حادثة سقوط رافعة في الحرم المكي تخلّف تفاعلا دوليا

قتيل و17 جريحا وسط الحجاج الجزائريين

 قتيل و17 جريحا وسط الحجاج الجزائريين
  • القراءات: 1318
بلغ عدد الضحايا الجزائريين في حادثة سقوط رافعة بالحرم المكي قتيلا و17 جريحا منهم 8 يتلقون العلاج بالمستشفى وفق آخر حصيلة قدمتها وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها. وأوضح نفس المصدر أن "الحصيلة الأخيرة المسجلة اليوم السبت إلى غاية منتصف النهار (الساعة 12 بالتوقيت المحلي) للضحايا الجزائريين في حادثة سقوط رافعة بالحرم المكي، بلغت قتيلا و17 جريحا من بينهم ثمانية يتلقون العلاج بالمستشفيات"، مشيرا إلى أن "الرضوض التي تعرض لها اثنان منهم خطيرة نوعا ما لكن حياتهما ليست في خطر". وأكدت وزارة الشؤون الخارجية، أن "المصالح القنصلية الجزائرية بالعربية السعودية تبقى مجندة"، مضيفة أن "القنصل العام الجزائري بجدة متواجد بمكة، حيث التقى بأرملة الفقيد مغاتري عبد القادر وزار المرضى".
واجتمع القنصل العام للجزائر بجدة السيد عبد القادر قاسمي الحساني، أمس، بمسؤولي بعثة الحج للوقوف على التكفل الطبي والسيكولوجي بضحايا حادث مكة المكرمة.  وانتقل رفقة المدير العام لديوان الحج والعمرة، السيد يوسف عزوزة، إلى الفرع المركزي للبعثة، حيث زار مواطنة أصيبت بكسر مضاعف على مستوى عظم الفخذ وعظم الساق الأكبر. وأوضح أنه "لاحظ التكفّل الجيد بالحجاج"، مشيرا في تصريحات صحفية إلى أن الحالة الصحية للحاجة التي زارها لا تبعث على القلق. كما استمع القنصل العام إلى تقرير السيد عبد الفاتح شبيرة، المنسق بين المستشفيات والمكلف بالعلاقات بين البعثة الجزائرية والمستشفيات السعودية حول عملية الإسعاف والتكفل الطبي بالمصابين. وزار المصابين الثمانية الذين يتلقون العلاج بالهياكل الصحية السعودية.
وأكد الدكتور سعيد ضيف، مسؤول البعثة الطبية بمكة الذي يسهر على الفرعين الطبيين بجدة والمدينة، أن جريحين اثنين تم إجلاؤهما نحو مستشفى عبد العزيز من رضوض على مستوى عظم الفخذ وقد يخضعان إلى بتر، في حين تعرض حاجان آخران وهما مقيمان بمستشفى فيصل من بتر إصابي إثر قطع لعضو سفلي بسبب آلة حادة. كما استقبل المستشفى السعودي نور حاجين جزائريين يعانيان من رضوض على مستوى الساق اليسرى وقد يتعرضان إلى بتر، فيما يعاني الحاج الثاني من رضوض على مستوى الساق بجرح مفتوح ونزيف. وأوضح ذات المصدر أن حاجا آخر يبلغ من العمر 70 سنة أدخل مستشفى الملك عبد الله، بحيث أصيب بكسور في الأضلاع و كدمات على مستوى الجبين، فيما تتكفل العيادة المركزية للبعثة الطبية لمكة بحاج آخر تعرض لكسور على مستوى عظم الفخذ.
ولقي مالا يقل عن 107 أشخاص مصرعهم وجرح 238 آخرون في الحادثة وفق آخر حصيلة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري، أن الحادث كان نتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة في العاصمة المقدسة، فيما أمر الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث ورفع نتائجها بشكل عاجل. وتنفذ المملكة منذ سنوات "توسعة" في الحرم المكي،  حيث تتواجد الرافعة مع معدات ثقيلة أخرى للحفر والهدم.  وبدأت في جوان الماضي المرحلة الأخيرة من أعمال التوسعة التي تهدف لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين خاصة في موسم الحج.  وأكد مسؤول سعودي أن مناسك الحج ستجري كالمعتاد. ونقلت مصادر إعلامية عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "هذا لن يؤثر على موسم الحج هذه السنة وسيتم إصلاح القسم المتضرر على الأرجح خلال أيام".
في غضون ذلك أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" في تقرير لها أن الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج أكملت استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، وبدأت في تنفيذ خططها التي أعدتها من أجل ذلك، والتي ركزت على تحقيق "أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم بعد أدائهم لمناسكهم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان".
وأعلنت المملكة العربية السعودية، أن عدد الحجاج القادمين من الخارج لحج هذا العام منذ بدء القدوم وحتى نهاية يوم الجمعة بلغ 909 آلاف و604 حجاج. ونعى العديد من قادة الدول والأوساط السياسية والدينية ضحايا حادثة سقوط رافعة بالحرم المكي بمدينة مكة المكرمة، ودعوا لأن يتقبّل الله مسعاهم في أداء فريضة الحج ويغفر لهم ويلهم أسرهم الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل. وتفاعلا مع هذا الحادث الأليم، بعث عدد من قادة العالم ببرقيات تعزية إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تضمّنت مشاعر المواساة والأسف لما جرى في موسم الحج لهذه السنة بعد انهيار الرافعة جراء الرياح العاتية التي تشهدها المملكة في هذا الوقت.
فقد بعث كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ببرقيات تعزية للعاهل السعودي، أعربا فيها عن بالغ تأثرهما وحزنهما العميق للحادث والدعوة لذوي الضحايا جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. من جهته أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في اتصال هاتفي أجراه مع الملك سلمان بن عبد العزيز، عن خالص تعازيه في ضحايا الحادث الأليم بالحرم المكي الشريف، داعيا الله أن يتغمّدهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته وينعم الله بالشفاء العاجل لمصابي هذا الحادث. كما نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ضحايا الحادث وتقدم بخالص تعازيه لأسرهم متمنيا تمام الشفاء لجميع المصابين. كما تقدم شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، بخالص العزاء إلى عاهل السعودية والأمة الإسلامية جمعاء في هذا المصاب.
وأعرب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، إياد بن أمين مدني، في برقية تعزية عن خالص العزاء وصادق المواساة لأسر الشهداء. من جهتهما تأسفت كل من روسيا على لسان رئيسها فلاديمير بوتين، وبريطانيا عبر رئيس وزرائها دافيد كاميرون، لحادثة مكة المكرمة وأعربتا عن تعازيهما لعائلات قتلى الحادث.  وقدم الرئيس الباكستاني ممنون حسين، والرئيس الهندي براناب موخرجي، أيضا تعازيهما وعبّرا عن حزنهما للخسائر البشرية الناجمة عن حادث سقوط الرافعة في المسجد الحرام. كما أبديا تعاطفهما مع أسر الضحايا والدعوة للمصابين بالشفاء العاجل.