المنظمة الوطنية للمجاهدين:
لا أحد بمقدوره المس باللحمة الوطنية

- 826

أكدت المنظمة الوطنية للمجاهدين، أن "لا أحد بمقدوره المس باللحمة الوطنية التي ما فتئت الاحداث تعزز أواصرها بالتلاحم والتآخي بين مختلف أبناء الوطن الواحد، على خلفية الاحداث الاليمة التي عاشتها منطقة القبائل"، مستشهدة في هذا الصدد بـ"الهبّة التضامنية التي عمت مختلف ولايات الوطن، وجعلت من ولايتي تيزي وزو وبجاية وغيرهما من ولايات الوطن المتضررة، حضنا لاستقبال كل أشكال التعاطف والتضامن المادي والمعنوي، حرصا على إسناد إخوانهم في الولايات المستهدفة بتلك الأفعال الوحشية".
ودعت المنظمة في بيان لها تلقت "المساء" نسخة منه أمس، الجهات الوطنية المختصة لكشف كل ملابسات هذه الأحداث، وإنزال أقسى العقوبات بالأطراف التي خططت ونفذت هذه الأفعال الوحشية، والتكفل التام بما ترتب عن هذه المحنة الرهيبة.
وأضاف البيان أنه "يبدو من خلال سياق الأحداث، أن الجريمة في أبعادها المختلفة لم تكن ترمي فقط إلى الزج بالجزائر في أحضان فتيل الفتنة بين مكونات هذا الشعب العريق، وإنما كانت ترمي إلى جانب ذلك لتفكيك أواصر الأخوة بين أبناء الوطن الواحد، من خلال ضرب وحدته الوطنية والزج بها في أزمات اجتماعية واقتصادية خانقة. وهو ما تفطنت له الارادة الشعبية وفضحت أبعادها تلك الهبة التضامنية التي برهن الشعب الجزائري من خلالها عن نضجه العميق واستعداده الدائم لإبطال مفعول المؤامرات التي تحاك ضده داخليا خارجيا في مسعى ضرب وحدته وأمنه واستقراره".
كما أشار البيان إلى أن المجاهدين يتابعون بألم شديد الأحداث التي عرفتها العديد من ولايات الوطن، وأدت الى سقوط عشرات المواطنين مدنيين وعسكريين شهداء وهم يواجهون أبشع جريمة عرفتها البلاد خلال مسيرتها العسيرة والمتمثلة في إحراق الآلاف من الهكتارات الغابية، وما رافق ذلك من إقدام مجموعة من المجرمين على ارتكاب أبشع جريمة عرفها أبناء هذا الوطن، حيث أدت الى استشهاد الشاب جمال بن اسماعيل، وهو الذي دفعته غيرته الوطنية للانتقال من مسقط رأسه بمدينة مليانة بولاية عين الدفلى، الى بلدية الأربعاء ناث إيراثن للمساهمة في اطفاء الجحيم الذي ألم بغابات ولاية تيزي وزو بصفة خاصة.
وعبرت المنظمة عن أعمق مشاعر المواساة والتعاطف مع أسر الشهداء وهم يواجهون بكل اصرار السنة الجحيم التي أتت على الأخضر واليابس رغم محدودية الامكانيات، مقرا بخطورة هذه الأحداث على أمن والوطن واستقراره.
وأضافت أن "ما عمّق الأسى في نفوس الوطنيين عبر مختلف جهات الوطن، أن تحاول عصابة من المجرمين الذين لا تربطهم أية صلة بمنطقة القبائل المجاهدة على محاولة إشعال فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد الذين وحدتهم الأحداث العاصفة والمحن الكبرى التي عرفتها البلاد طيلة مسيرتها التاريخية فعمقت أواصرها عبر القرون".