في تعليمة وجهها رئيس الجمهورية إلى أعضاء الحكومة ومسؤولي الأجهزة الأمنية

نهاية عهد الرسائل المجهولة

نهاية عهد الرسائل المجهولة
  • القراءات: 671
و.أ و.أ

❊ مقاضاة إطارات ومسؤولين بناء على رسائل مجهولة غالبا ما كانت عارية من الصحة

❊ الوضعية خلّفت حالة شلل في الإدارات والمؤسسات العمومية بسبب الخوفط

❊ يجب التمييز بين أخطاء التسيير وعدم الكفاءة والتصرفات العمدية والفساد

❊الإدارة القضائية تمتلك كل الوسائل القانونية لإجراء التحريات اللازمة

❊ مكافحة الفساد أمر ضروري لا رجعة فيه

❊أخذ أي مساعدة يقدمها المواطن بعين الاعتبار خلال التحقيقات المحتملة

❊ تعليمات إلى وزير العدل ومسؤولي الأمن بعدم العمل بالرسائل المجهولة كأدلة

أصدرت أمس الجمعة، رئاسة الجمهورية، بيانا بشأن الرسائل المجهولة أكدت فيه أنه ”سبق لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أن أعلن في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في اللقاء الثاني للحكومة مع الولاة لهذه السنة المنعقد بتاريخ 12 ـ 13 أوت الماضي، عن عدم الاعتداد بالرسائل المجهولة في الملاحقات القضائية.

وكشف البيان، إنه مباشرة بعد هذه الكلمة وجّه رئيس الجمهورية، تعليمة إلى أعضاء الحكومة ومسؤولي الأجهزة الأمنية شدد فيها، أن ”تقارير واردة إلى رئاسة الجمهورية أبرزت أن عددا من إطارات الدولة والمسؤولين على مختلف المستويات تمت متابعتهم قضائيا بناء على مجرد رسائل مجهولة، غالبا ما كانت عارية من الصحة تم توجيهها إلى مختلف الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة. وقد أدى ذلك إلى حرمان عدد من هؤلاء الإطارات من حريتهم وخلّف حالة من الشلل في نشاطات الإدارات والمؤسسات العمومية بسبب الخوف والخشية من الوقوع تحت طائلة المتابعة بناء على مجرد رسائل مجهولة، حتى أن العديد من المسؤولين

الآخرين أصبحوا يقتصرون على الحد الأدنى من التزاماتهم ويمتنعون عن أي مبادرة، مما أسفر عن تأجيل معالجة ملفات هامة تكتسي أحيانا الطابع الاستعجالي إلى تواريخ لاحقة، متسببة في إلحاق أضرار بليغة بسير هذه المؤسسات”.

وبناء على ما سبق ـ يضيف بيان رئاسة الجمهورية ـ فإنه من الضروري التمييز بين أخطاء التسيير الناجمة عن سوء في التقدير والتصرفات العمدية التي لا تخدم سوى القائمين بها أو أطراف أخرى تحركها نوايا سيئة. مؤكدا ”إن الإدارة القضائية تمتلك للقيام بذلك كل الوسائل القانونية لإجراء التحريات اللازمة في هذا الشأن”.

أصحاب المال الفاسد يروجون لإشاعات غايتها إفلاتهم من العقاب

وأكد البيان، أنه إذا كانت مكافحة الفساد أمرا ضروريا ولا رجعة فيه، فإن ذلك لا يجب أن يأخذ مهما كان الأمر مجرى حملة للمساس باستقرار وسائل إنجاز وتجسيد مهام الدولة ومختلف هياكلها التنفيذية.

وأبرز بيان رئاسة الجمهورية، إن الشائعات التي غالبا ما يروج لها أصحاب المال الفاسد تغذّي هذا الجو العكِر، وغايتهم المساس بأي ثمن كان باستقرار الدولة وهياكلها والإفلات من مصيرهم المحتوم.

وبهذا الصدد يشدد بيان رئاسة الجمهورية، أنه يجب وبمجرد تلقي هذه التعليمة التمييز بين:

أ - الأعمال الناجمة رغم طابعها المدان عن عدم الكفاءة أو سوء التقدير، والتي لا تنم عن أي نية أو إرادة في الفساد الإيجابي أو السلبي، ولا تجلب أي امتياز لشخص العون غير الكفء، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولا لعائلته أو أصدقائه أو معارفه. ”إن هذه الأفعال ستعاقب بشكل صارم على المستوى الإداري”.

ب - الأفعال التي خلّفت خسائر اقتصادية ومالية للدولة بهدف منح امتيازات غير مستحقة للغير، منتهكة القوانين والتنظيمات ودون أي استشارة مكتوبة للسلطة السلمية. في هذا الإطار فإن الشك مسموح به ووجب توجيه التحقيق نحو البحث عن الأدلة الملموسة التي تفضح الفساد السلبي أو الإيجابي.

حماية المواطن ضد كافة أشكال الانتقام

وبالمقابل يبرز بيان رئاسة الجمهورية، فإن أي مساعدة يقدمها المواطن مباشرة أو عبر وسائل الإعلام مقرونة بالأدلة الضرورية، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار خلال التحقيقات المحتملة. ومن البديهي أن واجب الدولة في هذه الحالة هو حماية المواطن ضد كافة أشكال الانتقام.

في هذا الصدد ـ يضيف البيان ـ أن كل شخص يحوز معلومات حول الفساد مدعو إلى التقرب من السلطات المؤهلة وفقا للإجراءات المعمول بها، أو إن تعذّر ذلك التوجه صراحة إلى وسائل الإعلام التي يكرس الدستور حريتها.

وبناء عليه ـ يستطرد البيان ـ سيتم إسداء تعليمات لوزير العدل ومسؤولي الأجهزة الأمنية المشرفين على الإجراءات الأولية والقضائية كل في حدود اختصاصاته، بعدم أخذ رسائل التبليغ المجهولة بعين الاعتبار من الآن فصاعدا، لأنها لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال دليلا قطعيا لنسب وقائع تكتسي صفة الجريمة أو الجنحة”.

وفي الأخير أكد رئيس الجمهورية، ”إنني أولي الأهمية البالغة للتنفيذ الصارم لهذه التعليمة”.