قصف وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، بالثقيل، المتطفّلين على قطاعه، حيث وصفهم بالانتهازيين الذين استفادوا بغير حق من أموال الوزارة، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، ووعد بأن يصفي الساحة منهم، ويعطي لمن يستحق من الذين يملكون ملكة الإبداع وإرادة العمل، كما أكد مواصلة تقليص النفقات وإعادة النظر في آليات التسيير، متوقفا عند بعض المواعيد الثقافية الهامة التي تستحق الدعم.

أثار السيد الوزير الكثير من القضايا المتعلقة بالشأن الثقافي عند نزوله، أمس، ضيفا على جريدة «الحوار»، خلال محاضرته التي حملت عنوان «المشهد الثقافي، أسئلة الراهن»، ومن ضمن ما تناوله أهمية إصلاح المنظومة الثقافية التي تحتاج – حسبه- إلى مراجعة في الآليات والتشريعات والهياكل و»المناجمنت»، وكذا في مضامينها مع الالتفات إلى تراكم 50 سنة من التجارب للوصول إلى محصلة نهائية متمثلة في إصلاح ينتهي إلى تحرير المبادرة الثقافية.

من جهة أخرى، ثمن الوزير مساعي تشجيع الاستثمار الخاص في قطاع الثقافة، لتخفيف الأعباء على الدولة وخلق ثروة ومناصب شغل، وتحفيز صناعة ثقافية منتجة، إضافة إلى التنسيق بين القطاعات من أجل التكامل والبحث سويا عن أوراق نجاح.

من بين المواضيع التي أثارها ضيف «منتدى الحوار»، مسألة النشر الذي وعد بتخليصه من الطفيليين، إذ أكّد أنّه من ضمن 1200 دار نشر، لا تصلح منها سوى 10 دور نشر، وأغلب ممن هم في المهنة شوّشوا على أصحابها الحقيقيين، وتجاهلوا العلم والمعرفة، ولا يعملون سوى في المناسبات، لجني المكاسب بعيدا عن الاحترافية ليخاطبهم «أطمئنكم أن تظاهرة قسنطينة كانت آخر مناسبة لكم وكفى» واعدا بأن هذه المهنة النبيلة ستعرف إعادة تنظيم.

وبالنسبة لموضوع التراث سيكون هناك حضور للخواص في تسييره وفق دفتر شروط، كما أكّد أن منظمة اليونسكو لا تنوي سحب أيّ تصنيف بلذ ثمنت حرص الجزائر على صون هذا التراث الإنساني، أما عن التكوين فستكون هناك دورات تدريبية في كل المهن والفنون لتحسين الأداء والممارسة.

أعلن السيد ميهوبي أيضا أنه يتم حاليا البحث في مداخيل الأفلام الجزائرية التي عرضت منذ سنة 1962 بالخارج، وسيتم تحصيلها حتى ولو كان مردودها 20 أورو فقط، ووعد الوزير أيضا بإعادة الحيوية لمقام الشهيد كمعلم ثقافي وسياحي هام بالعاصمة وسيكون ذلك من خلال برنامج خاص.

أثناء المناقشة رد الوزير على ضرورة التنظيمات الثقافية لتسهيل الحوار بينه وبين المثقفين والفنانين، كما وعد بإعادة بعث ملتقى «آل خليفة» ببسكرة، كما استغل حضوره للدفاع عن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ورئيسه الذي يتعرض لحملة شرسة.