"المساء" تدخل مستشفى البعثة الجزائرية وترافق الحماية المدنية في إرشاد التائهين

فرق التوجيه والمرافقة الطبية.. "جنود" في خدمة الحجّاج

فرق التوجيه والمرافقة الطبية.. "جنود" في خدمة الحجّاج
  • 180
من مكة المكرمة: أمين شاوش من مكة المكرمة: أمين شاوش

❊ خدمات طبية في غرف الحجّاج بالفنادق ومستشفى ميداني بتجهيزات حديثة

❊ أساتذة في الطب وطاقم متخصّص من خيرة أبناء الجزائر للعناية بالحجّاج

❊ قاعة لتخطيط القلب وأخرى للعزل والأدوية بالمجان

❊ رئيس مركز جدة لـ"المساء": عيادة طبية بمطار جدة للتكفّل بالحجّاج فور وصولهم

❊ رئيس المركز الطبي بالمدينة المنورة لـ"المساء": طاقم طبي محترف وكل الوسائل جاهزة

❊ 4 فرق للحماية المدنية تشكّل طوقا حول الحرم لإرشاد وتوجيه الحجّاج التائهين

عيون ساهرة ويد ممدودة دوما لخدمة ضيوف الرحمان، أجرها عظيم وشرفها وسام يحمله أعوان الحماية المدنية الجزائرية والجيش الأبيض المرافق للبعثة الجزائرية للحجّ على صدورهم، احترافية في الميدان وعمل مضني يعكس الجاهزية التامة لرجال ونساء لا يكلّون ولا يملّون في مرافقة وتوجيه من تاه من حجاجنا الميامين وعلاج من مسّه ضر.

بشعار خدمة ضيوف الرحمان على مدار 24 ساعة، يسهر جنود الإنسانية ويدهم الرحيمة بحجّاجنا على تقديم كل ما يمكن من أجل السهر على راحتهم، بمرافقة غير مسبوقة من قبل الدولة الجزائرية التي سخّرت المال والتجهيزات والكفاءات العالية من أطباء وإطارات وأعوان للحماية المدنية، من أجل ضمان راحة ضيوف الرحمان والسماح لهم بأداء مناسكهم في أحسن الظروف.

دخلت "المساء"، أمس، "المستشفى المصغّر" الذي تمّ تجهيزه بأحدث الأجهزة الطبية، فكانت الساعة تشير إلى التاسعة و40 دقيقة، بالتوقيت المحلي لمكة المكرمة، الكل مجنّد والكل جاهز.. إنّها خدمة مشرّفة ما بعدها شرف، كل في مكانه، طاقم طبي مشكّل من أساتذة في الطب بمختلف تخصّصاته وممرّضين أكفاء، يقود الجميع البروفيسور دحمان محمود رئيس الوفد الطبي بالبعثة الجزائرية للحجّ، وكلهم جاهزية لتقديم يد المساعدة لحجّاجنا الذين شرعوا في التوافد على المستشفى ومصالحه بسبب وعكات صحية خفيفة.

تخصّصات طبية عديدة والنساء الأكثر تواجدا

من الوهلة الأولى التي يدخل فيها الحاج الجزائري إلى "المستشفى المصغّر"، يقف على مدى احترافية الطاقم الطبي المتواجد، مثلما لاحظناه بالمكان وقد تمّ تجهيز المستشفى بعديد الأسرة، تحسّبا لأي طارئ، صيدلية وقسم للجراحة البسيطة وقاعة للاستعجالات الطبية (الطب الداخلي، تخصّص الجهاز البولي، طب الأمراض العقلية والنفسية)، وغيرها من التخصّصات التي تضمن للحاج الحصول على العلاج الكامل، على مستوى "المستشفى المصغّر" المتواجد بالطابق الأول لفندق "سيف المجد" المخصّص للبعثة الجزائرية للحجّ. وخلال تواجدنا بهذا الصرح الطبي، سجّلنا أن أغلب الحالات التي تمّ تقديم العلاج لها هي من النساء.. تقرّبنا من إحدى الحاجات للسؤال عن سبب تواجدها في المستشفى فقالت "جئت لأخذ الحقنة.. الحمد لله الدولة الجزائرية وفرت كل شيء لراحتنا..".

الأدوية بالمجّان لكل الحجّاج وخدمة العلاج في الغرف حاضرة

كما وقفنا خلال تواجدنا بالمستشفى على توجيه بعض الممرضين إلى خدمة الحجاج في غرفهم، بسبب عجزهم عن التنقل إلى المستشفى، خاصة بالنسبة للحجّاج الذين يتنقلون على الكراسي المتحركة. وضمن الخدمات التي يتم تقديمها للحجاج، الأدوية المجانية، فبمجرد ما تدخل المستشفى تجد عون استقبال يقوم بتوجيه الحاج نحو قاعة العلاج، بعدها يلتقي الحاج بطبيب، الذي يسجّل معلوماته الشخصية (اسمه ولقبه ورقم غرفته والفندق الذي يقيم فيه، وولاية سكنه في الجزائر)، بعدها يطلع على الدفتر الصحي للحاج ويشرع في فحصه، وتقديم وصفة طبية بالأدوية اللازمة، بعدها يتوجّه مباشرة إلى صرفها في الصيدلية مجانا.

