دعا إلى استحداث آليات جديدة لدعم التعاون والتضامن الإسلامي.. الرئيس تبون:

لجنة عقلاء ومركز للفكر الإسلامي وحاضنة لمشاريع الشباب

لجنة عقلاء ومركز للفكر الإسلامي وحاضنة لمشاريع الشباب
رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي
  • القراءات: 444
شريفة عابد شريفة عابد

الجزائر مستعدة لاحتضان مركز البحث لتعزيز المناعة الفكرية

دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الدول الأعضاء في اتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي إلى استحداث لجنة للعقلاء، وإنشاء مركز للبحث لتعزيز المناعة الفكرية، إزاء التحولات الرقمية المتسارعة التي تواجهها المجتمعات الإسلامية، بالإضافة إلى بعث إستراتيجية للتعاون الفكري، والإلكتروني والسيبيراني بين الدول الأعضاء في الاتحاد، وإنشاء حاضنة لاستقطاب وترقية المؤسسات الناشئة والمشاريع  لفائدة الشباب.

أكد الرئيس تبون، في رسالته إلى الدورة الـ17 لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في مؤتمر التعاون الإسلامي قرأها نيابة عنه رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، بمناسبة تسلم الجزائر لرئاسة الاتحاد من دولة تركيا، أن هذه الآليات الأربع التي دعا إلى استحداثها، مهمة جدا، لتعزيز التعاون والتضامن الإسلامي، مبديا استعداد الجزائر الكامل لاحتضان مركز البحث.

واعتبر السيد الرئيس اللقاء، فرصة لإبراز القيم النبيلة التي  تزخر بها الأمة الإسلامية من علماء، ونساء ورجالا، متشبعين بفضائل الحوار، ونجاعة الدبلوماسية الوقائية، من أجل تبني واعتماد لجنة للعقلاء تساهم في فض النزاعات، وتغليب لغة الحوار لحل الأزمات في العالم  الإسلامي. كما أشار إلى أن مظاهر العداء والكراهية ضد المسلمين التي تسببت في تزايد التمييز والتهميش والإقصاء، ضدهم تستلزم مضاعفة الجهود والاجتهادات لإيجاد الصيغ الحضارية، المناسبة للتصدي بها للتمييز الممنهج ولمشاعر معاداة الإسلام والكراهية واللاتسامح.، مؤكدا بأن الاسلام السمح هو دين الوسطية والاعتدال، والمثل الإنسانية العليا.

القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للأمة الإسلامية

وجدد الرئيس تبون، أمام أعضاء الاتحاد التأكيد على أن القضية الفلسطينية، ستبقى القضية المركزية الأولى للأمة الإسلامية، ولمنظمة التعاون الإسلامي، داعيا الدول الأعضاء إلى مضاعفة الجهود لحشد المزيد من الدعم السياسي والمادي لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود إزاء ما يتعرض له من جرائم ممنهجة واسعة النطاق، خاصة في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار انتهاكاته الجسيمة من خلال توسيع مستوطناته، وكان آخرها إنتهاك مقدسات المسجد الأقصى. كما جدد السيد الرئيس تمسك الجزائر والتزامها الكامل بمبادرة السلام العربية، بكافة عناصرها الرامية إلى ضمان تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة، مشيرا أنها مستعدة للعمل مع الأشقاء في العالم الإسلامي ومع كل الدول المناصرة للحق والحرية في العالم من أجل تكريس العضوية الكاملة لدولة فلسطين في منظمة الأمم المتحدة.

دعوة الاتحاد لمرافقة الفلسطينيين ودعمهم

وبعد أن ثمن التفاف الفصائل الفلسطينية وتوافقهم حول إعلان الجزائر التاريخي للم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، دعا رئيس الجمهورية مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى مرافقة الإخوة الفلسطينيين نحو استكمال هذا المشروع الوطني وتنفيذ الاستحقاقات الوطنية المنصوص عليها في خارطة الطريق المعتمدة. وأكد أن الجزائر تتابع باهتمام التطورات الحالية في بعض بلدان العالم الإسلامي الشقيقة كاليمن، ليبيا، سوريا والسودان، معربا عن استعدادها الدائم للمساعدة في البحث عن السبل التي تؤدي إلى التوافق والاستقرار. وتمسكها الدائم بالدعوة للحوار الشامل والمصالحة الوطنية.

وأبدى رئيس الجمهورية، تفهمه لتطلع الشعوب الإسلامية، إلى بعث روح جديدة في العمل الجماعي، لعزة الأوطان والدين، في سياق دولي وإقليمي يشهد نزاعات وصراعات معقدة، وأزمات متعددة أبرزها ما يتعلق بالطاقة والغذاء، التي تعصف بكامل المعمورة، بالإضافة إلى ظاهرة الإرهاب والاختراق الفكري المراد به المساس بمرجعيات دينية، وتفكيك مجتمعاتها، مثمنا بالمناسبة شعار الدورة "رهانات الحداثة والتنمية". في ظل التهديدات المتفاقمة، وتأثيرات العالم الافتراضي، التي فرضت واقعا يستوجب تعزيز أواصر التعاون بين الشعوب المسلمة وتفعيل آليات العمل التضامني وتغليب لغة الحوار بعيدا عن كل أشكال التعصب والتطرف، ليخلص إلى أن التحديات الكبيرة التي يفرضها الوضع العالمي المتأزم، "يجب أن لاتنسي العالم الإسلامي الأزمات السياسية والأمنية، وبؤر التوتر ورهانات التنمية، التي يعاني منها".