رفع 2,2 مليون طن من النفايات والطمي من قاع الوادي

مشروع وادي الحراش يسلّم صيف 2019

مشروع وادي الحراش يسلّم صيف 2019
مشروع وادي الحراش يسلّم صيف 2019
  • القراءات: 3471
نوال / ح نوال / ح

توقع القائمون على أشغال تهيئة وادي الحراش تسليم المشروع بصفة نهائية صيف 2019، وذلك بعد الانتهاء من أشغال تنظيف وتوسيع مجرى الوادي على مساقة 16 كيلومترا من أصل 18 كيلومترا، في انتظار تراخيص من «نفطال» و»سونطراك» لتأمين أنابيب نقل مشتقات البترول والغاز لإتمام عملية تنظيف عمق الوادي عند مصبه في البحر، وتهيئة المجرى على مسافة 1,5 كيلومتر وسط مدينة الحراش.

مع العلم أن عمليات رفع النفايات الصلبة مكنت من جمع ما يزيد عن 2,2 مليون طن من الطمي المتسبب في الروائح الكريهة وأن أشغال التهيئة بلغت 90 بالمائة.

كما حرص وزير الموارد المائية حسين نسيب، لدى اطلاعه على تقدم مشروع تهيئة وادي الحراش رفقة والي الجزائر العاصمة عبد القادر زوخ، على احترام آجال تسليم المشروع والسهر على استغلال 500 هكتار لإنجاز فضاءات ترفيهية وملاعب ومسالك للدراجات الهوائية وذلك للرد على طلبات العاصميين.

وبعد أن عدّد نسيب، الأهداف الهيدروليكية والاجتماعية لتهيئة الوادي الذي لم يتم تنظيفه منذ سنة 1950، شدد على ضرورة حمايته من التلوث مستقبلا وذلك من خلال ربط كل الأحياء القريبة منه بشبكات الصرف الصحي لتوجيه المياه لمحطة التطهير ببراقي، على أن تقتني 704 وحدة صناعية محطات مصغرة للتطهير الأولي لمياه الصرف الصناعية قبل توجيه المياه إلى شبكات الصرف الصحي.

وحسب الشروحات المقدمة من طرف مدير مصالح الموارد المائية لولاية الجزائر، فقد تم إحصاء 24 مؤسسة صناعية ملوثة بالمناطق الصناعية لكل من الروبية والرغاية والحراش، كانت توجه مياه الصرف الصناعية في مجرى الوادي منذ عدة سنوات، وقد تم غلق قنوات 13 وحدة صناعية، في حين تعاقدت 11 وحدة مع «سيال» لضمان نقل مياه الصرف إلى محطة التطهير.

الوحدات الصناعية مطالبة بتطهير مياه الصرف قبل نهاية السنة

من جهته أكد الوزير، أن لجوء 11 مؤسسة صناعية ملوثة إلى التعاقد مع شركة إنتاج وتطهير المياه بالعاصمة «سيال»، لنقل مياه الصرف الصناعية عبر صهاريج إلى محطة تطهير المياه ببراقي «أمر ظرفي»، داعيا المصالح المختصة إلى الضغط على كل الوحدات الصناعية للاستثمار في مجال تطهير ومعالجة مياه الصرف، مشيرا إلى أن نهاية السنة الجارية، ستكون آخر أجل لكل المؤسسات الصناعية للامتثال إلى القوانين قبل غلق قنوات مياه الصرف التابعة لها، وما عليها في هذه الحالة إلا التكفّل بمياه الصرف الصناعية، وعدم التفكير مجددا في التخلص منها في مجرى الوادي، وفي حال تم ذلك سيتم معاقبتها قضائيا مع تغريمها ماليا.

