعد العربي.
آراء التقنيّين : إجماع على إنجاح العرس العربي تنظيميّا وفنيا
يُجمع التقنيون المشاركون على أن مدينة وهران ستنجح في إخراج الطبعة 24 للبطولة العربية في أحسن صورة، تنظيميا وفنيا. ومن بين هؤلاء المدير التقني برابطة وهران، وعضو لجنة التنظيم رشيد بولنوار الذي قال: " نحن في رابطة وهران بالتعاون مع الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، على قدم وساق من أجل إنجاح هذه المنافسة العربية. الحمد لله نحن نملك تجربة لا بأس بها منذ تنظيم الألعاب المتوسطية بوهران، وجانب من الألعاب العربية، وهذا يجعلني متفائلا بأن تحقق البطولة العربية لألعاب القوى نجاحا باهرا" . وزاد: " أنا متفائل بتحقيق النخبة الوطنية نتائج إيجابية. ونملك قاطرة جيدة من العدائين لبلوغ هذا الهدف؛ كسجاتي ومولى إن شاركا، ولحولو وثابتي وبودومي وآخرين".
أما العدّاءة الدولية السابقة صافي مختارية فقالت :" أنا متفائلة جدا بنجاح البطولة العربية بالجزائر، وبتألق المنتخب الوطني الذي يتوفر على عدائين وعداءات جيدين، ونحقق بهم نتائج إيجابية، نثبت بها علو كعب ألعاب القوى الجزائرية عربيا. وبطولة النخبة والمواهب الشابة التي جرت منذ أيام، كانت مبادرة جيدة؛ من أجل تحضير البطولة العربية".