عمدة باريس أنهت أمس زيارتها إلى الجزائر:

هناك مجالات أهم من.. السياسة

هناك مجالات أهم من.. السياسة
  • القراءات: 657
مليكة خلاف مليكة خلاف

صرحت رئيسة بلدية باريس، السيدة آن هيدالغو، أمس، عقب استقبالها من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أنها سلمته رسالة "صداقة ومودة"من فرنسا وسلطاتها العليا، وأضافت أن العلاقات الفرنسية - الجزائرية قوية وتقوم على ثقة كبيرة، مما سمح بتحقيق تقدم في مسائل عديدة و بشكل ملموس. وأوضحت أنها استعرضت في لقائها بالرئيس بوتفليقة الشراكة القائمة بين مدينتي باريس والجزائر واعتبرتها شراكة هامة باتجاه الشبيبة، تتميز ببعد ثقافي يرتكز على السينما والموسيقى. مجال تكوين المهندسين وتسيير النفايات وترميم البنايات القديمة والتراث. وأنهت تصريحها عقب هذا الاستقبال بالقول أن العلاقات القوية والمتينة بين الرئيس بوتفليقة والرئيس هولاند هي التي ساعدت على حصول هذا التقدم الكبير. دون أن يفوتها بأنها تطرقت مع الرئيس الجزائري إلى ترشح باريس للألعاب الاولمبية 2024.

السيدة آن هيدالغو كانت قد نشطت قبل مغادرتها الجزائر بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين ندوة صحفية، عبرت خلالها عن إرادة بلادها للاستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة ظاهرتي الإرهاب والتطرف، من منطلق أن فرنسا ليست بمنأئ عنهما والدليل تعرضها لسلسلة الاعتداءات خلال المدة الأخيرة. وأشادت في هذا السياق بالشجاعة التي أبداها الشعب الجزائري في محاربة هذه الآفة وتجاوز محنة العشرية السوداء. هيدالغو استعرضت برنامج لقاءاتها مع المسؤولين الجزائريين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية، مؤكدة أن محتوى محادثاتها لم يتركز على المسائل السياسية، باعتبار أن هدف الزيارة كان من أجل تعزيز الشراكة بين عاصمتي البلدين وبما له علاقة بالواقع المعيشي للمواطنين وتحسينه.

في هذا الإطار أوضحت ضيفة الجزائر أن أمورا أهم تفرض نفسها أكثر من السياسة ، لان الأمر يتعلق بتعزيز مؤسسات من شانها أن تقوي رابط الثقة مع المواطنين وتجسيد المشاريع ميدانيا وإيجاد الحلول الملائمة، وأعربت عن أملها في الذهاب بعيدا في علاقات البلدين بالاستجابة للاحتياجات المتمحورة بالخصوص في الارتقاء بمشاريع التهيئة العمرانية ومشاريع الشباب.  هيدالغو لم تخف إعجابها بما لمسته من شوق الشباب للاطلاع على ثقافات غيرهم، كاشفة في هذا الصدد عن برمجة تظاهرات ثقافية بين البلدين من أجل تعزيز التقارب بينهما في مجالات السينما والمسرح والموسيقى مثلا. في مجال التهيئة العمرانية تطرقت رئيسة بلدية باريس إلى زيارة مرتقبة لوفد جزائري إلى مدرسة المهندسين بباريس يوم الجمعة المقبل للاطلاع على تجربة تحسين المحيط العمراني وتسيير النفايات.

رئيسة بلدية باريس جددت إعجابها بالتحولات التي تعرفها الجزائر العاصمة وتفتحها على المحيط المتوسطي باعتبارها تحوي وعاء حضاريا وتاريخيا، داعية إلى ضرورة تكثيف مجالات التعاون في مجال توسيع الفضاءات العامة  للتنفيس عن المواطنين، فضلا عن تحسين واجهة العاصمة وإعادة ترميم البنايات القديمة التي تمثل تراثا هاما. على صعيد آخر، أبرزت هيدالغو أهمية الاقتصاد الرقمي في توفير الموارد التي تسمح بتجسيد المشاريع، وتطرقت في هذا الصدد إلى علاقات الشراكة التي تجمع جامعات عاصمتي المدينتين. رئيسة بلدية باريس كان لها، أمس، لقاء بالمعهد الثقافي الفرنسي بالجزائر مع شبان جزائريين حاملين لمشاريع وفاعلين في الحركة الجمعوية بالجزائر، مؤكدة أنه على مدينتي الجزائر العاصمة وباريس رفع العديد من التحديات، مشيرة إلى أن المدينتين تواجهان "نفس المشاكل". واستطردت بالقول "علينا أن نرفع نفس التحديات في مجالات المناخ والاقتصاد والديمقراطية".

كما دعت رئيسة بلدية باريس بهذه المناسبة هؤلاء الشبان إلى "تجسيد أفكار المشاريع التي يحملونها"، معتبرة أنه "يمكن فعل الكثير" في مجال اكتساب المهارات و التكنولوجيا. آن هيدالغو  قامت أيضا بزيارة عدة مواقع بالجزائر العاصمة منها متحف الفنون الجميلة و حديقة التجارب (الحامة) و منتزه الرميلة و القصبة.  و أكدت رئيسة بلدية باريس التي كانت مرفوقة بوالي العاصمة عبد القادر زوخ و سفير فرنسا بالجزائر برنار إيميي أنها أعجبت بمناظر الجزائر العاصمة وكذا التحف الفنية الموجودة بهذه الهيئات الثقافية.   بمتحف الفنون الجميلة تلقت رئيسة بلدية باريس شروحات من قبل مديرة المؤسسة دليلة أورفالي حول أعمال الفنانين محمد رسيم و محمد تمام. كما تأملت أعمال فنانين آخرين على غرار أوجان دولاكروا قبل أن تقوم بجولة بحديقة التجارب بالحامة. 

بعدها تنقلت المسؤولة الفرنسية إلى منتزه الرميلة حيث تم استقبالها من قبل فرقة موسيقية تقليدية كما حضرت عرضا لمجموعة الخيالة أين تلقت شروحات حول تهيئة واد الحراش و كذا إنشاء عدة مواقع للترفيه و التسلية. وزارت رئيسة بلدية باريس معارض للحلي التقليدية و أخرى لجمع الطوابع البريدية.  ضيفة الجزائر حظيت باستقبال من قبل  وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة . وفي اليوم الأول من زيارتها كانت السيدة هيدالغو قد أبرزت علاقة الثقة "القوية" التي تربط الجزائر وفرنسا والتي من شأنها أن تفضي إلى "شراكة مدعمة" بين الجزائر وباريس وذلك عقب الاستقبال الذي خصها به وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي.