دعا نقيب المحامين الجزائريين السيد عبد المجيد سليني جهاز العدالة لتفعيل كل الميكانيزمات والإجراءات القانونية اللازمة للوصول إلى الحقيقة في قضية سيدة الأعمال ورئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية سعيدة نغزة مع الشريك الإسباني الذي تحايل على الضحية في مشروع شراكة في قطاع الأشغال العمومية لم يدفع فيه مستحقاته المتعاقد عليها. المحامي الذي يتابع القضية وصف الحكم القضائي الصادر الخميس الماضي بـ»الظالم»، معبرا عن قناعته التامة بوجود خطأ أو ما أسماه بالإضرار غير المتعمد من قبل العدالة التي تكون - حسبه - قد نطقت بحكم لا يتماشى ومعطيات القضية.  المحامي الذي عقد أمس ندوة صحفية للحديث عن مضمون الحكم القضائي، رفض التشكيك في نزاهة وحكمة القاضي المكلف بالقضية والمعروف بنزاهته، إلا أنه أشار إلى وجود أمور تدخلت في مسار العدالة على اعتبار أن الضحية مستهدفة بوسيلة أو بأخرى وكثيرون لهم مصلحة في زحزحتها سواء داخليا أو خارجيا..

المحامي عبّر عن تفاجئه بالقرار خاصة وأنه سبق لقاضيين أن حكما بعدم الانتفاء وبالتالي رفض القضية لنقص الأدلة  وبالتالي الحكم الجديد فاجأ الجميع باعتباره جاء عكس التوقعات، مما دفع المتحدث إلى ترجيح فرضية الخطأ وبالتالي يمكن استدراكه.

أكثر من ذلك، وبعيدا عن مضمون الحكم، استغرب السيد سليني كيف أن قضية تجارية «تافهة» وبمعطيات واضحة تأخذ أبعادا مثل هذه، مشيرا إلى أن القضية تتعلق بشراكة جزائرية ـ إسبانية استغل فيها الشريك الأجنبي علاقات سيدة الأعمال وشبكة تواصلها بالوطن لعرض مشروع على أن يتكفل بكل الإمكانيات التقنية والمالية مع تسيير المؤسسة، غير أن الشريك تأخر في تحويل أمواله ما اضطر الضحية إلى بيع ممتلكاتها لإنقاذ المشروع دون أن تشرك في تسييره علما أن القائمين على المشروع والمعينين من قبل الطرف الإسباني واصلوا تسيير المؤسسة رغم إفلاسها واستعملوا الأختام والوثائق دون تردد.

الشريك ـ يضيف المحامي ـ ما هو إلا محتال استغل كل الامتيازات التي توفرها الدولة للمستثمرين وظهر أمام العدالة كضحية رغم مناوراته المتعددة للهروب منها طيلة فترة القضية الممتدة على مدار 5 سنوات.. السيد سليني أكد مباشرته في تسجيل الاستئناف اليوم مع مطالبته بخبرة موازية تكون مكملة للخبرة التي أجرتها العدالة والتي قال إنها ناقصة ولم تستوف كل الجوانب .. وقال المحامي إنه سيكمل مساره أمام العدالة للمطالبة بتسليط الضوء والقيام بكل الإجراءات اللازمة من خبرات وتحقيقات للوصول إلى الحقيقة.