الخبير الفلاحي بوخالفة لعلى لـ"المساء":
نتائج عصرنة الفلاحة تظهر بداية موسم 2026

- 157

أكد الخبير الفلاحي بوخالفة لعلى أن اعتماد تقنيات حديثة في الفلاحة وإدخال الرقمنة لتطوير الزراعة وضمان الشفافية، سيسمح بالانتقال من الفلاحة التقليدية إلى الفلاحة العصرية التي تحقق الاكتفاء الذاتي وتضمن الأمن الغذائي، متوقعا بروز أولى ثمار هذا المسعى مع بداية الموسم الفلاحي 2026. اعتبر الخبير، في تصريح لـ"المساء"، أمس، أن الحركية التي يعرفها قطاع الفلاحة منذ إلحاح رئيس الجمهورية على ضرورة ادخال الابتكار والعلم في تسيير القطاع، تؤكد وجود إرادة سياسية قوية للنهوض بهذا القطاع الذي يملك كل المؤهلات ليكون عصب الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أن التغير الذي مسّ وزارة الفلاحة مؤخرا، يوحي بأنه "تغير من أجل تغير حقيقي في القطاع" حيث لم يقتصر على تغيير اسم الوزير فحسب، بل أيضا قائم على التغيير في أساليب التسيير بالانتقال للتشخيص والرقمنة.
وذكر محدثنا بأن الشروع الفعلي في التطبيق الجدي والصارم للبرنامج الذي أعلن عنه وزير الفلاحة باعتماد التكنولوجيات الحديثة على كل مراحل الانتاج والتسيير، ستمكن من تسجيل نتائج إيجابية ابتداء من الموسم الفلاحي المقبل، موضحا أن هذه الأساليب ستمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي مادامت كل الإمكانيات والظروف المناخية متوفرة، ومنه التوجه نحو التصدير وضمان السيادة الغذائية للجزائر. وقال بوخالفة إنّ الجزائر لديها كل القدرات التي تسمح بتحقيق فائض في الإنتاج الفلاحي، غير أن هذا الأمر يستدعي تحسين طرق التسيير ووضع ألية تنظيمية لتفادي المشاكل التي عشناها من قبل، وذلك بتطبيق أساليب عصرية كالانتقال إلى الري الذكي وانتقاء البذور واختيار التربة لرفع المردودية.
واعتبر ايجاد حلول عصرية للنهوض بالقطاع ضروري، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتفادي الخسائر، ملحا على أهمية القيام بدراسات واتخاذ تدابير استعجالية لحماية الفلاح والمستهلك على حدّ سواء، بتنظيم السوق وضمان استقرارها، مع امتصاص فائض الإنتاج في حال تسجيله عن طريق التحويل والتصدير والتخزين، حتى لا يتضرر الفلاح ولا يتعرض منتوج للتلف، فضلا عن إيجاد إجراءات أخرى لحماية المواطن وضمان قوته وحماية قدرته الشرائية عبر التحكم في الأسعار.
ويقترح الخبير تنظيم ندوة وطنية شاملة يشارك فيها خبراء وطنيون وأجانب، إلى جانب الفاعلين في القطاع، لوضع خارطة طريق جديدة تعيد هيكلة المنظومة الفلاحية، مبرزة أهمية منح الشباب فرصا حقيقية لاستغلال الأراضي الزراعية، مع ضمان الدعم والمتابعة والتكوين، وتوجيههم نحو الشُعب الفلاحية الحيوانية والنباتية الاستراتيجية على غرار الحبوب، النباتات الزيتية، والسكرية.