قاعة لتخطيط القلب وأخرى للعزل

ويتوفّر المستشفى على عديد قاعات العلاج، من بينها قاعة لتخطيط القلب وأخرى للعزل الصحي، وهي التحضيرات والاستعدادات التي تعكس حرص السلطات العليا في البلاد على عدم ترك أي تفصيل فيما يتعلق بتسخير كل الوسائل من أجل سلامة حجاجنا الميامين. وسجّلنا خلال تواجدنا بالمستشفى أن أغلب الحالات التي تمّ استقبالها تتعلق بوعكات صحية خفيفة (ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والمصابون بمرض الربو).

عيادة طبية على مستوى مطار جدّة لعلاج الحجّاج

وحرصا من الدولة على توفير الخدمات الصحية للحجّاج الميامين منذ دخولهم المملكة العربية السعودية إلى غاية مغادرتهم لها، فقد وضعت تحت تصرّفهم مركزا طبيا متكاملا على مستوى مطار جدة، حسبما أكده رئيسه بدر الدين فلالي، في تصريح لـ«المساء" على هامش استقباله، أمس، لوفد من الحجاج الجزائريين القادمين عبر مطار جدة والمقدر عددهم 250 حاج. وأشار بالمناسبة إلى وجود مكتبين على مستوى مطار جدة، حيث وضع الديوان الوطني للحج والعمرة، عيادة طبية تضمن الرعاية الصحية للحجاج الذين ينزلون بمطار جدة، فيما يخصّص المكتب الثاني لأعضاء البعثة والفرع القنصلي الذي يهتم بمعالجة انشغالات الحجاج (فقدان جوازات السفر والوثائق).

مركز البعثة بالمدينة المنورة.. جهود جبّارة لخدمة ضيوف الرحمن

ولم تتوقف الخدمات الصحية عند مركزي مكة المكرمة وجدة فقط، بل تمّ وضع عيادتين على مستوى مركز المدينة المنوّرة خدمة للحاج الجزائري وضمانا بسلامته، حسبما ذكره رئيس مركز مكّة المكرمة بلخير بوذراع في تصريح لـ«المساء"، مشدّدا على ضرورة تقديم "الكادر الطبي" لخدمة طبية جيدة على مدار 24 ساعة تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في هذا المجال.

بدوره، أكد أحمد جنادي رئيس المركز الطبي بالمدنية المنورة، في تصريح لـ«المساء"، أن كل الوسائل والأجهزة متوفّرة من أجل تقديم خدمات طبية راقية للحجّاج الميامين، على مستوى العيادتين الميدانيتين، حيث تمّ التركيز على نقاط أساسية من أجل إنجاح جميع التدخّلات الطبية، بداية بالحضور الميداني لكل الفريق الطبي المشكل من 32 عضوا، بينهم أساتذة في الأمراض النفسية والعقلية والأمراض الباطنية وأمراض القلب وكذا الأمراض الصدرية والأمراض المتنقلة.

عيون ساهرة لتوجيه ومرافقة الحجّاج

وأنت منشغل بأداء العبادات في أشرف البقاع على وجه الأرض، هناك عيون ساهرة على خدمتك وراحتك.. إنها الأيادي الحانية أيادي الإنسانية.. أعوان الحماية المدنية الجزائرية، تأهب وانضباط وتواجد ميداني مكثف على مستوى مكّة المكرّمة بجميع المخارج والمسالك المؤدية إلى الحرم، خاصة على مستوى المناطق التي تتواجد بها فنادق البعثة الجزائرية للحج، حرصا على سلامة وأمن الحجاج الميامين وتوجيه التائهين منهم، بسبب الزحمة التي كثيرا ما تفقد الحجاج بوصلتهم، خاصة في مواقيت صلوات الفجر والمغرب والعشاء، عندما تتراجع درجات الحرارة بمكة المكرّمة، حيث يفضل أغلب الحجّاج أداء صلواتهم في رحاب الحرم في جو من الخشوع والسكينة والروحانية.

وبلغة الأرقام تحدث لـ«المساء"، رئيس فرع الحماية والإرشاد والمشاعر بمركز مكة المكرمة، الرائد محمود حميدي، عن الجهود الكبيرة التي تقوم بها فرق الحماية المدنية، من أجل ضمان أداء حجّاجنا الميامين لصلواتهم ومناسكهم في أحسن الظروف، حيث تمّ وضع خطة ميدانية محكمة تشمل تغطية مداخل ومخارج الحرم. وأوضح في نفس السياق، أن 4 فرق ميدانية تغطي نقاط تمركز الحجاج الجزائريين على مستوى المخارج (أجياد، المسفلة، التوسعة الجديدة وغزة)، من خلال فريق مشكل من 27 عونا، وسيرتفع عددهم خلال الأيام المقبلة إلى 30 عضوا، بمعدل 8 أعوان يتناوبون على مدار 24 ساعة.

وتتمثل مهام هذه الفرق في المرافقة مشيا ومرافقة الحجّاج المتنقلين بالكراسي المتحرّكة والتوجيه لعامة الحجاج.وعن الحالات المسجّلة منذ بداية عمل هذه الفرق، أكد الرائد حميدي مرافقة 56 حالة إلى الفنادق، وتوجيه 149 حاج، ونقل 51 آخرين عبر الكراسي المتحرّكة، ليصل بذلك مجموع عمليات الإرشاد والتوجيه والمرافقة إلى 256 حالة، مؤكدا أن هذه الحالات تمّ تسجيل أغلبها بسبب الإرهاق والتعب الذي يتعرض له الحجّاج بعد أداء عمرة التمتع بمجرد وصولهم إلى مكة المكرّمة.