سائقه الشخصي يستذكر مناقب الرجل

كريم بلقاسم لبى نداء الوطن رغم وضعه الصحي الخطير

كريم بلقاسم لبى نداء الوطن رغم وضعه الصحي الخطير
المجاهد كريم بلقاسم
  • 1190
ب. ت ب. ت

سرد المجاهد عمار قرام من مواليد 18 فيفري عام 1925 بأم البواقي والذي التحق بصفوف ثورة التحرير سنة 1955، أيام نشاطه الثوري وكله اعتزاز برجالات الجزائر الذين ضحوا من أجل عزة الوطن واستقلاله. 

ففي الوقت الذي تحيي فيه الجزائر الذكرى الـ59 لعيد النصر (19 مارس من كل سنة)، روى هذا المجاهد الذي تجند بالمنطقة الخامسة بالولاية الأولى التاريخية  ومايزال يتمتع بذاكرة صلبة رغم بلوغه من العمر عتيا، حيثيات ذكرى لها صلة بمحطة مهمة من تاريخ الجزائر والمتمثلة في مفاوضات "إيفيان" (18 مارس 1962)، حيث كان حينها في تونس التي لبى عبرها نداء الوطن وكلف فيها لفترة بمهمة نقل السلاح من الجبهة الخارجية إلى الجزائر ودعم ثورة التحرير الوطنية.

وقال في شهادته "كنت السائق الشخصي لكريم بلقاسم ولازمته لمدة 5 سنوات ونصف ولما كنا في مهمة لتفقد جيش التحرير الوطني الذي كان بجبال الشعانبي بالتراب التونسي، يوما قبل سفر كريم بلقاسم الذي كان يشغل آنذاك وزيرا للحربية (الدفاع) بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، للمشاركة في مفاوضات إيفيان، أحس كريم بلقاسم بألم في بطنه فقمت بنقله إلى المستشفى".

وأضاف قائلا "نقلته إلى مستشفى الصادقية بتونس وبعد فحصه تبين أن وضعه الصحي يتطلب إجراء عملية جراحية وهو ما حصل، حيث أجرى له التيجاني هدام آنذاك عملية استئصال الزائدة الدودية".

وقال المجاهد عمار قرام أنه ذهب في اليوم الموالي لزيارة كريم بلقاسم بالمستشفى للاطمئنان على وضعه الصحي، فأخبره أنه سيسافر لحضور المفاوضات فقام بنقله مباشرة من المستشفى إلى المطار.

وواصل المجاهد عمار قرام حديثه عن مرافقته لكريم بلقاسم إلى المطار مستذكرا موقفا لا يزال راسخا في ذاكرته وهو صعود كريم بلقاسم إلى الطائرة قائلا "لاحظت جرح كريم بلقاسم ينزف جراء إجرائه العملية الجراحية ورأيت الدم يقطر منه بينما هو يصعد سلم الطائرة، فذهبت وأحضرت له القطن والدواء وواصل رحلته". وأكد هذا المجاهد في شهادته عن شخصية كريم بلقاسم التي وصفها بالقوية والفذة بالقول أنه كان "شجاعا وصبورا على محنة المرض وأتم رحلته رغم ما حل به لأن الجزائر كانت بالنسبة إليه فوق كل اعتبار وقبل كل شيء".

وبعد المفاوضات التي أسفرت عن اتفاقية قرار وقف إطلاق النار، قال المجاهد قرام "فرحتنا ونحن بتونس كانت كبيرة فأقيمت الأفراح وقاسمنا المسؤولون والشعب التونسي الشقيق فرحة الحدث".

وأضاف أنه واصل المهمة التي كلف بها في اليوم الموالي لاتفاقيات إيفيان والمتمثلة في نقل مجموعة من الجزائريين في مركبة من مطار تونس إلى إحدى الفنادق وهم الجزائريين الذين كانوا بسجون فرنسا والذين تم إطلاق سراحهم بمقتضى اتفاق منبثق عن مفاوضات إيفيان.