اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا بأديس أبابا
لعمامرة يدعو الفرقاء إلى الالتزام بحسن النية في تطبيق الاتفاق السياسي

- 470

أشاد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة، بالأطراف الليبية نظير التقدم المحقق في سبيل عودة الأمور إلى مجاريها في بلدها، داعيا إياها إلى "الالتزام بحسن النية في تطبيق الاتفاق السياسي الليبي، والسعي إلى تكريس السلم والمصالحة"، مؤكدا ثقته في قدرة الشعب الليبي على تخطّي الأزمة الطويلة التي زُج فيها". جاء ذلك خلال اجتماع ممثلي المجتمع الدولي مساء أول أمس، بأديس أبابا تحت إشراف الاتحاد الإفريقي لتقييم الوضع في ليبيا على ضوء التطورات الأخيرة في هذا البلد. وسمح الاجتماع الذي شارك فيه السيد لعمامرة لممثلي مختلف الدول والأطراف، بالمشاركة؛ بتجديد دعمهم والتزامهم من أجل إنجاح مسار السلم والمصالحة في ليبيا.
في هذا الصدد، أوضح وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية: "لقد أعرب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن موقف الجزائر الدائم للوفد الليبي بقيادة رئيس المجلس الرئاسي فايز سراج، الذي أجرى زيارة إلى الجزائر في مطلع هذا الأسبوع وكذا إلى ممثلي كل القوى والتيارات السياسية الليبية". بعد أن أكد "الالتزام الدائم للجزائر إلى جانب ليبيا الشقيقة من خلال تشكيل مجموعة دول الجوار في ماي 2014 بالجزائر العاصمة"، ذكّر السيد لعمامرة بأن الجزائر "الحريصة على مساعدة ليبيا، سعت للتقريب بين مختلف الأطراف الليبية، من خلال المشاورات السياسية التي أجرتها بسرية تامة، والتي ساهمت نتائجها في تعزيز عمل الأمم المتحدة، التي وجدت في الجزائر دعما ذا نوعية".
لدى تطرقه لدور مجموعة دول جوار ليبيا التي وصفها بـ "قوة إقليمية سياسية وأخلاقية"، أبرز السيد لعمامرة "المساهمة الإيجابية التي تقدمها هذه الدول لمسار السلم ومكافحة الإرهاب، وضرورة تعزيز مساهمتها في المسار الأممي القائم؛ من أجل ضمان مرافقة ودعم استراتيجيين لجهود الممثل الخاص للأمين العام الأممي في ليبيا". بعد أن ذكّر بـ "الالتزام الثابث للجزائر لصالح الوحدة الوطنية والوحدة الترابية وسيادة ليبيا"، حث السيد لعمامرة كل الأطراف الليبية على "استغلال الفرصة التاريخية المتاحة أمامها؛ من أجل وضع حد للاقتتال بين الإخوة، وفتح آفاق جديدة أمام شعوبها في إطار التعددية السياسية والشمولية"، مشيرا إلى "مخاطر" التدخلات العسكرية الأجنبية.
الدول الأعضاء يشيدون باعتزاز مساهمة الجزائر في النهوض بالقارة
سجل رؤساء الدول الأعضاء في النيباد (الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا) "باعتزاز" مساهمة الجزائر ورئيسها عبد العزيز بوتفليقة في النهوض بالقارة الإفريقية وتنميتها وهذا خلال قمتهم المنعقدة، أمس، بأديس أبابا، حسبما أكده وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة. لعمامرة أوضح في تصريح للصحافة، عقب اختتام أشغال هذه القمة التي جرت أشغالها في جلسة مغلقة قائلا "تشرفت بنقل إلى الرؤساء الأعضاء في الهيئة المديرة للنيباد رؤية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمستقبل هذا البرنامج الطموح بالنسبة للقارة الإفريقية، وكذا تحليلاته بخصوص تطورات الأوضاع الاقتصادية في القارة، على ضوء تدهور أسعار المواد الخام التي تنتجها البلدان الإفريقية وانهيار أسعار المحروقات التي تضرر الكثيرون منها".
كما أبرز رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن هذه المشاريع حققت "تقدما هاما" في إنجازها. وهو ما جعل الجميع - مثلما قال - "يوجه شكره إلى الجزائر ورئيسها على هذا الدور الايجابي، خدمة للتنمية المستدامة في القارة الإفريقية برمتها". من جهته، أكد الممثل الشخصي للرئيس السوداني، عمر حسن البشير في قمّة الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا (النيباد)، السيد إبراهيم دغش، أمس، بأديس أبابا، أن الجزائر تلعب دورا "هاما وأساسيا" في هذه الشراكة من خلال إطلاق مشاريع حيوية للتنمية في القارة السمراء.
وأوضح السيد دغش في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية ـ على هامش انعقاد قمة النيباد ـ أن الرئيس بوتفليقة كان له دور "محوري وهام" في متابعة تنفيذ المشاريع التي تم إطلاقها في إطار النيباد، مشيرا على وجه الخصوص إلى الطريق العابر للقارة وكذا خط الغاز بين الجزائر وأبوجا وكذا خط السكة الحديدية الذي يربط جوهانسبورغ (جنوب إفريقيا) وجيبوتي. كما أضاف أن إنجاز مثل هذه المشاريع الهيكلية الكبرى مرتبط أساسا بمدى قدرة البلدان الإفريقية على تكثيف جهودها وتعاونها لتحقيق التنمية المستدامة، وبما يعود بالفائدة على شعوب القارة.