تخليدا للذكرى 60 ووسط علاقات صداقة وتعاون مميزة بين البلدين

"نهج كوبا" بوهران اعتراف بمساندة هافانا للجزائر ضد العدوان المغربي

"نهج كوبا" بوهران اعتراف بمساندة هافانا للجزائر ضد العدوان المغربي
  • 859
رضوان. ق رضوان. ق

أشرف والي وهران سعيد سعيود رفقة سفير دولة كوبا بالجزائر أرماندو فارقارا بوينو وبحضور السلطات المحلية للولاية، أمس، على تدشين نهج كوبا الواقع ببلدية بئر الجير ويمتد على مسافة 4,2 كلم، اعتبره السفير رمزا للأخوة وللعلاقات الإنسانية والتضامنية القوية التي تجمع  الجزائر وكوبا. 

تم تدشين هذا النهج، تزامنا مع الذكرى الستين لوصول قوات كوبية للجزائر عبر وهران للمساهمة في صد العدوان المغربي على الجزائر في حرب الرمال، وهي العملية التي أطلق عليها الرئيس الكوبي فيدال كاسترو، عملية "الكرامة"، حيث أوضح السفير الكوبي، خلال مراسم التدشين التي تمت تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بحضور شخصيات تاريخية أن "هذا اليوم يكرّس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث يعبر تسمية النهج باسم كوبا، عربون صداقة وأخوة وصفحة من أجمل صفحات التاريخ المشترك بين البلدين، مذكرا بأن الرئيس الكوبي استجاب لطلب الجزائر لرد العدوان المغربي على الجزائر بالقول إن "للجزائر كل المساعدة التي تطلبها".

وكشف الدبلوماسي الكوبي، في رده على سؤال "المساء" حول محاور التعاون بين البلدين وتطويرها، بأن البلدين الصديقين تجمعهما علاقات تعاون وطيدة، حيث تم عقد لقاء عالي المستوى شهر فيفري الفارط بهافانا، وتم خلاله الاتفاق على عدة بنود لبعث آفاق جديدة بين البلدين.

كما أشار إلى أن لقاء ثانيا رفيع المستوى بين البلدين سيتم عقده في 2024، لتقييم التعاون ودفعه إلى أعلى المستويات، موضحا بأن البعثة الطبية الكوبية المتواجدة حاليا بالجزائر، تناهز 850 طبيب وممرض، منتشرين عبر 20 مستشفى، في تخصصات مختلفة، أبرزها طب وجراحة العيون وطب الأطفال والأمومة، قبل أن يؤكد استعداد بلاده لتوسيع التعاون إلى مجالات الطاقة، السياحة، الثقافة والرياضة..

ويعود يوم 28 أكتوبر ليحيي في ذكرة البلدين، الذكرى 60 لدعم كوبا للجزائر خلال "حرب الرمال"، حيث أرسلت كوبا سفينتين تحملان جنودا ومعدات عسكرية ومواد غذائية عبر ميناء وهران لدعم الجزائر في مواجهة العدوان المغربي، بعد أيام من تحقيق الجزائر لاستقلالها.

وعلى الرغم من إعصار "فلورا" الذي ضرب جزيرة كوبا بعنف، لم تتخلف حكومة كوبا بقيادة الزعيم الراحل فيدال كاسترو عن الاستجابة بشكل إيجابي لدعوة الجزائر.. ولم يستغرق الأمر سوى بضع ساعات حتى سخرت كوبا سفينتي "أراسيليو إغليسياي" و"أندريس غونزاليس" على الرغم من عنف إعصار فلورا الذي دمر الجزء الشرقي من الجزيرة وأسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخ، حيث رست السفينة الأولى بميناء وهران يوم 21 أكتوبر1963 وعلى متنها 22 دبابة من طراز "تي 34" و50 تقنيا، أما السفينة الثانية فقد رست بميناء وهران يوم 28 أكتوبر، برفقة كتيبة مشاة وحمولة بنادق ومدافع وقذائف هاون، أما بقية القوات فقد وصلت مطار وهران في 29 أكتوبر 1963، لتبلغ القوة الكوبية 686 جندي.