بفضل مشاريع استراتيجية كبرى ستدخل حيز الإنتاج قريبا.. "افتتاحية الجيش":

الجزائر على أعتاب مرحلة اقتصادية جديدة

الجزائر على أعتاب مرحلة اقتصادية جديدة
  • 148
زين الدين. ز زين الدين. ز

❊ الإنجازات لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد.. والمسار يستدعي توحيد الجهود

❊ 2025 سجلت إنجازات مميّزة وقطع أشواط على درب استكمال المشروع النّهضوي الوطني

❊ الجهود المضنية المبذولة أتت أكلها في قطاعات حيوية واستراتيجية

❊ مشروعا غارا جبيلات وبلاد الحدبة دعامة أساسية للاقتصاد الوطني

❊ برنامج واعد للاستثمار في الصناعات المنجمية وتصدير المعادن الاستراتيجية

❊ رؤية شاملة لاستغلال الثروات الطبيعية تجعل الجزائر فاعلا محوريا في الأسواق الدولية

❊ دعم قوة الدولة واستقلالية قرارها والحفاظ على مكانتها المرموقة

❊ الإنجازات ثمرة رؤية استشرافية وتضافر جهود كافة الجزائريين

❊ الجيش ساهر على تثبيت  موجبات الأمن والاستقرار وصون السيادة الوطنية

❊ الخيارات الاستراتيجية للجزائر تكرّس منطق الدولة الرائدة والاقتصاد النّاشئ

❊ جيش قوي وتمتين الجبهة الداخلية يسمحان للجزائر بصنع مستقبلها

أكدت افتتاحية مجلة الجيش، أن سنة 2025 كانت مميّزة بالإنجازات الكبرى التي تحققت والأشواط التي قطعت على درب استكمال المشروع النّهضوي الوطني، وهو ما تترجمه المؤشرات التي تعكس الطموح الاقتصادي الجديد للجزائر، ومسارها نحو اقتصاد متنوّع يساهم في خلق الثّروة وتنويع مصادر الدخل خارج المحروقات، مشيرة إلى أن الجهود المضنية المبذولة في السنوات الأخيرة أتت أكلها في عدة قطاعات حيوية واستراتيجية، على غرار الصناعة والفلاحة والبني التحتية ومختلف البرامج الاجتماعية الموجهة للمواطن.

وأوضحت مجلة الجيش في افتتاحيتها لشهر ديسمبر، والتي حملت عنوان "استكمال المشروع النّهضوي الوطني مسؤولية الجميع"، أن رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، خلال زيارته الأخيرة إلى ولاية قسنطينة، أكد "أنه رغم المعارك والإشاعات التي تمت مواجهتها خلال السنوات الأولى من العهدة الرئاسية الأولى، إلا أن أصحاب هذه المناورات لم يتمكنوا من توقيف مسيرة الجزائر الجديدة، مبرزا تحقيق الجزائر لإنجازات كبرى في شتى المجالات في ظرف زمني وجيز، مؤكدا "أن الجزائر ستشهد السنة المقبلة، انطلاقة جديدة وحقيقية تنتقل بها إلى بر الأمان بصفة نهائية، وأن الوضع الاقتصادي متحكّم فيه وكل المؤشرات الاقتصادية إيجابية".

ولفتت الافتتاحية إلى أن الجزائر تراهن في هذا المسار الطموح على عديد القطاعات، وعلى رأسها قطاع الطاقة والمناجم من خلال برنامج واعد للاستثمار في الصناعات المنجمية، بما يمكن من رفع الإنتاج وتصدير المعادن الاستراتيجية التي تزخر بها الجزائر على غرار الحديد والفوسفات والزنك والذهب.

وأكدت أن الجزائر أصبحت على أعتاب مرحلة اقتصادية جديدة بفضل المشاريع الاستراتيجية الكبرى في هذا المجال والتي ستدخل الإنتاج قريبا، في مقدمتها مشروع منجم غارا جبيلات لإنتاج الحديد ومشروع بلاد الحدبة لإنتاج الفوسفات، وهما المشروعان اللذان يشكلان دعامة أساسية لتعزيز الاقتصاد الوطني، وذلك في سياق رؤية شاملة لاستغلال الثروات الطبيعية بشكل أمثل، بما يجعل من الجزائر فاعلا محوريا في الأسواق الدولية لهذه المواد ذات الطلب المتزايد.

وتابعت الافتتاحية "ولأن تجسيد الأهداف التنموية المنشودة يتطلب بنية تحتية واسعة ومتطورة، حققت بلادنا العديد من المكتسبات الجديدة في هذا الإطار، على غرار خط السكة الحديدية المنجمية بشار- تندوف الذي لم يستغرق إنجازه سوى سنة ونصف وسيدخل الخدمة في الأيام القادمة، في انتظار خط آخر للسكة الحديدية قيد الإنجاز سينقل الفوسفات من تبسة إلى عنابة"، لافتة في سياق الإنجازات لمصانع تحلية مياه البحر التي تزود عدة ولايات بالمياه الصالحة للشرب، وهو مكسب تاريخي سمح للجزائر ببلوغ مستوى متقدما في مجال الأمن المائي".

