مركزها لا يعكس إنجازاتها في مجال الابتكار، بن عيسى:
غياب بيانات موثوقة يحرم الجزائر من ترتيبها الحقيقي في التقارير الدولية
- 253
حنان حيمر
❊ رئيس مكتب المنظمة العالمية: جهود الجزائر تؤهّلها لمصاف دول مثل الصين والهند
❊ ساشا وونش فانسون: الجزائر من الرواد 50 إفريقيا وبين 10 عربيا في التنوّع الاقتصادي
قال الأمين العام لوزارة الصناعة خير الدين بن عيسى أمس، إنّ تحسين أداء الجزائر في مؤشر الابتكار العالمي وتعزيز مكانتها في التقارير والتصنيفات الدولية، يتحقق بتعزيز التنسيق والتعاون بين القطاعات وتطوير النظام البيئي الوطني الداعم له، مع توفير بيانات "موثوقة ومرئية" عبر مؤسسات مرجعية تبرز نتائج الجهود المبذولة وتثمنها.
أبرز بن عيسى خلال إشرافه على أشغال الندوة الوطنية حول الابتكار، اهتمام القطاع بمؤشر الابتكار العالمي، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، لاسيما بعد إنشاء لجنة قطاعية مشتركة تعنى بتتبعه والعمل على تحسين ترتيب الجزائر فيه، باعتباره "أداة دولية مرجعية لقياس منظومات الابتكار". وأعرب عن اقتناعه بأن الجهود المبذولة ستسهم في تعزيز جاذبية الجزائر كمقصد للاستثمارات ورؤوس الأموال وترقية تنافسيتها الاقتصادية إقليميا ودوليا، مشيرا إلى أن التعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية أثمر عدة مشاريع رائدة، منها احتضان أول مكتب خارجي للمنظمة في العالم العربي وإفريقيا وإنشاء شبكة وطنية واسعة تضم 130 مركزا لدعم التكنولوجيا والابتكار.
مهماه: المرتبة 115 في المؤشر العالمي للابتكار غير مقبولة
وتطرّق المشاركون في الندوة التي نظمت بمقر المركز الوطني لتطوير التكنولوجيات المتقدمة بالعاصمة، إلى تصنيف الجزائر في المؤشر العالمي للابتكار 2025، حيث جاءت في المرتبة 115 من بين 139 دولة، وهو ترتيب اعتبره رئيس اللجنة المشتركة المكلفة بمتابعة تحسن تصنيف الجزائر ضمن هذا المؤشر، بوزيان مهماه، بـ«غير المقبولة". وأوضح أن الجزائر حافظت على نفس المرتبة في تقرير 2024، لكنها سجلت تراجعا في 4 معايير من ضمن 7 وسجلت تحسنا في البقية التي تتعلق بإنتاج المعرفة والتكنولوجيا، المؤسسات والمنتجات المبتكرة.
كما اعتبر المتحدث مسألة توفر البيانات العامل الأكثر تأثيرا على عملية التصنيف، فمن بين 78 مؤشرا اعتمد في إعداد التقرير، تم اللجوء بنسبة 32% إلى بيانات قديمة أو غير متوفرة، مع ربط 25 مؤشرا بالناتج الداخلي الخام، حيث أن ارتفاع هذا الأخير لم يتبعه ارتفاع في المؤشرات، ما جعله يشدد على ضرورة تثمين الجهود المحلية وإبرازها لتكون بادية للعيان، لاسيما أمام المنظمات الدولية المكلفة بإعداد هذا النوع من التقارير.
نفس التحليل قدمه رئيس مكتب المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالجزائر، محمد سالك أحمد عثمان، الذي أكد بذل الجزائر لمجهودات هامة وامتلاكها لقدرات كبيرة تؤهلها لأن تكون في مصاف دول مثل الصين والهند، أهمها مواردها البشرية الشابة وشبكتها الواسعة من الجامعات ومراكز البحث، واستثمارات ضخمة في التربية الوطنية تمثل 6% من الناتج الداخلي الخام، وريادتها للنشر العلمي عربيا، ناهيك عن الارتفاع المتواصل لتسجيل براءات الاختراع والعلامات، وارتفاع عدد المؤسسات الناشئة. بالمقابل، فإن التحدي الأكبر الذي تواجهه هو عملية جمع البيانات المستخدمة في مؤشرات التصنيف، حسب ذات المسؤول، الذي أكد على ضرورة توفر مصادر موثوقة ونظام إحصائي صلب.
بدوره، لفت ساشا وونش فانسون، المسؤول بالمنظمة وأحد المكلفين بإعداد تقرير مؤشر الابتكار العالمي، أن الجزائر التي قطعت مسافات هامة في اتجاه التطوّر الاقتصادي من 2018 إلى 2025، توجد اليوم بين الرواد الخمسين إفريقيا، وبين الرواد العشرة عربيا، مشيرا إلى أنها استطاعت تحقيق التنوّع الاقتصادي، بفضل استثمارها في الموارد البشرية والابتكار، ما أدى إلى ارتفاع براءات الاختراع من 143 إلى 1400، فيما تحتاج إلى تدارك بعض النقائص مثل ضعف التزام المؤسسات بدعم الابتكار وإشكالية التمويل.