مشدّدا على حمايته بكل الوسائل المتاحة.. بوغالي:
منح العقار الفلاحي لغير مستغليه يرهن السيادة الغذائية
- 342
كريمة . ت
❊ اهتمام الرئيس تبون بالعقار الفلاحي تجلى في وضعه خطة استعجالية لتحديث الزراعة
أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أول أمس، أهمية حماية العقار الفلاحي بكل الطرق الممكنة، مؤكدا بأن وقوع هذا العقار تحت تصرف غير القادرين على استغلاله بكفاءة، يرهن السيادة الغذائية.
اعتبر بوغالي خلال إشرافه على افتتاح اليوم البرلماني، حول "العقار الفلاحي: مقاربة واقعية لمبدأ الأرض لمن يخدمها"، "وقوع العقار الفلاحي تحت تصرف غير القادرين على استغلاله بكفاءة، سواء بعقد ملكية أو كراء، يشكل إهدارا لطاقات إنتاجية وخسائر مادية غير قابلة للتعويض"، مضيفا بأن ذلك "يبقي الحاجة إلى توفير الغذاء رهينة للاستيراد.. والأخطر من ذلك أنه يرهن السيادة الغذائية ويجعل الأمن المرتبط بها هشّا ومقلقا". في هذا الإطار، دعا رئيس المجلس إلى المحافظة على العقار الفلاحي وحمايته والتفكير بكل الطرق الممكنة لحماية وجهته من كافة أشكال العبث أو الإهدار، مؤكدا أن هذا العقار يشكل مورد إنتاج، ومستودعا استراتيجيا للغذاء. ونوّه بوغالي بالجهود التي تبذلها الجزائر لـ"تحقـيق نموذج تنموي يتيح للقطاع الفلاحي تغيير وجه السياسة الاقتصادية ويقود قاطرتها ويعزز أحد أهم جوانب السيادة والأمن الوطنيين، مثمّنا الحكامة الرشيدة التي تسعى الجزائر من خلالها إلى التسيير الكفء والاستغلال الأمثل للعقار الفلاحي وحرصها على توجيه الاستثمارات فيه بصفة متزايدة نحو الشعب الاستراتيجية وعدم الإبطاء في التكفل بانشغالات المستثمرين، سواء كانت إدارية أو مالية وتبني الحلول النموذجية التي يتم اقتراحها من قبل أهل الاختصاص العلمي والإداري والممارسين أنفسهم.
ولفت إلى تطرّق الدستور إلى حماية الأراضي الفلاحية، وكذا النصوص القانونية التي تؤطر العقار الفلاحي، على غرار القانون المتعلق بحيازة الملكية العقارية الفلاحية، قانون ضبط كيفية استغلال الأراضي الفلاحية التابعة للأملاك الوطنية وتحديد حقوق المنتجين وواجباتهم، قانون التوجيه العقاري والقانون المحدد لشروط وكيفية استغلال الأراضي الفلاحية التابعة للأملاك الخاصة للدولة. وأكد بوغالي أن بعض هذه نصوص يعود إلى سنوات عديدة "وربما قد بات من الضروري الآن إعادة النظر في بعضها لتحيينها وجعلها متماشية مع الواقع الذي نعيشه اليوم"، مبرزا اهتمام رئيس الجمهورية، بالعقار الفلاحي عبر وضع خطة استعجالية لتحديث الزراعة وهو ما ترجمه، حسبه، الأمر القاضي بتسوية وضعية الفلاحين الذين يستغلون منذ أجيال الأراضي التابعة للأملاك الخاصة للدولة من دون سندات، وكذا قراره بتسوية نهائية لملفات استصلاح الأراضي الفلاحية، مع نهاية جانفي الماضي ، ومنح عقود الملكية لأصحابها، وغيرها من القرارات التي تصب كلها في خانة تطوير القطاع. في سياق متصل، أبرز بوغالي أن الجزائر بصدد بناء "رؤية استشرافية" لقطاع الفلاحة، تتمحور حوله عديد التحديات، لافتا إلى أنه في حال الوصول إلى وضع يكون فيه العقار الفلاحي في أمثل حالات الجاهزية "فبإمكاننا أن نتحدث عن أمن غذائي مستدام وعن تحسن اقتصادي ينقل الجزائر من الدائرة الضيقة للاستيراد إلى الأفق الواسع للتصدير"، مبرزا في الأخير أهمية إمداد القطاع بالكفاءات التقنية لتشجيع روح الابتكار والمبادرة إلى جانب محاولات ممنهجة لتطوير الاستثمار الفلاحي وتشجيع حاملي المشاريع وتمكينهم من استغلال العقار الفلاحي في أطر قانونية متنوعة لإنجاز مشاريعهم.