مدير المركز الروسي للبحث في مجال الغاز أصف ملحم لـ"المساء":
نتائج قمة الغاز بالجزائر ستكون مسموعة دوليا
- 572
زولا سومر
❊ انعقاد القمة في الجزائر سيعطي دفعا قويا للمنتدى
❊ علاقة الجزائر بالصين وروسيا ستمكنها من طرح ملفات الغاز بمجلس الأمن
❊ الجزائر قادرة على إيجاد توافق واستقرار حول أسعار الغاز بفضل موثوقيتها
❊ قمّة الجزائر فرصة للنقاش واتخاذ مبادرات تاريخية ودعم التعاون
أكد مدير مركز "جي أس أم" الروسي للبحث والدراسات في مجال الغاز، أصف ملحم، بأن انعقاد القمة السابعة لمنتدى الغاز بالجزائر سيعطي دفعا قويا للمنتدى، ومن المنتظر أن تجد توصياتها أذانا صاغية لدى الدول الأخرى للمساهمة في استقرار أسعار الغاز في السوق العالمية، بفضل مكانة الجزائر في العالم التي تحظى باحترام وبعلاقات جيدة مع أكبر المنتجين والمستهلكين، الأمر الذي يجعلها قادرة على إيجاد أرضية توافق.
ذكر أصف ملحم في حوار مع "المساء" بأن قمة الدول المصدّرة للغاز التي ستنعقد نهاية الأسبوع بالجزائر ستكون نتائجها مسموعة في العالم، بالنظر إلى المكانة التي تحظى بها الجزائر كبلد له مصداقية ومحل احترام وموثوق من طرف كل البلدان بفضل مواقفها السياسية وعدم تسببها في أي نزاعات.
وأضاف محدثنا أن الجزائر تحظى بعلاقات جيدة مع دول العالم وعلاقاتها "مميزة" مع روسيا والصين ولها علاقات أيضا مع دول أوروبا، وآسيا، وأمريكا وهذا ما يؤهلها لأن تلعب دورا محوريا خلال هذه القمة التي تحتضنها وتحديدا في ظل الظروف والصراعات وعدة أسباب أخرى تستدعي إيجاد آلية لضبط الأسعار.
وأشار ملحم إلى أن تواجد الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن يعد نقطة قوة بالنسبة لهذه القمة، ما سيمكن الجزائر من تحريك التوصيات التي تخرج بها القمة والتي تحتاج إلى مناقشة مستمرة من المختصين، موضحا أن الجزائر قادرة على جمع كل هذه التوصيات والدفع بها في مجلس الأمن لأن علاقاتها جيدة مع أكبر المنتجين "روسيا" وأكبر المستهلكين "الصين" باعتبارهما عضوين دائمين بمجلس الأمن، وهو ما يسهل طرح القضايا المتعلقة بالغاز على مستوى المجلس من دون معارضة واسعة باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي تبقى قادرة على إعاقة هذا الملف خدمة لمصالحها، مضيفا أنه حتى فرنسا لن تعرقل هذا الملف كونها قريبة جدا من الجزائر ومعنية جدا بسوق الغاز.
وأكد المختص أن الجزائر قادرة على التحوّل إلى خط يربط بين الجزائر والقارة الأوروبية وباقي الدول التي كانت تستغل الغاز الروسي، مشيرا إلى أن جميع التسهيلات موجودة وهذا يحتاج فقط إلى القرار السياسي من طرف الدول المعنية بالموضوع.
ويتوقع الخبير أن تركز قمة منتدى الغاز على وضع أسس واضحة لما يسمى بـ"القانون الدولي الطاقوي"، الأمر الذي يستدعي وضع وثيقة أولية لهذه الأسس ستتم مراجعتها من قبل المختصين والمستشارين والبرلمانات وغيرهم، بحيث يتم الاتفاق عليها في المنتديات اللاحقة بعد مراجعة دقيقة لكل بنودها، لصياغة "القانون الدولي الطاقوي".
وصرّح مدير مركز البحث في الغاز بموسكو أن الهدف من هذه الأسس هو رسم استراتيجية واضحة للانتقال الطاقوي لأن الغاز سيصبح خلال فترة التحوّل الطاقوي المصدر الرئيسي للطاقة، باعتبار أن مشاريع الطاقات المتجدّدة ستسير بالتوازي مع المشاريع الاستثمارية في مجال الغاز، لتفادي أي تنافس أو احتكاك بين الشركات الاستثمارية في مجال الغاز.
وقال الخبير إن الظروف الجيواستراتيجية التي يعيشها العالم اليوم جعلت المنتدى يضحي بأهمية بالغة، مذكرا بأن العمل يحتاج دائما إلى مشاورات مستمرة حول إشكالية الغاز، الأمر الذي يجعل دول المنتدى مطالبة بإيجاد منصة دائمة لمعالجة هذه القضايا، مؤكدا أن الملاحظ لخارطة توزيع الغاز في العالم يستنتج وجود بعض الدول تحاول استغلال المشاكل السياسية لتحصيل مكاسب في السوق، في إشارة منه إلى الولايات المتحدة التي تحاول استغلال الصراعات السياسية والخلافات خاصة في أوروبا لفرض غازها على هذه الدول بالرغم من بعد المسافة التي تنعكس على ارتفاع الأسعار وهو ما لا يخدم المصالح الاقتصادية للبلدان المستهلكة.
وفي رده على سؤال تعلق بإمكانية تحوّل المنتدى إلى منظمة لإعطائه صبغة تكتل قوي على غرار منظمة "اوبك" للنفط، قال محدثنا إن التسمية في حدّ ذاتها لا تهم، بقدر ما يجب التركيز على توحيد القرارات للدفاع عن مصالح المنتجين وتطبيق التوصيات وخلق مجموعات عمل متخصّصة لحل هذه المشاكل عن طريق اتخاذ الصبغة الرسمية التي تؤمن بها جميع الدول المعنية بسوق الغاز.
واعتبر ملحم أن قمة الجزائر ستكون فرصة للنقاش واتخاذ مبادرات تاريخية خلاقة وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء خاصة بين روسيا والجزائر وباقي الدول العربية التي لا يوجد بينها أي تزاحم أو منافسة حول الأسواق لأن أسواقها منفصلة عن بعضها.