مشاركة 14 متعاملا في الصناعة الصيدلانية في معرض التجارة البينية الإفريقية:

نسج شراكات استراتيجية لتعزيز السيادة الصحية للقارة

نسج شراكات استراتيجية لتعزيز السيادة الصحية للقارة
  • 147
ك . ت  ك . ت 

❊ عدة اتفاقيات مرتقبة لتصدير الأدوية والأجهزة الطبية الجزائرية إلى بلدان إفريقية

❊ رفع قيمة صادرات الجزائر الصيدلانية خاصة الأنسولين

❊ توجيه فائض إنتاج مختلف الأشكال الصيدلانية للتصدير

❊ تعزيز التكامل الصناعي وتوسيع فرص الشراكة عبر القارة

كشفت مديرة ترقية الإنتاج الصيدلاني بوزارة الصناعة الصيدلانية، ايمان بلعباس، أنّه من المنتظر التوقيع على عدة اتفاقيات لتصدير الأدوية والأجهزة الطبية الجزائرية نحو بلدان إفريقية، خلال معرض التجارة البينية الإفريقية 2025 المزمع تنظيمه بالجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر الجاري.

أوضحت مديرة ترقية الإنتاج الصيدلاني بالوزارة، أنّ مشاركة القطاع في هذه التظاهرة ستتم عبر 14 متعاملا من القطاعين والخاص، سيوقّع كل منهم عقد تصدير واحد على الأقل. وينشط هؤلاء المتعاملين في مختلف مجالات القطاع، لا سيما تصنيع المنتجات الصيدلانية وإنتاج المعدات الطبية، إضافة إلى الخدمات المرتبطة بالأبحاث السريرية.ووفقا للمتحدثة، فإن عددا كبيرا من المتعاملين أبدوا رغبتهم في المشاركة في هذا الحدث، غير أن الوزارة اختارت 14 متعاملا من بين الأحسن أداء والأكثر خبرة في التصدير، خاصة ممن سبق لهم أن صدّروا منتجاتهم نحو دول إفريقية خلال السنة الجارية، وذلك لضمان تمثيل متوازن لمختلف فروع الصناعة الصيدلانية.

وسيشهد المعرض، عدة لقاءات ثنائية ومؤتمرات ومفاوضات تجارية بالنسبة للقطاع الذي سيدخل، حسبها،  بهدف مزدوج، يتمثل في إبرام شراكات استراتيجية من خلال توقيع عدة عقود وكذا تعزيز السيادة الصحية الإفريقية، عبر ترقية صناعة صيدلانية تكاملية بين الجزائر وباقي بلدان القارة.

في هذا السياق، ذكرت بلعباس أن الجزائر تتوفر على أزيد من 200 وحدة لإنتاج الأدوية والمعدات الطبية، ما يجعلها تمثل لوحدها ثلث النسيج الصناعي الصيدلاني الإفريقي، وهو ما يفرض عليها البحث عن منافذ خارجية لاستيعاب فائض الإنتاج. كما أبرزت أن الجزائر تملك بالفعل تجربة في التصدير نحو عدة بلدان إفريقية، غير أن التحدي المطروح حاليا، يتمثل في توسيع هذا الحضور من خلال زيادة حجم الصادرات لكل متعامل، وتنويع تشكيلة المنتجات المصدرة.

وأشارت إلى أن الصادرات ستشمل بالخصوص الأشكال الصيدلانية التي فاقت كمياتها احتياجات السوق الوطنية، على غرار الأشكال الجافة، إضافة إلى أدوية علاج السرطان ومرض السكري.

وتسعى الوزارة إلى توجيه هذا الفائض نحو التصدير وإبراز الخبرة التكنولوجية الجزائرية، خاصة في إنتاج الأدوية المبتكرة، حسب ذات المسؤولة، التي أشارت إلى أنّ عدة مشاريع استثمارية جارية في مجال إنتاج المواد الأولية الصيدلانية، لا سيما عبر مجمّع "صيدال".

واعتبرت معرض التجارة البينية سانحة مهمة لفتح نقاشات مع الشركاء الأفارقة، حول سبل تخفيف الإجراءات والتدابير التنظيمية، بما يسهل الولوج إلى أسواق القارة ويرفع حجم الصادرات الجزائرية.

في هذا السياق، ثمّنت المتحدثة قرار إنشاء فروع للبنوك الجزائرية في عدة بلدان إفريقية، معتبرة أن هذه الخطوة من شأنها تسهيل عمليات التصدير ورفع العراقيل المالية والحفاظ على تدفقات الأموال ضمن المنظومة المصرفية الوطنية، بما يخدم الصناعة الصيدلانية.

ووفقا للسيدة بلعباس، فإن قيمة صادرات الجزائر الصيدلانية بلغت 46 مليون دولار سنة 2024 مقابل 31 مليون دولار عام 2023، مدفوعة أساسا بانطلاق تصدير مادة الأنسولين. وأكدت أن هذا الرقم مرشح للارتفاع، بفضل الاتفاقيات التي ستوقع خلال معرض التجارة البينية الإفريقية، والموجات المقبلة من التصدير، والتي ستشمل بالخصوص الأدوية المضادة للسرطان والمواد الأولية.

من جهة أخرى، سيكون المعرض فرصة لإجراء محادثات بشأن الاستثمار في المجال، سواء بالنسبة للمتعاملين الأجانب الراغبين في الاستثمار بالجزائر، أو للمتعاملين الجزائريين الذين يطمحون للاستثمار في بلدان أخرى، حسب المسؤولة التي أكدت بأن مثل هذه المبادرات ستسهم في تعزيز التكامل الصناعي وتوسيع فرص الشراكة عبر القارة.