استبعد العودة إلى الحجر الصحي.. بن بوزيد:
لا وجود لموجة ثانية لجائحة كورونا

- 753

❊يجب التعايش مع الفيروس مع توخي الحذر
❊إحذروا.. الظروف مواتية لانتشار كورونا مع حلول الخريف
استبعد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، العودة إلى تطبيق تدابير الحجر الصحي نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-9) في الفترة الأخيرة. ونفى في سياق متصل وجود "موجة ثانية" للجائحة، معتبرا بأن الوضعية المسجلة اليوم في الجزائر "مقبولة تماما".
وقال الوزير، خلال تدخل له عبر أمواج القناة الإذاعة الوطنية الثالثة، "لن نقرر إعادة الحجر مجددا لأننا في وضعية مقبولة تماما ـ حسب المختصين في علم الأوبئة ـ مع أزيد من 200 حالة"، معللا قوله "بأننا لا نشهد في الجزائر وضعية تسجل فيها آلاف الحالات مع بؤر كثيفة وخطيرة".
في المقابل أشار السيد بن بوزيد، إلى أنه "حتى إذا كان تطور الوضعية لم يبلغ مرحلة الخطورة، إلا أن كل الاحتمالات تظل قائمة في حال ظهور بؤرة ما أو وجود خطر الانتشار"، معتبرا أن "المنطق يقتضي الرجوع إلى تشديد الحجر الصحي في بعض المناطق المتأثرة جدا بالفيروس".
وأضاف البروفيسور بن بوزيد، أن ارتفاع الإصابات المسجلة في الأيام الأخيرة، لا يعني "وجود موجة ثانية" للوباء، موضحا في هذا الصدد بأن "التأكيد على وجود موجة ثانية سابق لأوانه، كون المنحى يتصاعد بصفة متذبذبة.. وهذه هي منحنيات الأوبئة".
وبعد أن أعرب عن ارتياحه "للمنحى التنازلي والأرقام المرضية" المسجلة مؤخرا، شدد السيد بن بوزيد، على أهمية "الحفاظ على هذا المكسب الذي جعل الجزائر إحدى البلدان التي نجحت في الإبقاء على هذا الوضع"، داعيا المواطنين إلى "توخي الحذر من خلال احترام إجراءات الوقاية خاصة ارتداء القناع الواقي".
وذكر وزير الصحة، بأن "هذا الفيروس عالمي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، كما أن الخطر مستمر"، واعتبر التراخ طبيعة انسانية، حيث قال في هذا الشأن بأن "التراخي يأتي بمجرد الاعتقاد أن العدوى قد تراجعت.. ومن هنا خطر تطور انتشار بؤر من حين لآخر"، مستدلا بالحالات المسجلة في ولايات سطيف وباتنة والجزائر العاصمة.
وفي رده عن سؤال حول نتائج العودة الوشيكة إلى المدارس وفتح المساجد اعتبر الوزير، أنه "يجب التعايش مع هذا الفيروس مع توخي الحذر"، مضيفا أن فترة الحجر الطويلة "أثرت نفسيا على الأطفال الذين فقدوا حتى عاداتهم المدرسية". وشدّد في هذا السياق على "ضرورة احترام البروتوكول الصحي في المؤسسات التربوية".
وأكد السيد بن بوزيد، "التحكم في الوضع فيما يخص التوعية حول مخاطر كوفيد 19"، مشيرا إلى وجود "تخطيط إعلامي تشارك فيه كل القطاعات المعنية بالمسألة مثل قطاع الشؤون الدينية بخصوص التأطير الصحي لصلاة الجمعة".
وقال في هذا السياق، "لقد تجاوزتنا الأمور نوعا ما في بداية الجائحة، إلا أننا اكتسبنا خبرة معينة فيما بعد باعتمادنا السلوكيات السليمة"، مطمئنا بخصوص توفر مخزون الأدوية والفحوصات، فيما أشار بخصوص النقائص المسجلة في مجال التشخيص إلى أنه "ما من بلد في العالم يجري تشخيصات لكل المواطنين".
في نفس الإطار اعتبر السيد بن بوزيد، أنه "في الجزائر بتم التشخيص بما فيه الكفاية، على عكس ما كنا عليه في بداية الوباء"، ملاحظا بأن اليوم "لم يعد يأتي عموما إلى المستشفيات سوى المرضى الذين تبدو عليهم الأعراض، إلا أنهم لا يبقون في المستشفى إلا إذا كانوا يعانون من مضاعفات خطيرة".
في الأخير حذّر البروفيسور بن بوزيد، من "الظروف المواتية لانتشار فيروس كورونا مع حلول فصل الخريف وبرودة الطقس، إضافة إلى خطر الخلط بينه وبين الأنفلونزا الموسمية التي أكد بالمناسبة بأنه تم بشأنها استكمال كل التحضيرات لإطلاق حملة التلقيح".