الجزائر- فرنسا من جانب الضفتين لصاحبه سيرجي بوتو

مؤلف جديد يعيد التوازن للعلاقات بين البلدين

مؤلف جديد يعيد التوازن للعلاقات بين البلدين
  • 942
جميلة.أ جميلة.أ

شكل التاريخ الطويل الذي يربط الجزائر وفرنسا موضوع مؤلف جديد صدر بفرنسا مؤخرا  لصاحبه الحقوقي والمحامي الفرنسي سيرجي بوتو تحت عنوان «الجزائر- فرنسا من جانب الضفتين». الكتاب الذي جاء في 300 صفحة عاد إلى أهم المحطات التي جمعت فرنسا بواحدة من اهم مستعمراتها التي تفخر اليوم باستقلالها الذي اقتلع بالدم، يقول الكاتب الذي قضى فترات متفرقة من حياته بالجزائر سواء خلال الثورة أو بعد الاستقلال.

«الجزائر- فرنسا» قصة ألهمت الكثير من الكتاب والمؤرخين الذين تناولوا العلاقات بين البلدين والماضي المشترك بجميع أبعاده كل حسب منظوره وقراءته للأحداث، والكاتب سيرجي بوتو أراد من خلال إصداره الجديد إعطاء بعد ونظرة جديدة للأحداث بشكل يعيد التوازن للعلاقات بين البلدين ويعطيها قيمتها ومستواها الحقيقي خاصة مع مجيء الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون الذي حملت تصريحاته العديد من الرسائل الهادفة إلى تقريب العلاقات وتجاوز مرحلة التاريخ الاستعماري التي تبقى الصفحة السوداء التي تأبى فرنسا الاعتراف بما اقترف خلالها رغم إلحاح الجانب الجزائري.

الكاتب قدّم خلال ندوة صحفية نظمت بفندق السوفيتال أهم محاور كتابه، الذي تطرق إلى بداية الاستعمار ومراحله التي لم يسلم فيها الشعب الجزائري من همجية المستعمر التي رفض الكاتب تسميتها بالجرائم ولا الإبادات، مقدما تبريرات وشروحات متناقضة عن تلك الفترة، معرجا على مفاوضات إيفيان، حيث خص الكاتب المقولة الشهيرة لديغول «لقد فهمتكم» بالتحليل حيث أكد أن العبارة لا تعني تفهم ديغول لمطالب الشعب الجزائري ومنحهم الاستقلال، بل هي بداية الاستقلال الذي اقتلع بقوة الدم.. فصول أخرى من الكتاب تطرقت إلى رؤساء الجزائر وفرنسا وموقف كل منهم إزاء الآخر قبل أن يعرج على مسائل أخرى تتعلق بالإسلام في فرنسا. المؤلف فوجئ خلال فتح باب النقاش بوابل من الأسئلة التي لم تخرج في مجملها عن جرائم فرنسا إبّان الاستعمار، معيبين على سيرجي بوتو عدم تخصيصه مساحة للتنديد بما تم اقترافه خاصة وأنه تطرق إلى مرحلة الاستعمار بجميع مراحلها..الكاتب حاول الرد على الانتقادات بالتأكيد أن موضوع الكتاب ليس الثورة ولا ما اقترف خلالها، إنما محاولة لإجراء مسح شامل حول العلاقة بين الضفتين التي قال إنها يجب أن ترتقي إلى مستويات أعلى وأسمى تستجيب لتطلعات الشعبين.