شدّد على الرقمنة في افتتاح "سيلا 2025".. الوزير الأول:

مقوّمات الجزائر تؤهّلها لتصدير ثقافتها.. ومستعدون لتقديم التسهيلات

مقوّمات الجزائر تؤهّلها لتصدير ثقافتها.. ومستعدون لتقديم التسهيلات
الوزير الأوّل السيد سيفي غريب
  • 162
نوال جاوت نوال جاوت

❊ إيصال الثقافة بالطريقة التي يتحكم فيها الشباب

❊ تلقين التاريخ للأطفال والناشئة بطرق رقمية تتماشى مع السياق الراهن

شدّد الوزير الأوّل السيد سيفي غريب، أمس، على ضرورة رقمنة قطاع الثقافة والفنون، بما فيه التراث الشعبي والمحكي وإيصال الثقافة بالطريقة التي يتحكم فيها الشباب وتسمح بالحضور الدائم للثقافة الجزائرية، لا سيما وأن الجزائر تملك كل المقوّمات لتصدير ثقافتها إلى الخارج، معربا عن استعداد الحكومة لتقديم كلّ التسهيلات ورفع كلّ العراقيل للوصول إلى الهدف المنشود وجعل الجزائر "منارة للفكر والإبداع".

ركز الوزير الأوّل خلال إشرافه، أمس، بتكليف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على افتتاح صالون الجزائر الدولي للكتاب الثامن والعشرين "سيلا 2025"، على إلزامية اعتماد الرقمنة كضرورة وطنية، حيث دعا إلى تعميمها في كلّ الفضاءات الثقافية العمومية كالمتاحف ومختلف المواقع الأثرية، ناهيك عن إيجاد سبل لتقريب التاريخ من الأطفال والناشئة باستخدام كلّ الوسائط الرقمية. وقال "كلّ القصص والمؤلفات الموجّهة للأطفال لابدّ من رقمنتها وتقديمها بشتى الأساليب بما فيها الشريط المرسوم والوثائقي..".

الإنجليزية ومعايير النشر ورقمنة المتاحف

انطلقت جولة الوزير الأوّل في أجنحة صالون الجزائر الدولي للكتاب، من جناح "رضا حوحو" (الأهقار)، المخصّص للأطفال، حيث قدّمت له شروحات عن ماهية الجناح وأهدافه التربوية والترفيهية، كما قُدّمت على شرفه أنشودة وطنية ومقطع من نشاط الحكواتي، قبل أن يحلّ على جناح المؤسسة العسكرية بالجناح المركزي "عبد الحميد بن هدوقة"، حيث قدّم له ممثلو مختلف الهيئات العسكرية المشاركة شروحات حول إصداراتهم، على غرار المعهد العسكري للوثائق ومؤسسة الطباعة الشعبية للجيش والمتحف المركزي للجيش وكذا المركز الوطني للمنشورات العسكرية والمدرسة العليا العسكرية لعلوم الإعلام والاتصال.

من جهته، استفسر السيد سيفي غريّب عن المجلات المحكمة التي تصدر عن الهيئات العسكرية ومدى الاعتماد على اللغة الانجليزية فيها فضلا عن معايير نشر الأبحاث الأكاديمية، حيث قدّمت له المجلتان المحكمتان "ستراتيجيا" و«مصداقية" اللتان تعنيان بنشر الدراسات البحثية التي تشمل التاريخ العسكري للجيش، الدراسات الأمنية وغيرها.

أما بجناح المديرية العامة للأمن الوطني، فاطّلع الوزير الأوّل على معروضاتها، التي تشتمل إضافة إلى مجلة "الشرطة"، ومؤلفات موظفي الشرطة في الأدب والأبحاث والدراسات الأمنية والثقافية والاقتصادية، قبل أن يتوجّه إلى جناح وزارة الثقافة والفنون، حيث دعا إلى تعميم الرقمنة في المتاحف والمواقع الأثرية عبر الوطن للتعريف بالموروث الثقافي الجزائري بعد أن تابع زيارة افتراضية لقصر الباي بقسنطينة.

