جلسات عمل رئيس الجمهورية مع مختلف القطاعات

منهجية جديدة لمتابعة تنفيذ البرامج وتكريس المحاسبة

منهجية جديدة لمتابعة تنفيذ البرامج وتكريس المحاسبة
  • القراءات: 602
م. خ م. خ

❊ الرئيس تبون يركزّ على الملفات المفتوحة والقضايا المستعجلة

تندرج جلسات العمل التي دأب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون على عقدها منذ انتخابه رئيسا للبلاد، في سياق إرساء تقليد جديد لضمان متابعة المشاريع والبرامج الحيوية التي تقتضيها الظروف الراهنة، فضلا عن تعزيز التنسيق بين القطاعات لتشخيص الاختلالات والنقائص التي تحول دون انطلاقها أو تعطل وتيرتها، لذلك فإن هذه الجلسات تعد حسب مراقبين، بمثابة "بارومتر" وآلية رقابية، لقياس مدى التقدم المحرز في مختلف النشاطات من قبل أعلى سلطة في البلاد، حيث يضفي تدخلها الطابع الالزامي على المسؤولين المباشرين المدعوين للتقيد بالتعليمات المسداة إليهم.

وتعددت مضامين هذه الجلسات حسب الظروف وطبيعة الاستحقاقات التي تنتظر البلاد في شتى الميادين، حيث خصص رئيس الجمهورية جلسة أول أمس، حضرها الوزير الأول، ووزراء ومسؤولي القطاع، لاستعراض التحضيرات الخاصة بمشاركة الجزائر في الألعاب الأولمبية الدولية المزمع تنظيمها في اليابان شهر جويلية القادم، إلى جانب الاستعدادات الجارية لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2022 بمدينة وهران، فضلا عن بحث عدة مسائل ذات الصلة بالوضعية العامة للرياضة النخبوية والأولمبية.

ردّ الاعتبار لقطاع الرياضة والرياضيين

وبلا شك، فإن الاهتمام بهذا القطاع الذي كثيرا ما رفع راية البلاد عاليا في مختلف المنافسات الرياضية، جاء لتفادي المشاكل التي اعترته في السنوات الأخيرة خلال المشاركات العالمية، كما أن تدخل رئيس الجمهورية لتقييم حصيلة الأعمال يشكل دافعا للرياضيين الذين سيضطرون لبذل ما في وسعهم لتشريف الراية الوطنية، من منطلق أن الرياضة تظل سفيرة البلاد رغم كل الظروف.

وتأتي هذه الجلسة بعد خمسة أيام فقط من تخصيص الرئيس تبون لجلسة عمل لتحضير تدشين جامع الجزائر الذي ينتظر افتتاحه في الفاتح من نوفمبر القادم، وهو تاريخ يحمل في طياته رمزية كبيرة للشعب الجزائري الذي له حق الافتخار بهذه التحفة المعمارية. والتي سبق  لرئيس الجمهورية أن تفقدها يوم 20 أوت الماضي وأعطى تعليمات لوزير الشؤون الدينية، بضرورة إنشاء "هيئة علمية على أعلى مستوى" تتكفل بالجانب العلمي في هذا الصرح.

وسبق للرئيس تبون أن ترأس شهر جويلية الماضي جلسة عمل حول إعداد الخطة الوطنية للإنعاش الاقتصادي والاجتماعي، حيث تمت مناقشة المقاربة الاقتصادية والاجتماعية الجديدة من جميع جوانبها، قصد القيام بإصلاحات عميقة كفيلة بإرساء الأسس الحقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، فضلا عن إيجاد بدائل للمحروقات وترقية المبادرة والابتكار، موازاة مع حماية الطابع الاجتماعي للدولة وعدم المس بالفئات الهشة.

اهتمامات وأولويات في جدول أعمال الرئيس

كما استحوذ الوضع الصحي للبلاد على اهتمامات وأولويات رئيس الجمهورية منذ بداية الجائحة العالمية، حيث ما فتئ يعقد جلسات دورية لدراسة تطور الوضعية الصحية في البلاد، على ضوء الإجراءات الوقائية التي تصدرها الحكومة، إلى جانب التطرق إلى الممارسات البيروقراطية في التعامل مع فيروس كورونا.

وفي أغلب الحالات، يستعين رئيس الجمهورية باللجنة العلمية لإصدار قرارات الحجر الصحي، وهو ما أكده خلال لقائه الأخير ببعض ممثلي وسائل الإعلام، عندما أشار إلى أن قرار استئناف الدراسة مرهون بما ستقرره الهيئة العلمية، من منطلق أن الحفاظ على حياة المواطن تحظى بالأولوية في سياسة الدولة.

وعليه، يرى مراقبون، أن استراتيجية تعامل رئيس الجمهورية مع المواضيع الشائكة، والتي غالبا ما تعرض على مجلس الوزراء، ترتكز على فصل القطاعات على حدى، من خلال تخصيص جلسات يحضرها أهل القطاع والوزراء المعنيين بها مباشرة، ومن ثم دراستها بالتفصيل والأخذ برأي المسؤولين المباشرين بخصوص القضايا التي تؤرقهم  في تنفيذ مشاريعهم.

تخصيص مثل هذه الجلسات المباشرة والمضبوطة، يعد وفق ملاحظين، تكريسا لرؤية جديدة في تسيير الشأن العام، فضلا عن أنها تضفي المتابعة التي يفترض أن تتبعها محاسبة لتقييم مدى الالتزام بتنفيذ والتقيد بالبرامج التي تشكل أولوية في العمل الحكومي، خاصة أن الرئيس أكد مرارا وتكرارا أمام المسؤولين، أنه لا مكان للمتقاعسين في تنفيذ مشروع التغيير وبناء الجزائر الجديدة.