أما فيما يخص الأشغال الجاري إنجازها لحماية وادي الحراش من التلوث والفيضانات أشارت الشروحات المقدمة من طرف المصالح المختصة إلى تدعيمه بأربع محطات لمراقبة نوعية المياه، و3 أنظمة للإنذار ضد الفياضانات تكون مربوطة بنظام معلوماتي تابع لمحطة التطهير ببراقي، على أن يشرع في تجربة هذه المعدات نهاية السنة الجارية.

وعن المعوقات التي يتم حاليا التباحث بشأنها مع عدة مؤسسات تم التطرق إلى وجود أنبوبين لنقل مشتقات البترول وسط مدينة الحراش، وهو ما عرقل عملية تنظيف وتوسيع مجرى الوادي على مسافة 1,5 كيلومتر، بالإضافة إلى مرور قناة لنقل الغاز تابعة لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة عند مخرج الوادي إلى البحر ببلدية المحمدية، وهو ما أخر أشغال رفع الطمي من عمق الوادي، مع العلم أن أشغال تهيئة وتنظيف وادي الحراش سمحت لحد اليوم برفع ما قيمته 2,2 مليون طن من النفايات والطمي الذي كان سببا في انتشار الروائح الكريهة.

وفي رد على انشغال الوزير، بخصوص التقنية المعتمدة لتنظيف عمق الوادي عن مخرجه للبحر، وهي النقطة السوداء الوحيدة التي تعرف اليوم انبعاثا للروائح الكريهة، كشف مدير الموارد المائية عن الاتفاق على جلب باخرة صغيرة لرفع الطمي تكون مجهزة بمضخات خاصة لضمان تطهير قاع الوادي، وهي العملية التي ستتم على مسافة 500 متر، غير أن الأشغال لم تنطلق قبل تأمين قناة لنقل الغاز تقع بالقرب من مجرى الوادي، وهذا حتى لا تسبب عمليات التنظيف في حوادث قد تكون كارثية.

ومن بين الاقتراحات التي عرضها الوزير والوالي على شركة «دايو» المكلّفة بتهيئة وادي الحراش بغلاف مالي يقدر بـ40 مليار دينار إنجاز نافورة عند ملتقى الوادي بالبحر، تسمح بتدفق المياه على مسافة 100 متر في الجو، وهو المقترح الذي ستتم دراسته من طرف اللجان التقنية قبل إنجازه، مع العلم أن وزارة الموارد المائية لن تضيف مبلغا إضافيا لإنجاز النافورة.

على صعيد آخر حرص الوزير، على تموين وادي الحراش بـ 90 ألف متر مكعب من المياه النظيفة لضمان سيولة المياه به واستعمال 6 كيلومترات للملاحة، مشيرا إلى أن كل أشغال التهيئة وتوسيع المجرى تسمح له بالتسيير المحكم لتدفق المياه بما يزيد عن 2500 متر مكعب في الثانية، وهو ما تمت تجربته خلال شتاء 2017 عندما ارتفعت مياه الوادي لأقصى مستوى لها ولم تسبب أية فيضانات.

على صعيد آخر تفقد وزير الموارد المائية، آخر اللمسات قبل تسليم مشروع إنجاز مجمع مائي لجمع كل من مياه وادي الرمانة وأبكي ومياه الأمطار، بطاقة استيعاب تصل إلى 100 متر مكعب في الثانية، ليتم توجيهها إلى وادي الحراش عبر قناة تحت الأرض تمتد على طول 5 كيلومترات، وهو ما يسمح بغلق كل المصبات المائية التي تمون وادي أوشايح لإتمام أشغال التهيئة والتنظيف.

وبعين المكان أعرب نسيب، عن ارتياحه للمشروع الذي من شأنه تأمين العاصمة من الفيضانات خاصة بشارع طرابلس ببلدية حسين داي، وحي البدر (لابروفال) بالقبة، ومنطقة التنس بحي باش جراح، مؤكدا أن القناة ستضمن صرف المياه بكل أمان وذلك ابتداء من شهر ديسمبر المقبل.