أكدت على عدالة الثورة الجزائرية خلال ملتقى “المقاومة الثقافية”.. مولوجي:

لابدّ من التأسيس لفعل ثقافي مقاوم وقادر على مواجهة التحديات العالمية

لابدّ من التأسيس لفعل ثقافي مقاوم وقادر على مواجهة التحديات العالمية
وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي
  • القراءات: 362
 نوال جاوت نوال جاوت

أكّدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي السعي لإبراز عدالة الثورة الجزائرية وبعدها الإنساني مع كشف الحجاب عن إسهامات الفعل الثقافي والفني في خدمة القضية الوطنية، ناهيك عن تسليط الضوء على الشخصيات الفكرية والثقافية والفنية الوطنية والعالمية التي ساندت الثورة المظفرة من علماء وكتاب وفنانين وسياسيين على اختلاف توجّهاتهم الفكرية ومدارسهم السياسية.

أضافت مولوجي خلال إشرافها، أمس، على انطلاق أشغال الملتقى الدولي "المقاومة الثقافية في الجزائر خلال الثورة التحريرية، نضال من أجل التحرّر بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، أنّ هذا اللقاء يرمي، على صعيد آخر، إلى جمع وتوثيق الرصيد الفكري والثقافي والفني للكفاح الجزائري وتكوين رصيد معرفي حول دور الثقافة والفنون في الثورة التحريرية يكون مصدرا مهما لكل الباحثين والمختصين في التاريخ والنقد الثقافي وعلوم الاجتماع والمعارف الإنسانية بشكل عام، وقالت "لعلّ هذه الجهود العلمية التي تسعى إلى إحياء الوعي بضرورة الوفاء لأولئك الذين أمنوا بقضايا الشعوب المستعمرة والمضطهدة وناضلوا من أجل كرامة الإنسان بعيدا عن العصبية العرقية أو الدينية وهو ما يدعونا اليوم إلى تقدير هذا الكفاح، وهو كفاح مقدس من أجل التأسيس لفعل ثقافي مقاوم ومتواصل قادر على حمل التحديات العالمية المستجدة".

وبعد أن شكرت ضيوف الجزائر من الدول الشقيقة والصديقة على غرار مصر وتونس والأردن وفلسطين وقطر ونيجيريا وصربيا وإيطاليا الذين استجابوا لحضور هذا الملتقى، ذكّرت مولوجي بثقل ومكانة الثورة الجزائرية التي كانت وستظلّ أهم الثورات في القرن الماضي، كونها أنهت وجودا استعماريا استيطانيا دام أكثر من قرن، وعبّرت عن إرادة استثنائية لتحرّر شعب أعزل واجه أعتى القوى العسكرية في حوض المتوسط. وتابعت قائلة "إنّ الثورة الجزائرية بما أحدثته من زلازل في الوعي الجمعي عالميا كان لها الصدى الكبير، واستطاعت أن تكسب التأييد والدعم لقضيتها، واستمالة الرأي العام الدولي لنصرتها، والاعتراف بمشروعيتها وحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، برز في هذا السياق المثقف الذي كرّس نفسه وإبداعاته لنصرة القضية ودعما للجندي الذي يحمل السلاح والسياسي المفاوض لتكتمل بذلك صورة ثورة الجزائري على الاستعمار والظلم والاستعباد والتجهيل، فتوّجت بنصر تاريخي مازال صداه خفاقا إلى اليوم".

وتوقّفت الوزيرة عند الدعم الفني والفكري والرياضي وكذا الإعلامي للثورة حيث عمل المبدعون على تصحيح مغالطات المستعمر وتضليله وضرب الفكر الكولونيالي بالحجة الدامغة وبالمعقولية الصرفة وبطهارة الضمير الإنساني، وقالت "إنّ هذا الدور الثقافي الجبار في مواجهة آلة الاستعمار المتفوّقة في كلّ المجالات لم تكن حكرا على الجزائريين فحسب ولأنها قضية عادلة ولأنّ الشعب الجزائري أراد الحياة هبّ لنصرته خيرة المثقفين والفنانين من أبناء الأمة العربية وتعدى الأمر ليصل إلى كثير من الشعوب البعيدة التي مدّت يدها لنصرة شعب يناضل من أجل الحرية.

افتتاح الملتقى المنظّم برعاية من الوزير الأوّل أيمن بن عبد الرحمن، شهد تكريم أسماء ثقافية وفنية شاركت في الدفاع عن التراث الثقافي الوطني المادي وغير المادي، حيث استحضرت أرواح كل من الأديب الشهيد أحمد رضا حوحو، الفنانين الراحلين أبو جمال (رابح أرزقي) ومحمد مختاري (عمي العربي في فيلم اولاد نوفمبر لموسى حداد)، وأيضا الفنان الراحل أحمد وهبي.