مشاريع استراتيجية أنجزت في وقت قياسي بكفاءات وطنية

واعتبرت لسان حال الجيش، أن هذه المشاريع الاستراتيجية التي أنجزت في وقت قياسي بكفاءات وطنية وتقنيات متقدمة، تعد فخرا للجزائر الجديدة المنتصرة التي فتحت أيضا الأبواب على مصراعيها للمؤسسات النّاشئة، التي بلغ عددها 10 آلاف مؤسسة والهدف بلوغ 20 ألف آفاق سنة 2029، وفسحت المجال واسعا أمام الشباب للابتكار وريادة الأعمال باعتبارهم الثروة الحقيقية للبلاد، في ظل انتعاش مناخ الاستثمار حيث تسجل الجزائر أكثر من 17 ألف مشروع استثماري.  ومن القطاعات التي أولتها بلادنا أهمية بالغة قطاع السكن، الذي يشهد وتيرة متسارعة ويعد أحد أبرز المؤشرات الاقتصادية للتنمية الوطنية التي تسير بخطى ثابتة، في ظل سياسة اجتماعية ناجعة ترتكز على الطابع الاجتماعي للدولة كمبدأ راسخ مستلهم من بيان أول نوفمبر 1954، هدفه ضمان حياة كريمة للجزائريين.

وترى الافتتاحية، أن الغاية من ذلك تعزيز قوة الدولة واستقلالية قرارها والحفاظ على المكانة المرموقة التي باتت تحتلّها الجزائر إقليميا ودوليا كشريك فعّال وموثوق وقوة سلام واستقرار، وهو ما تعكسه وفقها، الحركية النّشطة لدبلوماسيتنا التي كسبت الاحترام والتقدير في مختلف المحافل، لاسيما عبر مواقفها الثابتة إزاء القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضيتان الصحراوية والفلسطينية.

ما تحقق من إنجازات لم يكن محض صدفة

وحسب المصدر، فإن ما تحقق من إنجازات لم يكن محض صدفة، بل هو ثمرة رؤية استشرافية وتضافر جهود كافة الجزائريين ومختلف القطاعات والمؤسسات، ومنها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الساهر على تثبيت موجبات الأمن والاستقرار وصون سيادتنا الوطنية وحرمة ترابنا الوطني، بما يسهم في قطع المزيد من الأشواط على مسار بناء الجزائر الجديدة المنتصرة، في جو من السكينة والطمأنينة وزيادة الجاذبية الاقتصادية لدى المستثمرين الوطنيين والأجانب. 

وتابعت "جيشنا الذي يعمل في إطار تأدية مهامه الدستورية بكل تفان وإخلاص، على الإسهام بفعالية في تعزيز التنمية الوطنية من خلال الصناعات العسكرية التي تعد إحدى الأولويات الرئيسة للقيادة العليا، بالنظر لما يرافقها من تقليص التبعية للخارج، وتحقيق الاكتفاء الذاتي ونقل وتوطين التكنولوجيا عالية الدقة في هذا القطاع الحيوي"، وهو ما أبرزه الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي قائلا "لقد أثبتت التجارب عبر التاريخ أن الدول التي تعتمد على قوتها الذاتية ومقوماتها الداخلية أقدر من غيرها على مواجهة التهديدات الخارجية، فالتحام الشعب مع قيادته ومؤسسات دولته يمثل حجر الزاوية في بناء صرح الأمن الوطني وتحقيق الاستقرار النسقي للدولة".

وأكد أن الخيارات الاستراتيجية التي اتخذتها الجزائر تكرس منطق الدولة الرائدة والاقتصاد الناشئ والجيش القوي، وتمتين الجبهة الداخلية مما يسمح لبلادنا من أن تصنع مستقبلها بضمان أمن وطني مستديم قائم على تلاحم المؤسسات وتكامل الجهود في ظل رؤية استراتيجية ترتكز على الكفاءات الجزائرية، وعلى نجاعة بنى الدولة الخادمة للوطن والمواطن. وأشارت الافتتاحية إلى أنه رغم كل ما تحقق من إنجازات لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد، إلا أن المسار ما يزال شاقا وطويلا يستدعى منّا جميعا توحيد الجهود ورص الصفوف لاستكمال المشروع النّهضوي للجزائر الجديدة المنتصرة تعزيرا لقوتها ومناعتها، لتبقى على الدوام حرّة مزدهرة آمنة وسيّدة.

