أبرز علاقات ومواقف الجزائر من عدّة قضايا خارجية

هذا ما قاله الرئيس حول فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وليبيا

هذا ما قاله الرئيس حول فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وليبيا
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون
  • القراءات: 907
م. خ م. خ

  • بين الجزائر وفرنسا مصالح مشتركة لكن لوبيات تحاول تأجيج النيران

  • الحسم في ليبيا لن يكون عسكريا.. ومستعدون للمساعدة على حقن الدماء

  • الجزائر تربطها بالولايات المتحدة صداقة قديمة واحترام متبادل واتفاقيات استراتيجية

  • علاقات اقتصادية هامة تشمل عديد القطاعات بين الطرفين الجزائري والألماني


أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، بأن "الحسم في ليبيا لن يكون عسكريا"، مجددا التأكيد بان الجزائر التي "تقف على نفس المسافة" من جميع الأطراف في هذا البلد مستعدة للمساعدة على إنهاء الأزمة وحقن الدماء، في حين أكد أن الجزائر وفرنسا دولتان عظمتان تجمعهما مصالح مشتركة تحتم عليهما التعامل مع بعضهما البعض.

وأوضح الرئيس تبون خلال مقابلة صحفية مع عدد من وسائل الإعلام الوطنية بأنه "بالنسبة للمد والجزر الواقع في ليبيا فالمبدأ الأساسي الذي عبرنا عنه بوضوح هو أن الحسم لن يكون عسكريا وكل الدول بما فيها العظمى مع خطة الجزائر" ومقاربتها.

وتابع قائلا "حاولنا بكل مجهوداتنا حل الأزمة سلميا ونحن نقف على نفس المسافة من كل أطراف النزاع"، مذكرا في هذا الصدد بمجهودات الدبلوماسية الجزائرية واتصالاتها مع مختلف الأطراف الليبية، من منطلق أن "الدم الذي يسيل هو دم ليبيي وليس دم من يقوم بالحرب عن طريق الوكالة"، في حين لفت إلى أن "الجزائر تتألم لما آل إليه الوضع في هذا البلد لأنها عاشت مثل هذه المصائب وتعرف كيف تحلها" من منطلق تجربتها.

وقال في هذا الصدد أنه "مهما كان عدد الضحايا فالعودة إلى طاولة المفاوضات لابد منها وعليه فلتكن البداية بالمفاوضات"، مجددا التأكيد على أن الجزائر على "استعداد لمساعدة الليبيين لإنهاء الأزمة وحقن الدماء" .

وفي هذا الإطار، أشار رئيس الجمهورية إلى أنه حتى الدول العظمى تدرك بأن الجزائر هي "البلد القادر على صنع السلام في ليبيا، إذ ليس لديها أطماع لا توسعية ولا اقتصادية، فما يهمنا هو وقف الدم الليبي وحماية حدودنا".

كما أكد بأن كل الأطراف الليبية "لديها ثقة في الجزائر كونها الدولة الوحيدة القادرة على جمع الفرقاء، سواء قبائل أو مسيرين"، لافتا إلى أن هدف الجزائر هو "وقف نزيف الدم الليبي" .

وبعد أن ذكر بعلاقات الجوار والقربى التي تجمع الشعب الليبي مع شعوب الجزائر وتونس ومصر، قال رئيس الجمهورية "نحن أولى من غيرنا بخصوص حل الأزمة"، قبل أن يستطرد في هذا السياق "ليس لدي أي حرج في التعامل مع الشقيقتين مصر وتونس لإيجاد حل للازمة الليبية"، مذكرا بأن ما "تم التوصل إليه في مالي  بالإمكان القيام به في ليبيا".

وبخصوص العلاقات مع فرنسا، أوضح الرئيس تبون أن البلدين تجمعهما مصالح مشتركة تحتم عليهما التعامل مع بعضهما البعض"، غير أن "هذه النية الحسنة تصطدم أحيانا بمحاولة اللوبيات تأجيج النيران بين الطرفين" .و بالتالي ضرب هذه المصالح.

وأكد رئيس الجمهورية في حديثه عن العلاقات الجزائرية الفرنسية على خلفية الشريط الذي كانت قد بثته قناتين عموميتين فرنسيتين، تهجمتا من خلاله على مؤسسات الدولة والحراك الشعبي على عدم وجود أي مشكل مع نظيره الفرنسي، ايمانويل ماكرون الذي يجمعه به "اتفاق شبه تام".

وأوضح أن الرئيس ماكرون أبدى أكثر من مرة مواقف "تشرفه" حول مسألة الذاكرة الوطنية وجرائم الاستعمار الفرنسي، مذكرا في هذا الصدد بتصريحاته لدى زيارته للجزائر وحتى ببلده فرنسا حول الذاكرة الوطنية

والجرائم التي كانت قد اقترفتها فرنسا الاستعمارية في حق الجزائريين والتي اعتبرها "مشرفة له".

ودائما على المستوى الدولي، توقف الرئيس تبون عند الروابط التي تجمع بين الجزائر والولايات المتحدة التي كان قد استقبل قبل أيام سفيرها بالجزائر، مذكرا بأن البلدين تربطهما "صداقة قديمة واحترام متبادل" وكذا اتفاقيات استراتيجية تتعلق بمحاربة الإرهاب، فضلا عن مجالات أخرى.                    

كما أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع الجزائر من منطلق كونها طرفا مؤهلا للوساطة وبلدا يجلب الأمن والاستقرار في المنطقة" وهو ما يشهد عليه تاريخها منذ الاستقلال، بحيث "لم تتعد على أحد ولم ترد أبدا المشاركة مع طرف من الأشقاء ضد طرف آخر والتاريخ منحنا الحق في النهاية".

والأمر ذاته مع ألمانيا التي استقبل سفيرتها مؤخرا والتي تربطها بالجزائر علاقات اقتصادية هامة تشمل العديد من القطاعات، يقول رئيس الجمهورية الذي أكد على أن "المشكل الليبي أبان عن أن أغلبية هذه الدول تقف إلى جانب الطرح الجزائري"، علاوة على اقتناعهما المتنامي بأن "الجزائر تسير على طريق الديمقراطية خطوة بخطوة".