وكان جناح الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ضيف شرف الدورة، الوجهة التالية للوزير الأوّل، حيث  استمع إلى عرض قدّمه رئيس اتحاد الناشرين الموريتانيين سلامي أحمد المكي، الذي أكد أن المشاركة الموريتانية تمثل "جسراً لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون الثقافي البيني"، مشيرا إلى حضور قامات شعرية وأدبية موريتانية بغية توطيد العلاقات المتجذرة بين البلدين والاستجابة لتطلّعاتهما. وبجناح المحافظة السامية للأمازيغية، استمع الوزير الأول لعرض قدّمه الأمين العام سي الهاشمي عصاد، تناول فيه الإصدارات الجديدة للمحافظة وعددها 13، معتبرا الصالون فرصة لتسليط الضوء على الأعمال المتوّجة بجائزة رئيس الجمهورية للأدب والثقافة الأمازيغية.

ضرورة احترام آجال إنجاز مستشفى الفنانين

ولدى زيارته لجناح الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة "أوندا"، شدّد الوزير الأوّل على ضرورة احترام آجال إنجاز مستشفى الفنانين بعين البنيان المحدّدة بـ18 شهراً، وكذا آجال ترميم "دار الفنانين" بقصر المنزه بالقصبة المقدّرة بـ 18 شهرا أيضا، وطلب تفاصيل أكثر عن العمليتين.

وفي جناح البرلمان، تلقى الوزير الأوّل عرضاً حول مكتبة المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، حيث أشار القائمان على الجناح إلى أنّ المكتبة البرلمانية للغرفتين بها رصيد ثري في المجال الأكاديمي التشريعي، يستقطب الأسرة الجامعية للاستفادة منها مع تسجيل عدد معتبر من الطلبة، فيما استعرض مسعود ألغم المدير العام للمؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار "أناب" جديد الإصدارات باللغات الأربع، العربية، والأمازيغية، والانجليزية والفرنسية، وقدّم ممثل المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية "إناغ" أحدث الإصدارات، مؤكدا أن المؤسسة تشتغل على البُعد الإفريقي وتسعى للنشر المشترك مع دول إفريقية.

وبعد أن توقّف بجناح دولة قطر، وتحدث مع القائمين على جناح "الدار المصرية اللبنانية"، زار السيد سيفي غريب جناحي "جامع الجزائر" وديوان المطبوعات الجامعية، حيث أبدى اهتمامه بتجربة الكتاب الإلكتروني، إذ يتوفر الديوان على منصة بـ1100 وثيقة إلكترونية بها بوابات عديدة واحدة لشراء الكتاب الإلكتروني، وأخرى لأطروحات الدكتوراه وثالثة للولوج إلى براءة الاختراع، في انتظار الوصول إلى 200 ألف كتاب رقمي مع نهاية السنة الجارية 2025.

تسهيل تصدير الكتاب الجزائري

وشكل مرور الوزير الأول بجناح "دار الحكمة" فرصة للتأكيد على أن الحكومة ستعمل على تسهيل تصدير الكتاب الجزائري ورفع العراقيل التي تواجه الناشرين، قبل أن يدعو إلى رقمنة الكتب والمجلدات القديمة خلال زيارته لجناح جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والمركز الثقافي الإسلامي والمجلس الأعلى للغة العربية، ويحث بجناح وزارة المجاهدين وذوي الحقوق على إيصال التاريخ للأطفال والناشئة بطرق رقمية تتماشى مع السياق الراهن.

كما كان للوزير الأوّل، الذي كان مرفقا بعدد من الوزراء والسفراء، وقفة بجناح الجمهورية العربية الصحراوية، حيث تعرّف على المؤلفات المعروضة والتي تُعنى بالقضية الصحراوية، قبل أن يتوجه إلى أجنحة الولايات المتحدة الأمريكية والمركز الثقافي الإيطالي، ليختتم جولته بزيارة جناح دولة فلسطين، حيث أكد السفير الفلسطيني فايز أبو عيطة أن المشاركة الفلسطينية "تهدف إلى تعزيز الثقافة الفلسطينية ومواجهة آلة الدمار الصهيونية"، موجهاً شكره للجزائر على دعمها الثابت للقضية الفلسطينية.