* زين الدين. ز 


الذود عنه واجب مقدس ومسؤولية وطنية.. مجلة الجيش:

لا مساومة ولا تشويه لتاريخ الجزائر المجيد ورموزه الخالدة

شددت مجلة "الجيش" على أن الذاكرة الوطنية وتاريخ الجزائر المجيد برموزه الخالدة ومحطاته المشرقة، خط أحمر لا يقبل أي مساومة أو استهانة أو محاولة للتشويه أو التزوير أو التشكيك، معتبرة أن الذود عن حياضه واجب مقدّس ومسؤولية وطنية.

وفي إضاءة تضمنها عددها لشهر ديسمبر، حملت عنوان "تاريخنا أسمى من مغالطاتهم"، أكدت المجلة أن "الحفاظ على أغلى رصيد تركه أسلافنا الميامين وصون أمانتهم المقدّسة يستدعي الارتباط الأزلي بتاريخنا المجيد وبذاكرتنا الأصيلة، التي هي نبض وطننا والشريان الذي يغذّي حاضره ويبني مستقبله، والنبراس الذي تهتدي به الأجيال المتلاحقة وهي تشق دروب بناء وطن قوي وآمن ومزدهر، مستلهمة من قيم الأسلاف الميامين الثرية بأسمى معاني الوفاء والإخلاص والغنية بالبطولات والتضحيات الجسيمة".

ولاحظت المجلة أنه "في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة لذلك، يطل علينا من حين لآخر بعض المتشدقين المغرورين الذين يدّعون زورا وبهتانا أنهم ألمّوا بمفاصل التاريخ ومعالم الجغرافيا ليقدحوا عن قصد وبسوء نية، في تاريخنا المجيد ويطعنوا في رموزنا الوطنية، وهو ما يراه البعض بجهلهم لما يحاك ضد بلادنا، حرية تعبير وإبداء رأي".

واعتبرت أنه "قد يكون الاختلاف في الرأي مفيدا لكن شريطة أن يكون مؤسسا وتحت سقف المصالح العليا لوطننا المفدى وضمن مبادئنا وقيمنا الراسخة وتاريخنا وذاكرتنا وثوابتنا ومقدّساتنا، وفي الإطار الذي يجمعنا ولا يفرقنا"، مشددة على أن "التدليس والتشكيك في الذاكرة والتاريخ والهوية والمرجعيات والرموز بحجة حرية التعبير عذر أقبح من ذنب، وتعد صارخ على ماضينا المجيد الذي صنع مجده رجال آثروا التضحية بكل غال ونفيس من أجل أن نعيش أحرارا أسيادا على أرضنا الطيبة".

كما لفتت إلى أن تاريخ الجزائر "ليس مجرد حكايات يحكيها راو في الأسواق ليجمع حفنة من الدنانير، أو أحجيات تقصّها الجدات على الحفدة قبل نومهم، أو سلعة تبتاع في الأسواق من تجار لا يهمهم إلا ما يجنون وراءها من مكاسب مثلما يفعله البعض اليوم، بل هو سيرورة أحداث ناصعة راسخة صنعت مجد وطننا وكبرياءه الخالد لا يخوض فيه إلا من هو أهل لذلك، ولا يرويه كل من هب ودب حسب الأهواء والنّزوات والنّوايا السيئة".

وشددت في هذا الصدد على أن الذاكرة الوطنية والتاريخ المجيد برموزه الخالدة ومحطاته المشرقة "خط أحمر لا يقبل أي مساومة أو استهانة أو محاولة للتشويه أو التزوير أو التشكيك"، باعتباره "صمام أمان الوطن"، ما يجعل من مسألة الذود عن حياضه "قضية وجود وواجب مقدّس ومسؤولية وطنية نابعة من باب وفاء الأجيال اللاحقة للأجيال السابقة".

كما أشارت إلى أن تلك المحاولات الفاشلة ما هي سوى "مطية عرجاء يركبها الحاقدون والانتهازيون وأذنابهم، لعلهم يصنعون لأنفسهم الخبيثة مكانا في التاريخ، بعد أن لفظتهم الجزائر العصيّة عنهم وسفههم الشعب الجزائري الأبي"، لتتابع "هيهات، لن تزيد ترهاتهم ومكائدهم شعبنا إلا اعتزازا بتاريخه العظيم وتقديسا لرموزه الأمجاد وارتباطا بذاكرته الوطنية وبالكفاح الذي خاضته أجيال متعاقبة ذودا عن حريته وسيادته، متخذا كما كان في كل مراحل نضاله، الوحدة والتماسك عقيدة راسخة بما يحصّن تلاحمنا وانسجام نسيجنا الاجتماعي".

وخلص الإصدار إلى التأكيد على أن هذا التلاحم "سيبقى دوما الزاد الذي يعيننا على مواجهة كافة التحديات لمواصلة مسيرة الجزائر بكل أمل وتفاؤل وطموح، جزائر متمسّكة بأبعادها التاريخية والجغرافية والثقافية الأصيلة التي تعد مصدر وحدتها والبوصلة التي توجه مسيرتها المظفّرة على درب التطور والازدهار والانتصار".