مؤكدا حرص الجزائر على وحدة الاتحاد الإفريقي .. لعمامرة:
لا خير في منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد

- 730

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أول أمس، أن الجزائر حريصة على وحدة الاتحاد الإفريقي بوصفه الأداة المعبرة عن طموحات الشعوب الإفريقية وتطلعاتها، مشددا على أن منح إسرائيل صفة مراقب من طرف رئيس المفوضية للاتحاد الإفريقي موسى فقي وإن كان ذلك من صلاحياته الإدارية عمل له "مساوئه أكثر من فوائده".
وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية في الندوة الصحافية التي عقدها بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر، وأعلن فيها عن قطع العلاقات مع المغرب على خلفية أفعاله العدائية المتواصلة ضد الجزائر، "حبذا لو تجنبنا ذلك والمجال لا يزال مفتوحا لتجنبه فعليا"، مشيرا إلى أن عدد الدول الأجنبية التي ظفرت بالمركز القانوني لصفة المراقب لا يقل عن 87 دولة ويكاد الاتحاد الإفريقي أن يشبه منظمة الأمم المتحدة، فيما يتعلق بتعداد الدول التي تهتم بأشغال الاتحاد وتشارك بطريقة أو بأخرى في أعماله. وأبرز في هذا الصدد أن "المراقب ليس له الحق في أخذ الكلمة أو التصويت ولا التأثير في وضع جدول الأعمال فهي أمور عملية من الناحية الدبلوماسية". كما أوضح وزير الشؤون الخارجية أن "46 دولة إفريقية أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل وهو معطى يجب أن نعي معانيه ومغزاه واسقاطاته"، مضيفا أن الجزائر تعمل على تفادي كل ما من شأنه خلق سوء تفاهم أو بلبلة أو تقاسم لا تحبذه.
اعتراف ترامب بـ"مغربية" الصحراء لا حدث..
وفي رده على سؤال حول اعتراف ترامب بـ"مغربية" الصحراء الغربية، أكد الوزير أن ذلك يعد قفزا على القانون الدولي، مضيفا أن المقايضة الثلاثية الجوانب باطلة ولا مستقبل لها. وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية أكدت التزامها بقوانين الأمم المتحدة وأنه يتوقع أن تعلن الإدارة الأمريكية الحالية قرار ترامب على أنه "لا حدث". وأضاف لعمامرة في هذا الصدد ”نحن سنتعامل مع الامم المتحدة بصفتنا مراقب للقضية من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي والجمهورية العربية الصحراوية عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي". كما أكد أن موقف الجزائر يبقى ثابتا من القضية الصحراوية، حيث ستواصل مطالبة الأمم المتحدة بأداء واجبها كاملا غير منقوص تجاه حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وأبرز رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن وقف اطلاق النار دام أقل من 29 سنة، إلا أن المغرب هو من قام بخرقه من خلال اعتداء الكركرات في 13 نوفمبر 2020، مشددا على أن "الأمم المتحدة أصبحت الآن تفكر في كيفية أدائها لواجبها تجاه الشعب الصحراوي في سياق تصفية الاستعمار وهو حق للشعب الصحراوي". ولدى تطرقه لأزمة سد النهضة على نهر النيل، بين مصر والسودان وإثيوبيا، أكد لعمامرة استعداد الجزائر لمساعدة هذه الدول على العودة إلى وضع طبيعي، يسمح للشعوب الثلاثة بالاستفادة من هذا المورد الثمين بشكل منظم وشفاف ومنصف. واستطرد في هذا الصدد "لدينا التشجيع من أجل المضي قدما في هذا السبيل وسنبقى متاحين في خدمة استقرار وازدهار الشعوب الثلاثة الشقيقة "، مضيفا أن الأطراف الثلاثة يعتبرون أنه "ليس للجزائر أجندة اضافية، وأنها لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي ازاء تدهور الوضعية بين البلدان الأقرب إليها".
كما أشار الى وجود عدد كبير من الوساطات الجارية، مؤكدا أن "القيمة المضافة للجزائر، فضلا عن تجربتها تكمن في كون الأطراف الثلاثة تثق فيها"، مشيرا إلى وجود اتصالات دائمة مع الاتحاد الافريقي و الجامعة العربية و تبادل للمعلومات مع أطراف أخرى معنية بوساطات حول هذا الموضوع. على الصعيد العربي، أكد وزير الخارجية أن الجزائر تدعم طرح عودة سوريا الى الجامعة العربية، موضحا أن هذا الملف يمثل موضوعا أساسيا في تحضير القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر. وقال لعمامرة إن جلوس سوريا على مقعدها في الجامعة، سيكون خطوة متقدمة في جمع لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية، مشيرا إلى "أن هناك من يعتقد بأن عودتها أمر إيجابي والجزائر مع هذا الرأي وهناك من يرى أن هذه العودة ستزيد من الانقسام وحدة الخلافات".
كما وصف الوزير علاقة الجزائر مع إيران بـ"المتواضعة اقتصاديا" و"القائمة سياسيا" بصورة طبيعية في إطار الهيئات الدولية كمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة، لافتا إلى أن الجزائر تحترم هذه الدولة وتاريخها مثلما تحترم بقية الدول الأخرى. ونوه إلى أن لدى إيران موضوع الملف النووي الذي تفاوض فيه دولا معينة، ”ولا شأن للجزائر به مطلقا"، منبها إلى أن "الذي يريد أن يملي على الجزائر ماذا يجب أن تفعله وماذا يجب أن ترفض ليس له دراية بمواقفها الثابتة"، في إشارة إلى التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي مؤخرا من المغرب.
وبخصوص الوضع في أفغانستان، دعا الوزير الى التقيد باحترام القانون الدولي، مضيفا أنه يتعين على جميع المنخرطين في المشروع الاستجابة لتطلعات الشعب الأفغاني التواق إلى السلم، في حين أشار إلى أنه لو تم استثمار ما تم إنفاقه في الحرب الأهلية بأفغانستان في مجال التنمية، لكانت أفغانستان اليوم دولة متقدمة.