تحضيرا لزيارة رئيس الجمهورية إلى باريس ماي القادم

فرنسا تسابق الزمن لتعزيز التعاون مع الجزائر

فرنسا تسابق الزمن لتعزيز التعاون مع الجزائر
الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عمار بلاني- الأمينة العامة للوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية، آن ماري ديكوت
  • القراءات: 493
   مليكة. خ مليكة. خ

أشادت الأمينة العامة للوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية، آن ماري ديكوت، بتبادل بنّاء في الرؤى خلال اللقاء الذي جمعها بالأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عمار بلاني، بعد اختتام المشاورات السياسية بين البلدين. وقالت المسؤولة الفرنسية في تغريدة لها "باسم جميع الوفد أشكر نظيري الجزائري، عمار بلاني وكل الفرق المجنّدة لاستقبالهم الحار لنا والحوار البنّاء الهادف لتقوية الصداقة ومجالات التعاون الجزائري الفرنسي".

وتأتي زيارة ديكوت في ظرف خاص يتميز بالتحضير للزيارة المقبلة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون إلى فرنسا، شهر ماي المقبل والتي سيسبقها اجتماع اللجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية ــ الفرنسية خلال الأسابيع القادمة. وكانت أشغال الدورة التاسعة من المشاورات السياسة الجزائرية - الفرنسية التي عقدت، الأربعاء الماضي، أكدت على تطابق وجهات النظر حول سبل ووسائل الرفع من مستوى التعاون بين البلدين وتعزيز الإطار القانوني الثنائي وتصوّر آليات ثنائية جديدة للتعاون في شتى مجالات النشاط . واستندت هذه المشاورات السياسية لأول مرة إلى اجتماعات استكشافية بين كبار موظفي مختلف الدوائر الوزارية في البلدين، التي تندرج في إطار إعادة تفعيل مختلف آليات التعاون الثنائي، طبقا لإعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة وكذا نتائج الدورة السادسة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى التي عقدت بالجزائر، شهر أكتوبر 2022. وتطرق الجانبان في هذا السياق إلى مجمل أبعاد العلاقات الثنائية، خاصة البعد الانساني، مع التأكيد على المسائل المتعلقة بالذاكرة وتنقل الأشخاص، التي تشكل عوامل هامة في هذه العلاقة. 

كما اتفقا على معالجة مسألة الذاكرة في إطار قراءة موضوعية وصريحة وذلك تجسيدا للهدف الذي سطره رئيسا البلدين، حيث التزم الجانب الفرنسي في هذا الصدد بـ"تسريع مسار إعادة الأرشيف ومعالجة مسألة مواقع التجارب النووية التي ينبغي إعادة تأهيلها والإسهام في التعامل مع المستقبل في جو من الهدوء والاحترام المتبادل". وتطرق الجانبان إلى المسائل الراهنة ذات الطابع الاقليمي والدولي ذات الاهتمام المشترك في الجوار القريب "الصحراء الغربية والساحل وليبيا والنزاع الروسي ــ الأوكراني..". وتعكس أشغال المشاورات السياسية بين البلدين الديناميكية التي تعرفها العلاقات الثنائية التي تمر إلى السرعة القصوى، لتدارك التأخر الذي تشهده مجالات التعاون الثنائي، حيث من شأن هذا اللقاء أن يعزز التصوّرات وأرضية التعاون ليس فقط بين الدبلوماسية الفرنسية والجزائرية بل بين جميع وزارات البلدين.

وتزامنت زيارة ديكوت، إلى الجزائر مع الزيارة التي قام بها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، إلى باريس خلال الأسبوع الماضي، ضمن أول زيارة، لرئيس أركان للجيش الوطني الشعبي إلى فرنسا، منذ 17 عاما. وأكثر ما ميز هذه الزيارة اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الفرنسيين واستقباله من طرف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، علما أن الرئيس الفرنسي نادرا ما يستقبل رؤساء الأركان العسكرية لدول أجنبية.

وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد تلقى مطلع الشهر الجاري، مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي، تبادلا خلالها التهاني بمناسبة السنة الميلادية الجديدة وتباحثا القضايا التي تهم العلاقات الثنائية، فضلا عن الزيارة المرتقبة للرئيس تبون إلى باريس. وزارت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، الجزائر، شهر أكتوبر الماضي على رأس وفد ضمّ أكثر من نصف أعضاء الحكومة لترؤس اجتماع اللجنة المشتركة في أول وجهة لها منذ تنصيبها، وذلك بعد شهر ونصف شهر من الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي. واعترفت الوزيرة الفرنسية، بأن الجزائر باشرت إصلاحات اقتصادية هامة خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يدعو لتوطيد العلاقات أكبر بين البلدين.