اختتام ندوة دولية حول الاقتصاد الأزرق بمشاركة جامعة وهران
مشروع جزائري -أوروبي لتعزيز الابتكار في الفضاء المتوسطي

- 112

اختتمت بمدينة وهران، أمس، فعاليات الندوة الدولية الخاصة بمشروع الاتحاد الأوروبي "باور 4 مادة" الهادف إلى تعزيز الابتكار وتطوير المهارات في قطاعات الاقتصاد الأزرق بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، والذي عرف مشاركة جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا "محمد بوضياف" ممثلة بمخبر البحث "ألسيم" أحد الشركاء الأساسيين في المشروع.
يسعى هذا المشروع الطموح الذي انطلق في فيفري 2024 استمر إلى جانفي 2025 بتمويل من الاتحاد الأوروبي يقدر بـ84 ألف أورو، إلى إحداث تحوّل نوعي في مسارات التدريب والتشغيل في المجالات البحرية المستدامة، من خلال برامج لبناء القدرات، دعم البحث العلمي وتشجييع الابتكار، حسبما أوضحته الأستاذة نعيمة مروفل نائب مدير الجامعة مكلفة بالعلاقات الخارجية، والتي أشارت إلى أنّ مخبر "ألسيم" يشارك في المشروع إلى جانب مؤسّسات إيطالية وإفريقية أخرى، مبرزة بأن هذا التعاون يهدف إلى تقديم بدائل طاقوية أنظف وأقل ضررا على البيئة البحرية.
وأكدت المتحدثة أنّ المشروع يتقاطع مع أولويات السياسات العمومية في دول المتوسط، خاصة ما يتعلق بالحياد الكربوني، معتبرة أن الوقود المستخدم في البواخر التجارية والسياحية ومراكب الصيد هو من أبرز مصادر التلوث بالبحر الأبيض المتوسط، ولذلك تتضمن أهم أهداف المشروع، اقتراح وقود بديل صديق للبيئة مع رفع وعي الفاعلين في القطاع البحري بأهمية التحوّل الطاقوي وتبني هذه الرؤى من طرف مستعملي القطاع باحتضان البحوث والأفكار وتجسيدها ميدانيا.
وتوّجت نتائج المشروع بعد 20 شهرا من العمل الميداني والعلمي، باقتراح مشروعين إضافيين يسيران في نفس التوجّه البيئي، أحدهما يرتبط برقمنة الموانئ، في خطوة ترى فيها نائب المدير، دعما لجهود الحكومة في إطار التحوّل الرقمي والحكامة التي يدعو إليها رئيس الجمهورية. كما يهدف المشروع إلى تحديث الموانئ بما يسمح من تطويرها ونشر الوعي باستعمالات الطاقات ودعم البحث العلمي في ميادين الرقمنة والطاقات المتجدّدة.
ويعد المشروع نموذجا للشراكة الأوروبية المتوسطية من أجل تنمية مستدامة، والتي تشجّع على الاستثمار في رأس المال البشري والابتكار العلمي من خلال إشراك الجامعات والمخابر، وتمكينها من أداء أدوار محورية في رسم معالم السياسات البيئية والاقتصادية المستقبلية.