سلال يستقبل رئيس مجلس الدوما لفيدرالية روسيا

ناريشكين يحيّي جهود الجزائر من أجل تعزيز السلم

ناريشكين يحيّي جهود الجزائر من أجل تعزيز السلم
  • القراءات: 560

  استقبل الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أول أمس، رئيس مجلس الدوما لفيدرالية روسيا سرغاي ناريشكين الذي يقوم بزيارة للجزائر، حيث سمح اللقاء باستعراض العلاقات الثنائية في مختلف الميادين، حسبما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول. وأعرب الوزير الأول وضيفه اللذان أشادا بالطابع المتميز لهذه العلاقات، عن ارتياحهما لـ "مدى تقدم مستوى المشاورات بين البلدين حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك"، مضيفا أن التعاون الاقتصادي سيشهد "تحسنا هاما" بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة؛ حيث "التزم الطرفان بتفعيله وفقا للأهداف التي حددتها الشراكة الاستراتيجية بين البلدين". 

من جهة أخرى، حيّى السيد ناريشكين الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تعزيز السلم  والأمن، مشيرا إلى أن "الجزائر بلد ينعم بالاستقرار، ويساهم، بشكل فعال، في استتباب  وتعزيز السلم والأمن في المنطقة (المغرب العربي والساحل) وفي الشرق الأوسط وفي العالم". وقال السيد ناريشكين خلال لقاء حول "العلاقات الجزائرية الروسية ترأّسه مناصفة مع السيد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني، إن البلدين "شريكان" من أجل السلم والاستقرار في كافة أنحاء العالم، ويتأسفان "للوضع الحرج السائد، لاسيما في العراق وسوريا وليبيا إثر التدخلات العسكرية للولايات المتحدة وبلدان حلف شمال الأطلسي". 

وبعد أن وصف العلاقات الجزائرية الروسية بالممتازة، أعرب السيد ناريشكين الذي اختتم زيارته الرسمية للجزائر أول أمس، عن أمله في أن تشهد هذه العلاقات المزيد من التطور في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. من جهة أخرى، أعلن رئيس مجلس الدوما عن مشاركة روسيا في طبعة 2016 من معرض الجزائر الدولي للكتاب والطبعات المقبلة لهذه التظاهرة الثقافية، موضحا أن العلاقات الثنائية عريقة، في حين ذكّر بدعم بلاده للكفاح المسلح الذي خاضه الشعب الجزائري من أجل استرجاع استقلاله. 

وقال في هذا الصدد إن "الجزائريين والروسيين يكنّون نفس الحب للوطن والحرية"، موضحا أن المئات من الجنود الجزائريين الذين ناضلوا إلى جانب الحلفاء، لقوا نحبهم في مراكز الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية. وأردف يقول إن روسيا عزّزت تعاونها مع هذا البلد الفتي بعد الاستقلال، وساهمت في بناء العديد من المنشآت القاعدية مثل السدود وغيرها. كما ساعدت روسيا الجزائريين على استغلال حقولهم الغازية والبترولية.وقد دعا المشاركون خلال  هذا اللقاء، إلى تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات،  والارتقاء به إلى مستوى علاقات الصداقة التاريخية التي تربط البلدين. 

وأعرب المدير العام للبحث العلمي والتنمية التكنولوجية عبد الحفيظ أوراق، عن أمله في أن يعود التعاون التقني والعلمي بين البلدين إلى مستواه في السبعينات والثمانينات، وهي المرحلة التي كانت تسجل فيها الجامعات الجزائرية حضورا قويا لأساتذة ومؤطرين روسيين (سوفييت). وقال في هذا الصدد: "ندعو المعاهد والمراكز والجامعات الروسية إلى المساهمة في تنمية البحث العلمي والتقني في الجزائر"، موضحا أن الدولة الجزائرية كانت تخصص ميزانيات ضخمة لبروز هذا القطاع الهام. 

واقترح السيد أوراق على الروسيين إطلاق مشاريع شراكة مع نظرائهم الجزائريين في بيولوجيا الجزيئات والهندسة الفلاحية، وهما مجالان ضروريان لضمان الأمن الغذائي لبلد ما. وأضاف أن الجزائر مهتمة بخبرة روسيا في التكنولوجيات المستعمَلة في مجال صناعة الحديد والصلب. ومن جهته، دعا ممثل عن جمعية الدبلوماسيين الروسيين وسفير سابق لروسيا بالجزائر أغوش كيم، إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، وإلى التقارب بين الشباب الجزائريين والروسيين. وقال إن قصصا شعبية نُشرت سنة 1918 في روسيا من طرف أدباء روسيين، مشيرا في هذا الصدد إلى الطابع الثري والمتميز للثقافة الجزائرية. 

ووزّع السيد أغوش على المشاركين كتابا يضم رسومات أنجزها أطفال روس، تمثل ألبسة ومواقع ومناظر جزائرية. ورافع المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، من أجل تعاون ثنائي في مجال الأرشيف، معتبرا أن روسيا "ينبغي أن تتوفر على مراجع وثائقية لا سيما حول مختلف مراحل علاقاتها مع الجزائر". وأكد عضو في مجلس الدوما باسيفي ريكتشوف، أن برلمانيّي البلدين بإمكانهم المساهمة في تعزيز العلاقات بين الجزائر وروسيا. كما اعتبر أن من الضروري أن تدافع الجزائر وروسيا وباقي المجتمع الدولي، عن احترام السيادة والاستقلال الوطنيين، وكذا عن احترام الهيئات الأممية وكل الدول للقانون الدولي.   

وكان السيد ناريشكين قد شرع يوم الأربعاء في زيارة رسمية إلى الجزائر بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني. وتشكل هذه الزيارة "لبنة جديدة في صرح العلاقات التي تجمع البلدين اللذين يطمحان إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية، لاسيما على الصعيد البرلماني"، حسبما أفاد به بيان للمجلس. للإشارة، كان في توديع رئيس مجلس الدوما لفيدرالية روسيا رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة.