مجلة "أفريك-أزي":

مؤشرات عن عودة الجزائر القوية على الساحة الدولية

مؤشرات عن عودة الجزائر القوية على الساحة الدولية
  • القراءات: 721
و. أ و. أ

خصصت المجلة الشهرية للتحليل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي "أفريك-أزي" (إفريقيا أسيا) مقالا للجزائر بعنوان "عودة الجزائر القوية على الساحة الدولية"، وصفت فيه الجزائر بالبلد الذي "يتمسك بسيادته وبدوره كدولة محورية في العالم".

وفي مطلع المقال، كتب صاحبه إن "الأشخاص الذين راهنوا على انكباب الجزائر على نفسها، بعد سنة كاملة من الحراك وأزمة اقتصادية تسبب فيها انهيار أسعار المحروقات ووباء كوفيد-19، كانوا على خطأ".

وأضاف "عكس ما جاءت به المسلسلات الاعلامية التي ما فتئت تتطرق إلى هذه المسائل في محاولة منها لضرب استقرار البلد الذي يتشبث بسيادته وبدوره كدولة محورية لا سيما في المغرب العربي ومنطقة المتوسط وإفريقيا جنوب الصحراء وكذا باقي العالم، فإن الجزائر لا تزال واقفة، بل أنها تبلي بلاء حسنا على عكس أغلب الدول المتقدمة سواء فيما يخص مكافحة الوباء وتنويع اقتصادها وتطبيق خارطة الطريق التي تخص اصلاح مؤسساتها ومراجعة دستورها، علاوة على دورها المتنامي بين الدول".

كما ذكر أن رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون قد شرع بعد توليه سدة الحكم في تنفيذ إصلاحات هيكلية كان قد أدرجها في برنامج حملته الانتخابية خصوصا مراجعة الدستور، مؤكدا أن "آلة الاصلاح قد انطلقت".

واعتبر كاتب المقال أن "هذا الالتزام من أجل جمهورية جديدة متضامنة ومزدهرة تستلهم من أسس الفاتح نوفمبر والتي تترجم من خلال الاستجابة للمطالب السياسية والاجتماعية والاقتصادية للحراك المبارك قد أبطل جميع محاولات ضرب الاستقرار التي اطلقتها بعض الاطراف الخارجية التي كانت تتلاعب بالتيارات داخل الحراك".

وأشار إلى أن السيد تبون قد سطر فور انتخابه كل الخطوط العريضة لسياسته الخارجية المستمدة من "حرب التحرير الوطنية عندما شارك وفد لجبهة التحرير الوطني في ندوة باندونغ سنة 1955" والتي من أسسها "عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي و بناء نظام سياسي واقتصادي عالمي جديد وحق الشعوب في تقرير المصير و مساندة الشعوب المحتلة".

وبخصوص مسألة ليبيا، أشارت المجلة إلى أن "ندوة برلين حول ليبيا المنعقدة شهر يناير المنصرم قد منحت الجزائر منبرا عالميا أسمع من خلاله الرئيس الجديد صوت بلده". وقد جدد التأكيد حينئذ أنه "يتعين على الليبيين وحدهم دون أي استقصاء أخذ زمام الأمور بمساعدة بلدان الجوار".

وموازاة مع ذلك، تضيف المجلة، فإن "الدبلوماسية الجزائرية تنشط على الجبهة المالية التي لا تنفصم عن الملف الليبي"، مذكرة أن "الرئيس تبون كان قد أوفد وزير الشؤون الخارجية إلى باماكو مرتين في غضون بضعة أسابيع لاقتراح تفعيل مخطط الجزائر للسلم والمصالحة، بطلب من كافة الأطراف المالية بما في ذلك المجلس العسكري الجديد". كما أبرزت المجلة أن "فرنسا بعدما غاصت في الرمال المتحركة لمنطقة الساحل أضحت تطلب هي الأخرى تدخل الجزائر للمساعدة".

وأوضحت المجلة أن عودة الجزائر إلى الساحة الدولية "ترجمت كذلك بزيارة وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر للجزائر والتي الأولى من نوعها يقوم بها مسؤول أمريكي سامي منذ 2006 لما حل دونالد رامسفيلد بالعاصمة".

"ولا تستجيب هذه الزيارة التي جاءت في مرحلة مفصلية لتاريخ الولايات المتحدة، أي حوالي شهر قبيل الانتخابات الرئاسية المنتظرة يوم 3 نوفمبر المقبل، لذوق بعض وسائل الإعلام من مناصري تغيير النظام وهو مصطلح ثقيل على ما يسمى بالربيع العربي والثورة الملونة"، تضيف الصحيفة التي تستشهد بنيويورك تايمز واصفة إياه بـ«وسيلة إعلام كثيرا ما تتغور في تحليلاتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعالم العربي عن طريق نظاراتها الصهيونية".

واختتمت المجلة الشهرية مقالها باعتبار أن وسيلة الإعلام الأمريكية هذه "تنهمك في غيابات الأصح سياسيا والتطابقية الأيديولوجية خدمة لدولة أمريكا العميقة، عوض أن تؤدي واجبها الإعلامي"، مشيرة إلى أن صحيفة نيويورك تايمز "قد أخطأت في حق العراق وإيران وسوريا وفلسطين وفينزويلا وروسيا وها هي تخطئ الآن في حق الجزائر"