ثمّنا قرب دخول المشروعين الخدمة.. الخبيران كواشي وحاج هني:

منجم غاراـ جبيلات وخط السكة بشارـ تندوف رافعة أساسية للتنمية

منجم غاراـ جبيلات وخط السكة بشارـ تندوف رافعة أساسية للتنمية
  • 230
زين الدين زديغة زين الدين زديغة

❊ كواشي: المشروع حلقة هامة في مسار تنويع مداخيل الدولة

❊ حاج هني: الرئيس تبون يركّز على المشاريع التنموية للرفع من الصادرات

❊ والي النعامة: مصنع معالجة خام الحديد في الولاية خطوة استراتيجية

أكد الخبير الاقتصادي، مراد كواشي، والخبير الاقتصادي في مجال النّقل واللوجستيك، رشيد حاج هني، أمس، أن مشروع استغلال منجم غارا-جبيلات وخط السكة الحديدية بشار-تندوف المزمع دخولهما حيّز الخدمة العام القادم، يعتبران رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث سيسمحان باستغلال أمثل للموارد الوطنية.

قال كواشي، في اتصال مع "المساء" إن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي أمر أول أمس، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، بالشروع في استغلال خام الحديد المستخرج من منجم غارا ـ جبيلات في الثلاثي الأول من 2026، مما يولى أهمية استراتيجية لهذا المشروع، مبرزا الأهمية الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة للمشروع عبر مختلف المستويات على غرار ارتباط هذا الأخير بمشروع خط السكة الحديدية بشار ـ تندوف ـ غارا جبيلات. 

وأضاف أن المرحلة الأولى من استغلال منجم غارا جبيلات، الذي يعتبر من بين أكبر المشاريع التي تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة في الجزائر، توشك على الانتهاء وتشمل انجاز البنية التحتية ووحدة للمعاجلة، مشيرا إلى أن استغلال المنجم سيمكن من تحقيق إيرادات هامة للخزينة العمومية وتوفير مناصب الشغل والتقليل من الاعتماد على الاستيراد، كما من شأن هذا المشروع الاستراتيجي أن يفك الخناق عن منطقة بأكملها، ويخلق حركية تنموية ويساهم في تحويلها إلى قطب استراتيجي للصناعات المنجمية.

كما ذكر محدثنا، بأن رئيس الجمهورية، أوصى بضرورة تحويل الحديد الخام لهذا المنجم في الجزائر، مما سيساهم في خلق نسيج للصناعات التحويلية في المنطقة ويحوّل الجزائر من دولة مستوردة إلى دولة مصدّرة للحديد، واعتبر المشروع حلقة هامة في مسار تنويع مداخيل الدولة بعد الشروع في التصدير، مشيرا إلى أنه سيسمح بتطوير صناعات أخرى عبر توفير المادة الأولية الرئيسية للكثير من الصناعات مما يفتح المجال لتنويع الاقتصاد الوطني. ويرى المتحدث، أن الخط السككي من جهته سيكون له انعكاسات إيجابية على التنمية الاقتصادية في البلاد، وسيسمح باستغلال أمثل لموارد منجم ـ غارا جبيلات من الحديد الخام، وربطها بشبكة النّقل الوطنية باتجاه مصانع التحويل أو الموانئ للتصدير، معتبرا هذا الخط رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجنوب الغربي.

بدوره ثمّن الخبير الاقتصادي في النّقل واللوجستيك، رشيد حاج هني، في اتصال مع "المساء" مشروع خط السكة الحديدية بشار ـ تندوف ومشروع استغلال منجم غارا جبيلات باعتبارهما مكسبين هامين للجزائر، واصفا إيّاهما من جهته بالرّافعة الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع ما يوفرانه من إمكانيات للاستغلال الأمثل لموارد البلاد. وثمّن محدثنا، توجيه رئيس الجمهورية، بتحضير تدشين خط القطار الجديد في عمق الصحراء الرابط بين تندوف وبشار، بكامل مقاطعه خلال شهر جانفي 2026، للشروع في استغلاله رسميا إيذانا بدخول الجزائر عهد جديد من الأطوار الاقتصادية الكبرى، مبرزا الدور الكبير لهذا المشروع "التاريخي" في فك العزلة عن بعض المناطق الصحراوية والمساهمة في تحقيق مسعى التوازن التنموي بالجزائر.

وشدد الاستشاري، على الأهمية الاقتصادية لمنجم غارا جبيلات الجاري التحضير لبداية استغلاله كونه سيوفر عائدات مالية بالعملة الصعبة للبلاد بعد التصدير، مشيدا بالرؤية السديدة لرئيس الجمهورية، الذي يركز على المشاريع التنموية الضخمة في إطار السعي للرفع من الصادرات خارج المحروقات، بالتزامن مع توسيع شبكة السكة الحديدية ضمن جهود النّهوض بالتنمية المحلية. من جانبه أبرز والي النعامة، لوناس بوزقزة، أمس، أن قرار رئيس الجمهورية، بإنجاز مصنع لمعالجة خام الحديد بولاية النعامة خطوة هامة واستراتيجية لتجسيد مشروع اقتصادي هيكلي ضخم بالمنطقة، تجسيدا لتوجه الدولة الرامي إلى تثمين الثروات المنجمية لغارا جبيلات.

وأوضح في تصريح للصحافة على هامش زيارته التفقدية إلى دائرة المشرية، أن إنجاز هذا المصنع يمثل اللبنة الأولى لخلق نسيج صناعي بالولاية، فضلا عن القيمة المضافة والمزايا التي ستحققها المنطقة من تجسيد هذا المشروع الضخم بتوفير عدد هام من مناصب الشغل، وتشجيع المتعاملين الاقتصاديين للمساهمة في دعم الاستثمار بالمنطقة التي تتوفر على مقومات كبيرة لتصبح قطبا اقتصاديا.

وأشار الوالي، إلى توفر الموارد المائية كأحد أهم الموارد التي يتطلبها تشغيل مصانع معالجة خام الحديد، فضلا عن وفرة العقار الصناعي، حيث تم ـ حسبه ـ تخصيص 500 هكتار لاحتضان المركّب إلى جانب عبور خط نقل الغاز الطبيعي وتواجد محطة كبرى لإنتاج الكهرباء بطاقة 1163 ميغاواط وشبكة طرقات عصرية وخط السكة الحديدية وهران ـ بشار الذي يعبر الولاية، ومقومات عديدة تجعل من المنطقة موقعا ملائما لإنجاز مثل هذه المشاريع الصناعية الكبرى.