أكد أنها قطعت أشواطا متقدمة في تحقيق التنمية.. رئيس الجمهورية:
يد الجزائر ممدودة لمساعدة دول الساحل
- 146
ق. س
❊ مسحنا ديون 18 دولة إفريقية لتخفيف العبء عن أشقائنا
❊ نؤيّد مبادرات رفع حجم تمويلات الوقاية من المخاطر الكبرى
❊ إصلاح المنظمات المالية الدولية ضمن مقاربة حوكمة اقتصادية ومالية
❊ نطمح لشراكات ثنائية ودولية بين مجموعة العشرين والدول الشريكة
❊ نرحب بانضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين
❊ ندعو لمعالجة عاجلة لثقل المديونية ودعم الدول النّامية
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن الجزائر "قطعت أشواطا متقدمة في تنفيذ الأهداف المتفق عليها"، ولم تتوان يوما في مدّ يد العون لدول الساحل الإفريقي في إطار التنسيق الجهوي والدولي ومن خلال الوكالة الجزائرية للتعاون والتضامن الدولي عن طريق مشاريع تنموية، حيث خصّصت لها ميزانية معتبرة.
في سياق تطرقه إلى أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والأولويات المطروحة على طاولة اجتماع جلسة قمة مجموعة 20 المنعقدة بجوهانسبورغ، تحت شعار "تدعيم التضامن، المساواة والتنمية المستديمة"، أكد رئيس الجمهورية في كلمة تلاها نيابة عنه الوزير الأول السيد سيفي غريب، أن انضمام "صوت الجزائر إلى صوت جنوب إفريقيا التي دعت إلى معالجة عاجلة لمسألة ثقل الديون وخدماتها على الدول النامية والأكثر فقرا من خلال مقاربة تتضمن مسح جانب منها أو تحويلها إلى استثمارات مباشرة ومجدية في هذه الدول".
وإبرازا لحرصها على المساهمة في إيجاد الحلول لهذه المعضلة، ذكر الرئيس تبون بمبادرة الجزائر بمسح ديون 18 دولة إفريقية من أجل التخفيف من عبء المديونية لدى هذه الدول الشقيقة"، مشيرا إلى أن "إشكالية الديون لا تقتصر فقط على حجمها بقدر ما يكمن تعقيدها في الجوانب التقنية المتعلقة بسياسات تقييم المخاطر من طرف الشركات المالية الدولية، والتي تجعل من خدمات الديون مرتفعة بشكل مرهق لاقتصاديات هذه البلدان" .
وأردف قائلا إنه "بقدر ما نعي نحن التعقيدات التقنية لمسألة تقييم المخاطر، فإننا ندعو لإصلاحات عميقة من شأنها إيجاد مخرج للدول التي تئن تحت وطأة الديون السيادية"، مضيفا أن "الجزائر تنتهز هذه الفرصة لتضم صوتها إلى أصوات الدول الداعية إلى إصلاح المنظمات المالية الدولية ضمن مقاربة حوكمة اقتصادية ومالية راشدة، من خلال مراجعة آليات اتخاذ القرار، ضمانا لتمثيل عادل، منصف وشفاف للدول النامية والقارة الإفريقية في هيئات التسيير لهذه المؤسسات، بمراعاة الثقل الديمغرافي والاقتصادي المتصاعد لهذه الدول". وقال إنّ "هذا المطلب الذي نسجل حضوره في أجندات جميع الاجتماعات والمنتديات العالمية حري بنا اليوم أن نخطو لأجله خطوات جريئة قصد تجسيده على أرض الواقع".
وفي مجال الطاقات المتجددة، أوضح الرئيس تبون أن الجزائر "ما فتئت ترافع من أجل تعبئة التمويلات الدولية وحشد الموارد لدعم الجهود العالمية الهادفة لتمكين الدول النامية والدول الأكثر فقرا من الوسائل والتكنولوجيات المساعدة على الانتقال نحو استعمال الطاقة الخضراء، فضلا عن دعواتها إلى "تجسيد شراكات ثنائية ودولية بين الدول أعضاء مجموعة العشرين والدول الشريكة موضوعها الانتقال الطاقوي"، مما يمكن من تحقيق وثبة تاريخية مشتركة في هذا المجال.
وشدّد رئيس الجمهورية على أن "الجزائر تؤيد جميع المبادرات الرامية إلى الرفع من حجم التمويلات المخصّصة للوقاية من المخاطر الكبرى والاستجابة السريعة للكوارث"، قائلا في هذا الصدد "لقد علمتنا التجارب ألا بلد في العالم بمنأى عن احتمالية وقوع كارثة على أراضيه، وهو ما يتطلب استجابة وطنية ودولية سريعة للتكفل بالمتضررين"، في حين أشار إلى أن "المؤسسات المالية والبنوك الدولية مدعوة للتفكير في آلية تمويل خاصة بالاستجابة السريعة للكوارث، تفعل في حال ما إذا طلبت إحدى البلدان المتضررة ذلك".
وإذ أكد ترحيب الجزائر بانضمام الاتحاد الإفريقي لعضوية مجموعة العشرين، فقد أعرب الرئيس تبون عن ثقته في أن هذا الانضمام "سيساهم في الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية في المنتديات الدولية وسيسمح للعالم وللدول الأكثر تقدما بالتعرف على نظرة إفريقيا للمسائل الاقتصادية الدولية، لاسيما ما تعلق منها بتمويل التنمية، الولوج للأسواق العالمية والتحويلات التكنولوجية".
من جهة أخرى، دعا رئيس الجمهورية إلى توحيد الجهود لمجابهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تهدد التجانس العالمي، بأفكار مبتكرة ومبادرات دقيقة وشاملة، مضيفا أن التحديات البالغة التعقيد على الصعيدين السياسي والاقتصادي، قد يؤثر عدم معالجتها واستمرارها على التجانس العالمي، لتلقي بظلالها المباشرة وغير المباشرة على جميع الدول باختلاف مستويات نموها.
وأوضح أن الفقر والبطالة وعدم المساواة والتفاوت في التنمية والثروات، في عديد البلدان وبالخصوص في القارة الإفريقية، إضافة إلى الأزمات العضال وليدة التغير المناخي ونقص الطاقة والمسائل المتعلقة بالأمن الغذائي والمستويات غير المسبوقة للمديونية لدى الدول ذات الدخل الضعيف، مبرزا أنها "مسائل جديرة بالاهتمام كونها أخطار تهدد المجموعة الدولية وتحتم علينا مواصلة التفكير في خطط ومبادرات دولية قوامها التضامن للخروج بنتائج ملموسة وميدانية تستجيب لتطلعات شعوبنا، لاسيما شعوب الدول الأكثر فقرا التي ترنو إلينا منتظرة مدها بيد العون". للإشارة، فإن رئيس الجمهورية استهل كلمته بتوجيه الشكر لرئيس جمهورية جنوب إفريقيا، السيد ماتاميلا سيريل رامافوسا، على دعوته الكريمة للجزائر، بصفتها بلدا ضيفا لمجموعة 20، للمشاركة في هذه القمة