سجلت ولاية الجزائر عدة مشاريع تنموية جديدة، ضمن المخطط البلدي للتنمية وميزانية الولاية، لفائدة عدة بلديات تعاني عجزا في ميزانيتها، والتي تم اقتراحها من قبل الولاة المنتدبين، في اجتماع عقده والي الولاية عبد الخالق صيودة خلال الأيام القليلة الماضية، ضمن سلسلة الاجتماعات التي باشرها مع المسؤولين المحليين والمديرين التنفيذيين منذ توليه مسؤولية تسيير شؤون العاصمة في أفريل الماضي.

ضمن الاجتماعات التي عقدت في الأيام الأخيرة، بحضور المسؤولين المحليين والمديرين التنفيذيين والولاة المنتدبين للمقاطعات الإدارية، لقاء خصص لتسجيل مشاريع هيكلية متنوعة تندرج ضمن المخطط البلدي للتنمية وكذا ميزانية الولاية.

وتتعلق المشاريع المبرمجة في إنجاز هياكل وتهيئة طرق وغيرها من المشاريع التي عجزت البلديات عن تجسيدها، والتي تعتبر أولوية لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين خاصة ببعض البلديات التي تعاني مشاكل تنموية بسبب عجز ميزانيتها وقلة مداخيلها.

في هذا الصدد، تم تسجيل عدة مشاريع ذات أولوية بكل من بلديات واد قريش، بوروبة، المقرية، عين طاية، سيدي موسى، السويدانية، المدنية، بولوغين، باش جراح، هراوة، الحمامات وباب الوادي، في انتظار إدراج بلديات أخرى، حيث تنوعت هذه البرامج بين تهيئة المدارس الابتدائية وتوفير التدفئة على مستواها، إعادة تهيئة الطرق والأرصفة، صيانة شبكة الصرف الصحي وتهيئة الأحياء السكنية، وهي مشاريع تدخل ضمن المخطط البلدي للتنمية.

أما المشاريع المسجلة ضمن ميزانية الولاية، فتمّ التطرق إلى ثلاثة قطاعات رئيسية، تمثلت في الشباب والرياضة، الموارد المائية والأشغال العمومية، حيث ركّز الوالي فيما تعلق بقطاع الشباب والرياضة، على ضرورة الاهتمام بالفئة الشبانية، وأعطى تعليمات بتهيئة الملاعب الجوارية ذات العشب الاصطناعي وتعميم فضاءات اللعب على مستوى كافة بلديات الولاية، وقد خصص لهذا الغرض 1,06 مليار دينار. أما في قطاع الموارد المائية، فتم التركيز في هذا الصدد على إعادة تهيئة شبكات المياه والصرف الصحي على مستوى بلديات أولاد الشبل، السحاولة، سيدي موسى ودرارية، كما سجلت في قطاع الأشغال العمومية عدّة مشاريع تمثلت في الطرق الحضرية والبلدية، أشغال الإنارة العمومية، وذلك عبر عديد البلديات، لاسيما براقي، بئر مراد رايس، الدويرة، زرالدة وباش جراح، وذلك بتكلفة إجمالية قدرت بـ 90 مليار دينار.

من جهة أخرى، تم في قطاع الغابات تسجيل أربعة مشاريع، تخص تهيئة غابات كل من بلديات بني مسوس، جسر قسنطينة، واد قريش وأولاد فايت مع توفير مساحات اللعب على مستواهم، حيث خصص لهذا الغرض 2,25 مليار دينار لتوفير فضاءات مناسبة للعائلات والزوار، خاصة هواة الفضاءات الخضراء.

رفع التجميد عن الأغلفة المالية غير المستهلكة

وضمن سلسلة لقاءاته مع جميع المسؤولين المعنيين، عقد الوالي الجديد للعاصمة اجتماعا في ماي الفارط، لدراسة وضعية ميزانيات بعض البلديات، إذ أشار إلى عدم قدرتها على إنجاز العمليات المسجلة لصالحها، بالرغم من حجم الأموال المرصودة لهذا الغرض، حيث عبر عن عدم رضاه عن كون هذه البلديات لم تتخلص بعد من مشاكل شبكات الصرف الصحي وتزويد المواطنين بمياه الشرب.

وفي هذا الإطار، تمّت مراجعة مدونة الميزانية لكل بلدية، واتخاذ قرارات فيما يخص رفع التجميد عن الأموال وتوجيهها إلى خدمة حاجيات المواطنين عبر العاصمة، من خلال ضخ مبلغ 2 مليار دينار من الفائض الموازني لبلدية الشراقة في ميزانية الولاية، وضخ مبلغ 1 مليار دينار من الفائض الموازني لبلدية دالي إبراهيم في ميزانية الولاية أيضا، مبلغ بقيمة 250 مليون دينار مسترجع من الفائض الموازني لبلدية أولاد فايت في ميزانية الولاية.

وفي هذا الصدد، أكد صيودة، على ضرورة تطهير مدونة الميزانيات للبلديات الثلاث من كافة العمليات القديمة غير المنجزة، بغرض استرجاع الأموال المرصودة لها والمجمدة إلى حدّ الآن، والدراسة الجدية لكل العمليات التي تدخل في إطار الانشغالات الأساسية للمواطن، كتهيئة شبكات الصرف الصحي، المياه، الكهرباء وتسجيل إنجاز ثلاث أسواق جوارية على مستوى الأحياء الجديدة ببلدية أولاد فايت كتعويض عن عدم إنجاز مشروع السوق البلدي، وتهيئة ملاحق البلدية، وتجميع بعض العمليات التي تحمل نفس الاسم أو الصيغة، من دون أن تنجز، ضمن الميزانية التكميلية لسنة 2019.

وينتظر أن تمس هذه الاجتماعات مختلف بلديات العاصمة، لمعالجة مختلف المشاكل التنموية وتجسيد المشاريع المسطرة، حيث قام أيضا بزيارة بعض المشاريع وأسدى تعليمات بضرورة احترام آجال الإنجاز، مؤكدا على أهمية هذه المشاريع التي تدخل في إطار تحسين نوعية الخدمة العمومية المقدمة للمواطن.