محمد عيسى يؤكد لـ "المساء":

مساجدنا محصنة والإسلام مستهدف من أيد خارجية

مساجدنا محصنة والإسلام مستهدف من أيد خارجية
  • القراءات: 622
زبير. ز زبير. ز

أكد محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، أن الجزائر لا تخوض في صراع المذاهب، خاصة ما تعلق بالصراع بين المذهبين السني والشيعي الذي احتدم في الأيام القلية الأخيرة. ورد الوزير على سؤال جريدة "المساء"، خلال الندوة الصحفية التي نشطها على هامش افتتاح الطبعة السابعة عشرة للملتقى الوطني للقرآن الكريم بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، مؤكدا أن هناك يدا خارجية تريد ضرب الإسلام وتشتيته إلى مذاهب متناحرة، مضيفا أن الإسلام الذي يجمع مختلف الدول الإسلامية، هو دين واحد، يجمع ولا يفرق وأن المذاهب الموجودة هي مناهج حياة ولا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تكون مصدر تفرقة بين أبناء هذا الدين.

وبحضور السيدة مونية مسلم، وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، والبروفيسور محمد علي الغازي، مستشار رئيس الجمهورية، وصف الوزير الملتقى الوطني للقرآن الكريم، بأنه يوم من أيام الجزائر ويوم من أيام الله، مؤكدا أن التظاهرة التي ولدت بمناسبة إحياء أسبوع المولد النبوي الشريف منذ سنة 2000، برعاية الرئيس بوتفليقة، هي فرصة لالتقاء مختلف الفاعلين في القطاع وهو مناسبة تعبر فيها الجزائر عن تمسكها بسيرة المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم) بتدارس هذه السيرة العطرة في الزوايا، والمساجد والمدارس القرآنية وتناولها بالتحليل واستنباط القيم الإنسانية والأخلاقية الوسطية بعيدا عن الهرج والمرج، بهدف القضاء على أمواج الفتن التي باتت تتلاطم حول الجزائر.

وأكد وزير الشؤون الدينية أن السلطات المحلية بقسنطينة وفرت كل الظروف الملائمة لنجاح هذا الملتقى، موضحا أن خطاب الرئيس بوتفليقة الموجه إلى الملتقى، سيكون خطة طريق، داخل المؤسسات الدينية والمساجد وستسلكه أسرة المساجد والزوايا من أجل تبني منهج الوسطية في خطوة لإجهاض كل محاولات تشتيت الجزائريين، مضيفا أن المساجد تحصنت بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وعن فكرة مفتي الجمهورية، أكد الوزير، أن هناك مجهودات كبيرة تبذل بالتشاور مع كل أجهزة الحكومة وهيئة مكونة من علماء وأساتذة جامعيين من أجل بلورة المشروع القضية دون التعارض مع المجلس الأعلى للإفتاء، مضيفا أن تعديل الدستور سيساهم في حل هذه القضية وأن الأمر لن يطول كثير وسيكشف عنه في غضون الشهرين المقبلين.    

كما أكد محمد عيسى، أن وزارته اتخذت العديد من الإجراءات لتسهيل موسم حج 2016، وعلى رأسها تسهيل عملية التسجيل عبر البلديات من خلال استغلال الموقع الالكتروني للوزارة الذي يقدم خدمة الكشف عن نتائج القرعة الالكترونية، وقال في هذا الشأن، إن الحجز الالكتروني لتذكرة الطائرة، سيسمح للحاج بالتعرف على مكان إقامته بالبقاع المقدسة وحتى الغرفة التي سيقيم بها داخل الفندق بجوار الحرم، مضيفا أن قضية الطعام أيضا ستكون محل مراجعة، من خلال الاعتماد على طهاة جزائريين لتحضير الوجبات للحجاج. وقد قام وزير الشؤون الدينية والأوقاف، رفقة الوفد الحكومي الذي رافقه إلى قسنطينة، بالوقوف على قبر العلامة عبد الحميد بن باديس وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، قبل افتتاح الملتقى الوطني السابع عشر للقرآن الكريم.

وقد عرف لملتقى الذي نظم هذه السنة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، حضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، رئيس جمعية العلماء المسلمين، رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، الأمين العام للكشافة الجزائرية، رئيس جمعية الإصلاح والإرشاد، رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، الرئيس المدير العام لبنك بدر، وكذا منتخبي الولاية بالبرلمان بغرفتيه والسلطات المدنية والعسكرية بولاية قسنطينة، وشيوخ الزوايا والأئمة والمرشدات الدينيات والطلبة من مختلف أنحاء الوطن.

وعرف الملتقى الذي يمتد على مدار 3 أيام، برمجة 14 محاضرة، أهمها "مكانة العمل في القرآن الكريم" للأستاذ الدكتور جمال لدرع من جامعة قسنطينة، و"العمل الصالح قيمة حضارية واجتماعية واقتصادية ونفسية من خلال القرآن" للدكتور بشير مصيطفى من جامعة الجزائر، "أخلاقيات العمل وضوابطه من خلال القرآن" للدكتورة رحيمة بن حمو من جامعة قسنطينة و"إعجاز القرآن الكريم في بناء الإنسان" للدكتور زيد الخير مبروك من جامعة الأغواط، كما عرف الملتقى الذي يحضره قرابة 4 ألاف مشارك، تنظيم مسابقة وطنية لحفظ القرآن الكريم وتجوديه وتفسيره.