جامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران
نظام التعليم الهجين تجربة مثمرة بحاجة إلى تثمين
- 508
س. ي
أثبت نظام التعليم الهجين الذي يناوب بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، فعاليته إلى حد ما، خلال العام الدراسي الحالي بجامعة العلوم والتكنولوجيا "محمد بوضياف" بوهران، غير أنه يحتاج إلى تحسين، حسبما أبرزه مدير هذه المؤسسة الجامعية.
فبعد اعتماده من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بداية العام الدراسي كبديل وحيد لضمان الاستمرارية البيداغوجية، نتيجة تداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، أظهر هذا النظام كفاءته إلى حد ما خاصة مع النجاح في تنظيم الدروس والامتحانات والأعمال الموجهة والتطبيقية، وفقا لما أوضحه البروفيسور حمو بوزيان أمين في تصريح لوكالة الأنباء، مشيرا إلى أنه تم تسجيل بعض النقائص التي يجب معالجتها لتحقيق مزيد من الكفاءة والفعالية. ويحرص القائمون على القطاع على تحديث أسلوب التدريس الجامعي وحماية الأساتذة والطلبة على حد سواء من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهو ما دفع بهم لاعتماد هذا النظام الذي أثبت فعاليته في جميع أنحاء العالم حتى قبل الأزمة الصحية.
وبالنسبة للمحور الأول من هذا النظام، وهو التعليم الحضوري فقد تم تطبيقه بجامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران باعتماد تقسيم الطلبة إلى 3 أفواج يدرس كل فوج لمدة يومين في الأسبوع حيث تم وضع جميع الوسائل لإنجاحه منذ بداية السنة، خاصة فيما يتعلق بالنقل الجامعي.
وأكد نفس المسؤول في هذا الصدد، أن المقاييس البيداغوجية الأساسية والمنهجية تتم بشكل حضوري، بينما يتم تدريس مقاييس الاستكشاف بواسطة التعليم عن بعد. وفيما يتعلق بالمحور الثاني وهو التعليم عن بعد، فقد تم إنجاز الكثير بهذه المؤسسة الجامعية من أجل وضع هذا النظام على أسس صحيحة، منها تصميم بوابة إلكترونية يلج إليها كافة الأساتذة والمدرسين لنشر دروسهم سواء كانت مقاطع فيديو أو دروسا قابلة للتحميل وغيرها، كما وضعت تحت تصرفهم استوديو خاص لتسجيل الدروس والبرامج التعليمية بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية للأساتذة في فنيات تسجيل مقاطع الفيديو لمن لا يملكون مهارات في تكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات.
وأضاف في هذا الصدد "في السابق قام عدة أساتذة بنشر بعض دروسهم إما في قنواتهم الخاصة على اليوتوب أو انطلاقا من حساباتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة وقد طلبنا منهم هذه السنة لأن يتم وضعها في منصتنا الخاصة حتى تكون متناول طلبتنا بشكل منظم". مع ذلك، يضيف حمو بوزيان، لوحظت بعض النقائص لأن مشاركة الطلبة عبر هذا النظام سجلت نسبة أقل من التوقعات لعدة أسباب، منها مشكل سرعة تدفق الإنترنيت المنخفضة، ونقص الوسائل وخاصة أجهزة الكمبيوتر كون عديد الطلبة مقيمين بالأحياء الجامعية. "كما لوحظ أن الطلبة يستخدمون بكثرة هواتفهم الذكية للوصول إلى المنصة الرقمية للدروس وهو ما يمنعهم في عديد المرات من الوصول إلى الدروس المتواجدة فيها كون هواتفهم لا تمكنهم من قراءتها بالصيغة المنشورة"، يضيف ذات المسؤول. وأشار في هذا الصدد إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تقوم حاليا بإجراء استقصاء لجميع مؤسسات التعليم العالي في التراب الوطني حول هذا النظام المختلط لتقييم المزايا وحصر العيوب بهدف تصحيحها.
وخلص البروفيسور حمو بوزيان أمين إلى القول، "نحن نتجه نحو حتمية سيفرض فيها نمط التعليم عن بعد نفسه دون شك طالما بقي الوضع الصحي الحالي لفترة أطول، لا سيما في ظل استحالة تطبيق التدابير الوقائية من فيروس كورونا المستجد مع النظام الحضوري الشامل للطلبة، خاصة في الكليات التي تستقبل أعدادا كبيرة من الطلبة.