بلمهدي يعلن عن تفعيل قانون تجريم الاعتداء على الإمام ويؤكد:

”الكفاءة” و”التناوب” معايير اختيار أعضاء بعثة الحج

”الكفاءة” و”التناوب” معايير اختيار أعضاء بعثة الحج
  • القراءات: 1100
ص. محمديوة ص. محمديوة

أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أمس، عن توجه دائرته الوزارية نحو إعادة النظر في طريقة اختيار أعضاء بعثة الحج من خلال تحديد معايير تعتمد بالأساس على الجهد المبذول والكفاءة واحترام مبدأ التناوب، للقضاء على ظاهرة الاحتكار التي لزمت أشخاص معينين دون غيرهم.

وشدد الوزير خلال إشرافه أمس، على انطلاق أشغال الندوة الوطنية لإطارات القطاع بدار الإمام بالجزائر العاصمة، على أن العمل ضمن أعضاء بعثة الحج لا يعد امتيازا وإنما مهمة تتطلب اختيار كفاءات ترافق الحجاج وتقدم لهم أفضل الخدمات وأجودها. وإذ أبدى رفضه لاحتكار المشاركة في البعثة من قبل وجوه معينة، من منطلق أنه من حق الجميع الاستفادة من مرافقة الحجاج، كشف بلمهدي أنه من بين التوجيهات التي أسدى لإطارات القطاع، ضرورة البحث عن آليات جديدة تمكن من التعرف على الكفاءات التي من شأنها تقديم جهود مضافة في إطار التكفل الأمثل والأحسن بالحاج، مركزا في سياق متصل على عنصر التناوب والتكوين والكفاءة من أجل نقل التجربة والحفاظ على الاستمرارية.

ولدى تطرقه إلى بعض الاختلالات التي يعاني منها القطاع، أعلن وزير الشؤون الدينية عن اتصاله بوزير العدل حافظ الأختام لإعادة بعث مشروع قانون تجريم الاعتداء على الإمام، الذي أعد عام 2017 وبقي ـ حسبه ـ دون تجسيد، مؤكدا بأن وزير العدل رحب بفكرة.

وأضاف أن هذا المشروع سيرى النور قريبا، قائلا في هذا الصدد ”عندما تستقر مؤسسات الدولة، سيكون لدينا هيئة تشريعية ويكون هناك جديد على مستوى المنظومة القانونية”.

وفيما رفض تضخيم مسألة الاعتداء على الأئمة التي قال إنها تعتبر في مجملها، ”حوادث معزولة يمكن عدها على أصابع اليد ولا يمكن وصفها بأنها ”ظاهرة مقارنة بعدد المساجد البالغ عددها 17 ألف مسجد عبر التراب الوطني”، أكد بلمهدي أنه من واجب الإدارة توفير كل الظروف المواتية لكي يؤدي الإمام واجبه على أحسن وجه، كاشفا في هذا السياق عن رفع حصة استفادة الأئمة من السكن بمختلف الصيغ إلى 6104 وحدة سكنية، موزعة عبر التراب الوطني وذلك بعد استفادة دفعة أولى من 2440 وحدة.

في المقابل، دعا الوزير الأئمة إلى مواصلة اعتماد الخطاب الديني الممزوج بالروح الوطنية ونشر ثقافة التسامح والتصالح، حيث قال إن ”خطابنا يستمد روحه من هذا الدين الذي منبته هذا الوطن لذلك فخطابنا ديني وطني”، قبل أن يضيف بأن ”الإمام حتى وإن لم يتلق توجيهات من الإدارة المركزية أو المحلية فهو يتحدث في خطابه المسجدي عن الشأن الوطني والراية الوطنية”.

ومن بين القرارات التي أعلن عنها السيد بلمهدي، إعادة إحياء الجانب الترفيهي بالنسبة للمدارس القرآنية، بعد أن تم تخصيص مخيمات صيفية لفائدة 300 طالب من هذه المدارس من إليزي وبعض مناطق الجنوب لقضاء العطلة الصيفية بالشمال.

كما أعلن عن تخصيص حصة إضافية لفائدة 3 آلاف طالب من الجنوب والهضاب العليا، للاستفادة من هذا البرنامج الترفيهي، حاثا بالمناسبة مديري الشؤون الدينية بالولايات الساحلية إلى الاهتمام بهذا الجانب وضمه إلى أولويات برامجهم المحلية.

ومن بين الإنجازات التي حققها قطاع الشؤون الدينية في الأشهر الأخيرة، حسب الوزير، إطلاق، لأول مرة، مسابقة لمنصب إمام برتبة أستاذ ومرشد ديني لطلبة الجامعات حاملي شهادة الليسانس وحفظة القرآن، حيث سيتم تنظيم هذه المسابقة قريبا.

واستفادت معاهد التكوين التابعة للقطاع خلال العام الجاري من ألف مقعد بيداغوجي، بعدما كان العدد محصورا في مائة مقعد في 2018. كما تم توفير 400 منصب عمل برتبة إمام أستاذ، مقابل 100 منصب فقط العام الماضي.

من جهة أخرى، كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف عن إعداد مشروعين جديدين، يتعلق الأول بالأوقاف التي قال بخصوصها، إنه ”حتى وإن تم استرجاع الآلاف منها واستمرار عملية إحصائها، إلا أن عائداتها المالية التي قاربت 100 مليار سنتيم لا ترقى إلى مستوى الوعاء الوقفي الذي هو أكبر بكثير”، فيما يتعلق المشروع الثاني بالزكاة. وتعهد الوزير في هذا الصدد بالكشف عن تفاصيل المشروعين مع الدخول الاجتماعي القادم.

في الأخير، شدد بلمهدي على أهمية التحاور والتسامح والتصالح من أجل تجاوز كل محنة تلوح في الأفق، حيث سجل في هذا الإطار أن ”فرحة الاحتفال بعيدي الاستقلال الشباب، رفعت مستوى الأمل لدى هذا الشعب المؤمن والصامد الذي ينشد التغيير ويريد أن يحقق العدالة الاجتماعية بخطى ثابتة، يعتمد فيها على أحد أعظم مبادئ الإسلام وهو التحاور والجلوس إلى موائد الحوار للاستماع لبعضنا البعض”.